مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 14:20
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
تطورت هذه الآلية أساسا بين الكويكرز Quakers ( مجموعة دينية مسيحية ظهرت أواسط القرن 17 في بريطانيا , يعني اسمها كنيسة الأصدقاء , تميزت بتحريرتها و دعوتها إلى السلام – المترجم ) , لكن مبادئ مشابهة كانت قد استخدمت منذ بداية التاريخ .
"طريقتهم الطبيعية في فعل ذلك ( أي التوصل إلى قرار ) هي مناقشته مطولا , ... حتى يستقر الرأي العام بغالبيته الساحقة على توجه ما" .
واضح أن هذا لا يعمل بشكل جيد جدا في المجموعات الكبيرة العدد ... لكني قد أشرت مسبقا إلى أن المجموعات الكبيرة عادة ما تنقسم إلى مجموعات أصغر .
الإجماع ليس هو التصويت . و لا يعني التطابق الكامل بين الجميع . تعتقد المجموعات أحيانا أنها تمارس الإجماع لكنها تعود إلى التصويت عندما لا تتمكن من التوصل لاتفاق .
عندما نصوت , فإننا نمارس ثنائية ما – هناك أحد اختيارين فقط . و الاختيار الذي سنقوم به هو خيار الغالبية . هكذا تمارس الغالبية سلطتها على الأقلية .
لكن المبادئ الأخلاقية لل integrity ( الكرامة الإنسانية ) لا تعطي أيا كان الحق في فرض سلطته على الآخرين . أما في حالة الإجماع , فإن القصة مختلفة .
يستند الإجماع على مبدأ أن كل صوت يستحق الإصغاء إليه , و أن أي قلق مبرر . إذا جعل اقتراح ما عددا قليلا من الأشخاص أو حتى شخصا واحدا , غير راض بشكل عميق – سيكون لا بد أنه هناك سبب وجيه لعدم الرضا هذا , و إذا تجاهلناه , فإننا نرتكب خطأ .
عوضا عن تضييع طاقتنا في محاولة جعل الأشخاص يقبلون شيئا لا يريدونه , نقوم بالتخلي عن أحد أو كلا الخيارين و نبحث عن حل جديد , حل يرضي كل شخص . ليس العالم إما أو , إنه "غني باحتمالات لا نهاية لها" ,.
كيف يعمل اتخاذ القرارات بالإجماع ...
يتقدم شخص ما باقتراح . يتأكد الشخص المكلف بتسهيل العملية من حصول كل شخص على فرصة كاملة ليعرض أفكاره , أو أن يتحدث عنها . لا يجري التعبير عن ردود الفعل السلبية بمواقف قاسية أو متسرعة . عوضا عن القول "أنا ضد هذا في المبدأ" , يمكنك أن تقول "أنا قلقل بشأن هذا الاقتراح , لأن ..." . إن التعبير عن القلق يسمح بتعديل الاقتراح لكي يلبي تلك الهواجس .
إذا شعر شخص ما ( أو عدة أشخاص ) بأن قلقه لم تتم تلبيته , و أن المجموعة متحمسة لذلك الاقتراح , يمكنهم أن "يبقوا خارجا" و ألا يشاركوا ببساطة في ذلك الجزء من عمل المجموعة .
أما إذا كان لديهم اعتراضات قوية على الاقتراح الذي يؤثر فيهم مباشرة يمكنهم عندها عرقلة الاقتراح . نادرا ما يستخدم ( حق ) العرقلة و بحذر فقط . لكن حق العرقلة يمنح كل شخص قوة هائلة للتأثير في القرارات التي تؤثر فيه أو فيها . إذا كان شخص ما يقف بقوة ضد اقتراح ما , بما يكفي في نظره ليعرقله , فمن المحتمل أنه مدرك للعوامل التي يجب على المجموعة أن تنظر فيها بشكل أكثر تفصيلا .
قد يحتاج الإجماع إلى وقت . و قد يعجز عن العمل بشكل جيد جدا في المجموعات الكبيرة , ببساطة لأنه لا يوجد وقت كافي لسماع كل شخص . لا يمكنه أيضا التعامل مع المسائل الثنائية التي تفرض من خارج المجموعة .
نقلا عن http://www.spunk.org/texts/consensu/sp000761.html
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟