أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - عن طبيعة الدول الشيوعية للاسلطوي الأمريكي واين برايس















المزيد.....



عن طبيعة الدول الشيوعية للاسلطوي الأمريكي واين برايس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 07:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عن طبيعة الدول "الشيوعية"
واين برايس

مقدمة المترجم

السطور التالية ليست موجهة لشيوعيين منظمين في أحزاب قائمة ( ستالينية غالبا ) و لا حتى لمن يعتبر نفسه يساريا أو ثوريا محترفا , إنها موجهة أساسا لكل من يناضل و يحلم بتغيير الواقع الذي يعيشه , إنها تحاول أن تشرح له باختصار ما ليس باشتراكية أو ما هو الشكل المزيف الذي وجد في الأمس من الاشتراكية و الذي لم يحقق انعتاق العمال بل خلق استغلال و تهميشا جديدا لهم , لكي يكون قادرا بشكل أفضل على تصور البديل الثوري الحقيقي عن الواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي القائم و النضال في سبيله .

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

السبب الأكثر أهمية لدراسة طبيعة الاتحاد السوفيتي و الدول المماثلة له هو الضوء الذي تلقيه ( هذه الدراسة – المترجم ) على ما الذي نقصده من معاداة الرأسمالية و الاشتراكية . فإن اعتبارنا هذه الدول اشتراكية يحدد ما الذي نؤمن به كبديل عن الرأسمالية . هناك الكثير من الراديكاليين الذين ينجذبون إلى مثال الاتحاد السوفيتي أو الصين الماوية , الذين يعجبون بكوبا اليوم أو بالماويين النيباليين . على الجهة المقابلة ( الأخرى ) , كانت مؤسسات الرأسمالية الغربية سعيدة بالموافقة على أن الاتحاد السوفيتي , الصين , كوبا , الخ , أنها كانت ( و ما يزال بعضها ) "اشتراكيا" و "شيوعيا" . إنهم يقولون , قد تكون هناك أخطاء في الرأسمالية , لكن هذا هو البديل "اللا رأسمالي" الوحيد الذي وجد أو من الممكن أن يوجد .
هذه ثلاثة مقالات لواين برايس عن الطبيعة الحقيقية لهذه الدول .

نشرت هذه المقالات الثلاثة لأول مرة على موقع anarkismo.net على مدى ثلاثة شهور بقلم واين برايس عام 2006 .

القسم الأول
ما الذي نعنيه بمعاداة الرأسمالية ؟

إذا أراد المناهضون للرأسمالية بديلا عنها , فإننا نحتاج لدراسة طبيعة البلدان وفق نموذج ( مثال ) الاتحاد السوفيتي . هناك ثلاثة مجموعات من النظريات فيما يتعلق بهذه البلدان . إحدى هذه النظريات أن هذه المجتمعات هي اشتراكية أو أنها "دول عمالية" . سنقارن هذه بالأهداف التحررية الأصلية لاشتراكية من دون طبقات .

يسمي الكثير من الناشطين أنفسهم "معادين للرأسمالية" . لكن هذه التسمية سلبية , فما الذي نعنيه بهذا ؟ بما أن مناهضي الرأسمالية يرغبون بإيجاد بديل عن النظام الحالي , فمن الضروري دراسة طبيعة المجتمعات التي تزعم أنها قد حلت مكان الرأسمالية في وقت ما , أعني الاتحاد السوفيتي السابق و البلدان المماثلة له . هناك أدب يساري هائل عن هذا الموضوع . سعى كثير من الراديكاليين إلى تحليل البلدان التي حكمتها الأحزاب الشيوعية ( الماركسية – اللينينية ) , البلدان التي سمت نفسها "اشتراكية" و التي يسميها الكثير منا في أقصى اليسار "ستالينية" . لكن بالنسبة للكثير من الراديكاليين اليوم فإن هذا الجزء من النظرية يبدو قديما , كونه يدور حول بلد لم يعد موجودا منذ بعض الوقت . بين عامي 1989 و 1992 انحل الاتحاد السوفيتي و الحكومات الستالينية في أوروبا الشرقية , نتيجة مزيج من الثورات الشعبية و مناورة أقسام من البيروقراطية الحاكمة . لذلك يستنتج الكثيرون أن دراسة طبيعة هذه الدول لم تعد ذات صلة ( مهمة ) اليوم .
إنني أختلف بقوة مع موقف عدم الاهتمام هذا ( مع موقف اللامبالاة هذا ) . لسبب واحد , هو أن الأنظمة التي حكمها و يحكمها الحزب الشيوعي تستمر بلعب دور هام في العالم . شعب الصين الضخم يؤثر في الاقتصاد و في السياسة و التوازن العالميين اليوم . ما تزال هناك عدة بلدان آسيوية صغيرة ذات حكومات تنتمي إلى الحزب الشيوعي . تشمل هذه كوريا الشمالية التي يؤثر تسليحها النووي على التوترات الدولية . و تستمر الحكومة الكوبية بلعب دور كبير في الشؤون الأمريكية اللاتينية , متحالفة على الخصوص مع النظام الفينزويلي لهوغو تشافيز . تحافظ منظمة فارك الماركسية – اللينينية على دولة داخل الدولة في كولومبيا . و هي هدف متزايد لتدخل الولايات المتحدة . و ينجذب كثير من الراديكاليين إلى التمرد الماوي في نيبال الذي يملك فرصة للوصول إلى السلطة . و أخيرا , لفهم العالم , من الضروري فهم الذي يجري في الدول التي خلفت الاتحاد السوفيتي , مثل روسيا , أوكرانيا , كازاخستان , الخ , إضافة إلى ما يجري في الدول الأوروبية الشرقية الجديدة . لا يمكن فعل ذلك دون فهم تاريخها القريب , و النظام الذي عاشت في ظله قبل عدة سنوات فقط . لكن السبب الأكثر أهمية بالنسبة لي لدراسة طبيعة الاتحاد السوفيتي و الدول المماثلة له هو الضوء الذي تلقيه مثل هذه الدراسة على ما نعنيه بمعاداة الرأسمالية و بالاشتراكية . يحدد ما إذا كنا نعتبر هذه الدول اشتراكية ما الذي نعتقد أنه بديل عن الرأسمالية . هناك عدد كبير من الراديكاليين الذين ينجذبون إلى مثال الاتحاد السوفيتي السابق أو الصين الماوية , أو المعجبين بكوبا اليوم أو بالماويين النيباليين . إنهم يريدون تشكيل عالم تكون فيه كل البلدان مثل كوبا تقريبا , بما في ذلك أمريكا الشمالية و أوروبا . إنهم يصفون الاتحاد السوفيتي و كوبا "بالاشتراكية القائمة بالفعل" . أي أنه إذا كنت تريد الاشتراكية , فهذه هي الاشتراكية التي وجدت بالفعل , سواء أحببتها كما هي أم لا , لذلك من الأفضل على مناهضي الرأسمالية أن يقبلوا بها .
على الجهة المعاكسة , كانت مؤسسات الرأسمالية الغربية سعيدة بأن تقبل أن الاتحاد السوفيتي , الصين , كوبا , الخ , كانت أو ما تزال "اشتراكية" و "شيوعية" . إنهم يقولون قد تكون هناك أخطاء في الرأسمالية , لكن هذا هو البديل الوحيد "اللا رأسمالي" الذي وجد أو يمكن أن يوجد . هذه الدول الكريهة , التوليتارية , الستالينية , هي الاشتراكية الوحيدة التي يمكن أن توجد على الإطلاق . لذا على كل شخص أن يقبل الرأسمالية , كما يعلنون .
( إنني أسمي هذه الأنظمة "ستالينية" . لكن هذا لا ينفي أن لينين و تروتسكي قد وضعا الأساس لتوليتارية ستالين . و لا أنكر أنه كانت هناك تغيرات هامة في هذه البلدان بعد موت ستالين . لكني أعتقد أن هذا النظام قد تعزز تحت حكم ستالين , عندما تم القضاء على البقايا الأخيرة من الثورة الروسية , و جرت إبادة عشرات ملايين العمال و الفلاحين , و جرى تثبيت الطبقة البيروقراطية الحاكمة الجديدة . لقد أصبحت التوليتارية الروسية برنامج كل الأحزاب الشيوعية , كما هي التوليتارية الصينية . لذلك فإن الستالينية هي وصف مناسب ) .
هناك تيارات أخرى بين الراديكاليين , خاصة بين التحرريين , ترفض شعارات الاشتراكية , و الشيوعية , و اليسار . بالنسبة لهم ليست هناك مشكلة إذا تم تعريف ( تحديد ) هوية نظام الاتحاد السوفيتي مع الاشتراكية . إنهم يتفقون مع هذا التوصيف . لن أذهب بعيدا مع تلك التيارات الآن , فقط سأشير إلى أنها لا ترفض بالنتيجة اشتراكية الدولة ( الاشتراكية الدولتية نسبة للدولة ) فقط بل كل المشروع الاشتراكي .
تاريخيا اعتبر التحرريون أنفسهم جزءا من اليسار – اليسار الأقصى لليسار , أي الأكثر معارضة بين أولئك الذين يعارضون الرأسمالية و الدولة . عدوا أنفسهم على أنهم الجزء الأقصى من الحركة الاشتراكية . في مقاله الشهير عن "اللاسلطوية" ( الأناركية ) للموسوعة البريطانية , كتب كروبوتكين "يعتبر اللاسلطويون ( التحرريون , الأناركيون ) , بالاشتراك مع كل الاشتراكيين , الذين يشكلون الجناح اليساري ... نظام العمل المأجور و الإنتاج الرأسمالي معا عقبة في طريق التقدم" . ( 1975 , ص 109 ) .
التيار الذي أعتبر أنه يشكل هويتي هو اللاسلطوية ( التحررية , الأناركية ) الثورية , المؤمنة بالصراع الطبقي و بالتنظيم . إننا نعني من "معاداة الرأسمالية" الاشتراكية التحررية و الشيوعية الأصيلة . إننا ننادي باستبدال الرأسمالية بشبكة تعاونية من اتحادات و كومونات المنتجين و المستهلكين المنظمة ذاتيا , و التي ستنتج من أجل الاستهلاك ( الاستخدام ) لا من أجل الربح . و سيجري تخطيطها بشكل ديمقراطي من الأسفل إلى الأعلى . سيجري تنظيم المجتمع من خلال هذه الاتحادات و الكومونات , بفيدرالية مجالس أماكن العمل و المجتمع . و سيجري استبدال البوليس و الجيش بميليشيا شعبية , طالما بقيت الحاجة لها .
"مكان المجتمع البرجوازي القديم , بطبقاته وتناقضاته الطبقية , سيكون لدينا اتحادا , سيكون فيه التطور الحر لكل فرد هو الشرط للتطور الحر للجميع" . هذه هي الأهداف المعلنة للبيان الشيوعي لماركس و أنجلز , المنعكسة في الاتجاه الإنساني , التحرري داخل الماركسية و في اللا سلطوية ( التحررية ) الثورية . هل لبت ( أو حققت ) الأنظمة الستالينية هذه الأهداف ؟ هل كانت حتى تسير في ذلك الاتجاه ؟ إذا كان الجواب لا , فما الذي يعنيه إذن أن نسميها "اشتراكية" ؟ هذه هي الأسئلة التي سأناقشها في سلسلة من ثلاثة أجزاء .

النظريات الثلاثة عن الستالينية

في اليسار , يمكن تقسيم النظريات عن طبيعة الاتحاد السوفيتي إلى ثلاثة اتجاهات .
إحداها ( و هي التي سندرسها في هذا الجزء ) هي أنها شكل من أشكال الاشتراكية , أو تتجه نحو الاشتراكية , أو أنها مجتمع "بعد رأسمالي" . اعتبر تروتسكي الاتحاد السوفيتي تحت ستالين "دولة عمالية مصابة بالانحطاط" . بعد الحرب العالمية الثانية سمى أنصاره الأرثوذوكسيون ( التقليديون ) الدول الستالينية الجديدة "دول عمالية مشوهة" ( حيث أنها لا يمكن أن تتعرض للانحطاط دون أن تقوم فيها ثورات عمالية فعلية و لكن معظم هؤلاء المنظرين اعتبروا كوبا "دولة عمالية سليمة" ) . بأي حال ( في كل الأحوال ) , اعتبرت هذه النظريات النظام الستاليني أفضل ( أكثر "تقدمية" ) من الرأسمالية .
مجموعة ثانية من النظريات اعتبرت الستالينية نوعا جديدا , ثالثا , من المجتمعات الطبقية . إنها , كما يزعمون , ليست اشتراكية و لا رأسمالية . كانت البيروقراطية طبقة حاكمة جديدة تدير اقتصادا مؤمما و قد جرت جمعنته . كانت تستغل العمال بطريقة ما . هذا النظام ليس أفضل من الرأسمالية و ربما كان أسوأ . هذه النظرية ( التي تسمى "الجماعية البيروقراطية" ) طورها بعض التروتسكيين المنشقين . نسخة منها طورها منظرو "الباركون" ( الاقتصاد التشاركي لمايكل ألبرت و ) .
المجموعة الثالثة من النظريات تعتبر هذا النظام على أنه نوع من الرأسمالية , رغم فروقه الظاهرية عن الرأسمالية التقليدية . يسمى هذا النظام عادة "رأسمالية الدولة" . يعود هذا المفهوم إلى أعمال ماركس و أنجلز . و قد طوره على الأغلب تروتسكيون منشقون لكن اللاسلطويين ( التحرريين ) استخدموه أيضا . برأيي إن هذا هو أفضل تحليل لهذا النظام .

هل كان الاتحاد السوفيتي اشتراكيا ؟

أن نسمي الاتحاد السوفيتي اشتراكيا قد تكون مسألة ( قضية , مشكلة ) تعريف . إذا أراد الناس أن يعرفوا الاشتراكية بأنها الصناعة المملوكة للحكومة – الذي قد يكون ما يقصده معظمهم من "الاشتراكية" – فعندها تكون البلدان الستالينية اشتراكية بالفعل . لا يمكنني أن أثبت أن هذا التعريف "غير صحيح" . لكن الماركسية التي يزعم مؤيدو هذا النظام أنهم يتبعونها تصف الاشتراكية بطريقة مختلفة ( على الأقل هذا ما تفعله ماركسية ماركس ) . إنها تلح على التحليل الطبقي لكل مجتمع . في نفس القسم من البيان الشيوعي الذي اقتبسته سابقا , يصرح ماركس و أنجلز بأن ".. الخطوة الأولى في الثورة من قبل الطبقة العاملة هي أن تنهض البروليتاريا إلى موقع طبقة حاكمة , لكي تقيم الديمقراطية ... الدولة , أو البروليتاريا المنظمة كطبقة حاكمة ... عندما في سياق التطور , تختفي التباينات الطبقية ... و ستفقد السلطة الشعبية طابعها السياسي" . ( 1955 , ص 31 – 32 ) .
أي أنه , بالنسبة لماركس , ستقوم الطبقة العاملة و حلفاؤها ( الفلاحون , النساء , الخ ) بالاستيلاء على المجتمع و ستؤسس ديمقراطية , أو "دولة" التي هي ليست إلا الطبقة العاملة المنظمة ذاتيا . و ستتقدم ( بسرعة أو ببطء ) لتنهي كل التباينات الطبقية و الدولة نفسها . ( يعتقد الماركسيون التحرريون أن ماركس قد أصبح حتى أكثر عداءا للدولة بعد كومونة باريس ) . أنا لا أناقش هنا صحة الماركسية التحررية ( الداعية للاستقلال الذاتي ) ( التيار التحرري من الماركسية الذي دعا إلى الاستقلال الذاتي للعمال , انطونيو نيغري مثلا و روزا لوكسمبورغ – المترجم ) , فقط أشير إلى تداخلها مع لا سلطوية ( تحررية ) الصراع الطبقي في المشروع الاشتراكي .
من الواضح أن الدول وفق نموذج الاتحاد السوفيتي لم تلب هذا المعيار الطبقي . هناك ( كانت هناك ) بيروقراطية من السادة في الأعلى , تقرر كل شيء و تتخذ القرارات . كانت الدولة هي البيروقراطية "المنظمة كطبقة حاكمة" ( و ليست الطبقة العاملة ) . في الاقتصاد المخطط , كانوا هم من يقوم بالتخطيط . كان العمال في القاع , يتلقون الأوامر , و يفعلون ما يطلب منهم , و يقاومون حيث يمكنهم ذلك – تماما كما كان عليه الحال في ظل الرأسمالية . كان هناك نظام هائل من القمع البوليسي . سمح فقط بحزب واحد , منعت كل الأحزاب الأخرى , حتى الأحزاب الاشتراكية . لم يسمح بأية مؤتمرات للمعارضة داخل الحزب الواحد أيضا . التنظيم لصالح آراء أخرى , مثل اللاسلطوية , كوفئ ( عوقب ) بالسجن , بمعسكرات العمل الإلزامي , مشافي الأمراض العقلية , أو الموت . حظرت النقابات المستقلة أو الإضرابات . لذلك لم يكن أمام الشغيلة أي خيار أو أي طريقة للتحكم في "قادتهم" .
مؤيدو النظام الستاليني يعرفون هذا بالطبع . بالكاد يمكنهم إنكار أن الاتحاد السوفيتي يومذاك و كوبا اليوم هي ديكتاتوريات الحزب الواحد . يمكنهم فقط أن يدافعوا عن أنها ديكتاتوريات جيدة ( خيرة ) , و جيدة للعمال خاصة . يمكنهم الإشارة إلى جمعيات العمال المتخيلة أو الحقيقية في المستوى الأدنى , على سبيل المثال ( حيث يمكن للعمال أن يقرروا كيف ينفذون الجزء الخاص بهم من الخطط التي توضع في مكان آخر من قبل آخرين ) . تتم الإجابة عادة على الانتقادات لديكتاتوريات الحزب الواحد بتغيير الموضوع , بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة , رغم كل شيء , بنظامها ثنائي الأحزاب هي في الواقع ديكتاتورية كبار الرأسماليين (هذا صحيح و لكن لا علاقة له بالنقد الموجه للستالينية ) .
في الواقع , لقد فرضت هذه الديكتاتوريات الجيدة ( الخيرة ) كما يفترض بواسطة الإرهاب الشديد . من الممكن أن يكون 20 مليون عامل و فلاح قد قتلوا ( أو ماتوا ) تحت حكم ستالين لغرض تثبيت البيروقراطية . ملايين أكثر ماتوا تحت حكم ماو , أثناء القفزة الكبرى للأمام و أثناء الثورة الثقافية . في كمبوديا أباد بول بوت ربع السكان . خاطر الآلاف بحياتهم و هم يفرون من فيتنام , كوريا الشمالية , التيبيت , و كوبا . حتى أقل الأنظمة عنفا , مثل النظام الكوبي , تدعمها قوى هائلة من البوليس و لديها عدد كبير من المسجونين السياسيين .
من الواضح أنه و لا في أي من هذه الدول كانت البروليتاريا في موقع الطبقة الحاكمة , أو على الطريق نحو إلغاء كل التباينات الطبقية و الدولة . هنا أكثر الأنظمة قمعا على وجه الأرض , دول مشابهة في بنيتها لألمانيا النازية , تخفي نفسها كتجسيد لأكثر المثل تقدما , تحررية , و اشتراكية ! هذا مقرف , رغم أنه ليس من دون منطقه الخاص . ما هو مثير للقرف بشكل خاص هو أن كثير من الراديكاليين يسمحون لأنفسهم بأن يفروا بفعلتهم هذه , سواء بدعم هذه الدول أو برفض مثال الاشتراكية . ( لأية درجة قادت الماركسية نفسها إلى استبداد كهذا , أي ما هي الجوانب التسلطية ( أو السلطوية ) في الماركسية , هذا نقاش آخر ) .
المثير للاستغراب أيضا هو عدد الراديكاليين ذوي النوايا الطيبة الذين تأثروا بماويي نيبال . لقد جاءت الستينيات و السبعينيات و ذهبت . لقد رأينا هذا الفيلم من قبل . إننا نعرف – أو يجب أن نعرف – ما الذي سينتج عن هذا . إننا نعرف ما الذي يحدث عندما تصل إلى السلطة حركات ذات قادة ماركسيين – لينينيين ( ستالينيين ) أو قوميين راديكاليين . لن تكون النتيجة أبدا حكم الشغيلة الديمقراطي .

الدفاع عن الستالينية

يجادل التبريريون أن هذه المجتمعات كانت جيدة للطبقة العاملة , و لذلك فقد حكمها العمال , حتى لو أنهم لم يحكموها ( بالفعل ) . يشير هؤلاء المؤيدون إلى أنه كان هناك في الاتحاد السوفيتي تشغيل كامل للعمالة , سكن مؤمن , و رعاية صحية شاملة . هذا بالمقارنة مع البطالة و زيادة بؤس الشعب الروسي اليوم . دفاع مشابه يقال عن الصين , التي كان فيها ذات يوم "طاسة الرز الحديدية" , التي ضمنت العمل و الطعام لجميع الصينيين . جرى التخلي عن هذه "الطاسة" من قبل القيادة الحالية ( رغم أن القيادة بقيت بيد الحزب الشيوعي , الذي يصرح أن الماركسية – اللينينية هي إيديولوجيته , و يحتفظ بقدر هائل من الملكية المؤممة – الأمر الذي يجعل كل الموضوع مشوشا ) . أشياء مشابهة تقال عن الرعاية الصحية و التغطية الطبية في كوبا . معظم هذا كله صحيح – حتى لو كانت الوظائف , و الرعاية الصحية , و المساكن في الاتحاد السوفيتي من نوعية منخفضة إلى حد ما في الواقع .
إن كل طبقة حاكمة تعقد صفقة .. مع شغيلتها : إذا سمحتم لنا بالحكم , دون تمرد , فسنعطيكم بعض المنافع و الحقوق , لنجعل الحياة ممكنة الحياة بالنسبة لكم . في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا , تحصل البرجوازية العليا على ثروة أبعد من أحلام أباطرة و فراعنة العالم القديم . إنهم يديرون المجتمع بما فيه مصلحتهم . بالمقابل , فقد وفروا لأغلب العمال الأمريكان ( البيض على أي حال ) مستوى حياة مرتفع نسبيا , أفضل مما عاشه آباؤهم , مع مستوى معقول من الديمقراطية و الحرية السياسية . في هذه المرحلة , يجري تفكيك هذه الصفقة ( تطبيق السياسات النيوليبرالية – المترجم ) , مع تخفيض مستوى الحياة و الحرية . لذا يمكن التنبؤ بتصاعد السخط و روح الثورة .
في الدول التي حكمها الشيوعيون , كانت هذه الصفقة أن يحصل العمال على تشغيل كامل , و على السكن , و الرعاية الصحية , و التعليم , الخ . هذا لم يكن جيدا بنفس الدرجة التي وفرتها الديمقراطيات الاشتراكية الاسكندينافية ( في ظل الرأسمالية الخاصة ) , لكنها كانت ما تزال لائقة , أخذا بالاعتبار مستوى الإنتاجية المنخفض فيها . بالمقابل , كانت البيروقراطية تحصل على سلطة غير محدودة و ثروات هائلة للطبقة العليا ( التي عاشت بشكل أفضل بكثير من العمال في الأسفل ) . هذا لا يعني أن العمال قد حكموا الاتحاد السوفيتي أو أنهم يحكمون كوبا , أكثر مما يحكم العمال الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الاسكندينافية . لقد كانت تلك صفقة طبقية فقط .
بانهيار الاتحاد السوفيتي و الدول الأوروبية الشرقية , أمل العمال أنهم سيحصلون على نفس الصفقة الموجودة في الدول الاسكندينافية أو على الأقل أوروبا الغربية : لنقل ألمانيا أو فرنسا . عوضا عن ذلك عوملوا كما لو أنهم يعيشون في أفريقيا أو أفقر مناطق آسيا . تحول البيروقراطيون القدامى إلى برجوازية أصبحت مفرطة الثراء بينما حصل العمال و المزارعون على منافع أقل بكثير بدلا من تلك التي فقدوها . حصلوا غالبا على زيادة في الحرية السياسية ( و ليس الكثير من هذا أيضا ) , هذا شيء جيد لكنه شيء لا يمكن أكله . ينظر الكثير بشكل طبيعي إلى الوراء إلى الصفقة القديمة بتوق شديد , على الأقل كان هناك وظائف و طعام . لكن هذا لا يثبت أن الاتحاد السوفيتي كان سوى دولة استغلالية منقسمة طبقيا و توليتارية . و لا يمكن لكل التعليم و التغطية الطبية في كوبا , مهما كانت قيمتها , أن تجعل من الدولة ديمقراطية عمالية أو من كاسترو إلا ديكتاتورا .
إن الصفقات الطبقية لا تكفي . المشكلة هي أن معاييرنا منخفضة جدا . هناك حاجة لأكثر بكثير من مدارس لائقة للأطفال و تغطية طبية جيدة على المستوى العالمي إذا كان على الجنس البشري أن يتجنب التدمير بالحرب النووية أو الكارثة البيئية . ما نحتاجه هو رؤية طالب بها الاشتراكيون الطوباويون , و الماركسيون الأصليون , و اللا سلطويون ( التحرريون ) . لا يمكن لأي شيء آخر أن ينجح .

حكم العمال يجب أن يكون ديمقراطيا

يشير التروتسكيون و غيرهم إلى أنه يمكن إدارة الرأسمالية عبر دولة برجوازية ديمقراطية لكن يمكن أيضا أن تعمل تحت أشكال مختلفة من الديكتاتورية , مثل الملكية , الدول البوليسية , أو الفاشية . إنهم يجادلون , أنه بشكل مشابه , يمكن للطبقة العاملة أن تحكم ( و هذا هو بداية الاشتراكية ) من خلال ديمقراطية بروليتارية , مثل كومونة باريس أو السوفيتيات الأصلية , لكن يمكنها أيضا أن تعمل تحت الديكتاتورية . ستالين , ماو , كيم إيل سونغ , و كاسترو , جميعهم يفترض أنهم حكموا "دولا عمالية" , ليست بنفس جودة نظام الكومونة , لا شك , لكنها ما تزال تحافظ على سلطة الطبقة العاملة , و إن بشكل غير مباشر . هكذا يجادلون .
لكن التشبيه بين الرأسمالية و حكم الطبقة العاملة لا يصمد . يحكم الرأسماليون العمال بشكل أساسي من خلال السوق . ما يريدونه من الدولة هو أن تحمي السوق , و أن تفرض العقود , و أن تقمع العمال , و بعض التنظيم و التدخل الاقتصادي لتبقي السوق في تقدم مستمر . هذا يمكن القيام به بأفضل ما يمكن من خلال ديمقراطية رأسمالية , لكنها ليست مشكلة كبرى إذا قام بهذه المهام شكل ما من الديكتاتورية . لم تقلل ألمانيا النازية و لا تشيلي بينوشيت من الأرباح الرأسمالية – على العكس تماما .
على عكس الرأسماليين ( أو بقية الطبقات الحاكمة الأخرى , مثل اللوردات الإقطاعيين أو مالكي العبيد ) , فإن العمال اليوم لا يملكون وسائل الإنتاج ملكية خاصة . يتعاون العمال المعاصرون في عملية الإنتاج , في مكان العمل و في المجتمع ككل . إذا أراد العمال أن يديروا الصناعة , فيجب عليهم أن يفعلوا ذلك بشكل تعاوني و جماعي . على عكس الرأسماليين , لا يمكنهم أن يعتمدوا على عمليات أتوماتيكية ( آلية ) , مثل "اليد الخفية" للسوق . يجب أن يتخذوا قرارات واعية حول كيف يمكن إدارة الاقتصاد ( و أي شيء آخر ) . يجب أن ينخرطوا في تخطيط ديمقراطي , و هي مسألة اتخاذ قرارات مدروسة , واعية و جماعية . إذا أرادت الطبقة العاملة و المضطهدون أن يحكموا , و أن يطوروا مجتمعا دون طبقات , دون اضطهاد , يجب أن يفعلوا ذلك من خلال أكثر الديمقراطيات راديكالية ,و كمالا , و مشاركة . لا يمكن تحقيق ذلك من خلال أي نوع من حكم النخبة , ناهيك عن الديكتاتورية , سواء من فرد واحد أو من حزب طليعي . لم يفهم البلاشفة هذا أبدا , و اللينينيون المعاصرون لا يفهموه الآن أيضا .
هناك مشكلة مماثلة في تشبيه تروتسكي بين "دولة عمال" ستالين و بين النقابة العمالية البيروقراطية التي تقودها عصابة . كلاهما , كما يقول , هي مؤسسات عمالية , تهيمن عليها قوى غير ديمقراطية , أو عملاء داخليون لرأس المال . و كما هو الحال مع النقابة السيئة , يجب الدفاع عن الدولة الستالينية ضد الرأسماليين و الدول الرأسمالية , بينما يحاول العمال أن يستعيدوها . هذا التشبيه لا يصمد أيضا . حتى النقابة العمالية البيروقراطية ما تزال توفر بعض الحماية للعمال ضد السادة . لكن الدول الستالينية استغلت العمال و اضطهدتهم مباشرة . إنها تشبه السادة الرأسماليين , لا النقابات العمالية .
ليس الاتحاد السوفيتي و أسلافه ( سلالته ) دولا عمالية , ولا بعد رأسمالية , و لا اشتراكية , أو تتجه نحو الاشتراكية . إنها دول توليتارية ذات طبقة حاكمة بيروقراطية و طبقة عمالية مستغلة . إنها ليست بدائل عن الرأسمالية . يجب أن تتضمن معاداة الرأسمالية التسيير الذاتي الأكثر ديمقراطية , كما في التقليد ( الإرث ) الاشتراكي التحرري , أو أنه سيحكم عليها بالفشل ( كما جرى بالفعل – المترجم ) .

نقلا عن http://www.anarkismo.net/article/2925

القسم الثاني
الطبقة الحاكمة البيروقراطية ضد التسيير الذاتي الديمقراطي

يستعرض هذا القسم النظريات التي تقول أن المجتمعات التي تحكمها الأحزاب الشيوعية ليست اشتراكية و لا رأسمالية بل نوع جديد من المجتمعات الطبقية . هذه النظريات محقة في الاعتقاد بأن البيروقراطية الجماعية هي طبقة حاكمة جديدة لكنها أخطأت في إنكار أن هذه المجتمعات هي نوع من الرأسمالية . لقد طرحت أسئلة عن طبيعة الفاشية . نظريات كهذه أظهرت الحاجة إلى ديمقراطية تشاركية و الإدارة الذاتية للعمال .

باكونين و ماركس

إذا كان من الممكن تسمية أيا كان بمؤسس الحركة اللا سلطوية ( التحررية ) العالمية , فإن هذا الشخص هو ميخائيل باكونين . بينما اتفق باكونين مع الكثير من تحليل ماركس , فإنه انتقد برنامجه , لأن باكونين خشي من أنه سيؤدي إلى ظهور طبقة حاكمة جديدة . ستخلق هذه الطبقة من العمال الأفضل حالا و من مثقفي الطبقة الوسطى . الذين سيدعون تمثيل العمال و المضطهدين , لكنهم سيصبحون في الحقيقة حكاما جددا .
لقد حذر من أن "... الطبقة العليا , أرستقراطية العمال ... هذه الطبقة البرجوازية جزئيا من العمال سوف تشكل , إذا شق الماركسيون طريقهم , ستشكل طبقتهم الحاكمة الرابعة .... العمال السابقون , الذين ما أن يصبحوا حكاما لممثلي الشعب , سيتوقفوا عن أن يكونوا عمالا و سينظروا إلى الجماهير العاملة العادية من ذرى ( أبراج ) حكم الدولة" ( باكونين , 1980 , ص 294 – 333 ) . مشيرا إلى إعلان ماركس "للاشتراكية العلمية" , عارض باكونين أيضا هيمنة المثقفين ذوي العقول العلمية , "إن حكم المجتمع الجديد من قبل العلماء الاشتراكيين – هو الأسوأ من بين كل الحكومات الاستبدادية" . ( المصدر السابق , ص 295 ) .
اعترف الماركسي ديفيد فيرنباخ أن باكونين كان معه بعض الحق . "إن تحذير باكونين من المخاطر الكامنة في استيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية طرح أسئلة لم يحلها ماركس بشكل مرضي ... إن باكونين , برغم كل أخطائه , كان واع مسبقا بالثورة ... التي توجد فيها مشكلة حقيقية للبيروقراطية في المرحلة ما بعد الثورة ..." ( فيرنباخ , 1974, ص 51 – 52 ) .
لم يتنبأ ماركس بمخاطر ظهور طبقة حاكمة جديدة , بيروقراطية . لكن على العكس من منظري "الباركون" ( ألبرت , 2006 ) , فإنه قد تنبأ بزيادة الطبقات البيروقراطية الوسطى في ظل الرأسمالية . لقد توقع تراجع الحرفيين ( المهنيين ) المستقلين و أصحاب الأعمال الصغيرة , لكنه تنبأ بزيادة كبرى في موظفي المستوى المتوسط في أعمال رأس المال و الدولة . كان هذا جزء من نبوءته بزيادة تركيز و مركزة رأس المال , و هو جانب مهم من نظريته . ( لقد تنبأ بالرأسمالية الاحتكارية جزئيا للحقبة المعاصرة الإمبريالية المعولمة ) . هؤلاء الموظفين , كما أعلن , سيدمجون أعمالا مفيدة مثل العملين العلمي و التقني , إضافة إلى العمل الضروري للتنسيق , مع الهيمنة القسرية التي يتطلبها الاستغلال الرأسمالي .
قال البيان الشيوعي لماركس و أنجلز عن العمال , "أنهم كجنود أفراد في الجيش الصناعي , قد وضعوا تحت إمرة تراتبية هرمية كاملة من الضباط و الرقباء" ( ماركس , 1974 , ص 74 ) . في رأس المال لاحظ ماركس أن الرأسمالي الصناعي , " ... يمكنه بسهولة أن ينقل هذا العبء ( عبء الإدارة ) إلى أكتاف مراقب العمال .... الشركات الرأسمالية عموما ... لديها التوجه ( الميل ) لتفصل عمل الإدارة هذا كوظيفة أكثر فأكثر عن ملكية رأس المال .... " ( المجلد 3 , مقتبس من شاختمان , 1962 , ص 49 ) . على امتداد كتاباته , هناك إشارات إلى حاجة الرأسماليين إلى مدراء , مراقبين , و مهنيين بأجر لإدارة معاملهم , و ليبقوا العمال منضبطين , وليتعاملوا مع بقية الجوانب المختلفة من العمل . ( انظر "النظرية المزعومة عن اختفاء الطبقات الوسطى" في درابر , 1978 , ص 613 – 627 ) . سياسيا غالبا ما كتب ماركس و أنجلز عن صعود الدولة المستقلة جزئيا , خاصة الفرع التنفيذي , مع جماعاتها من الموظفين ( و سميا هذا "بالبونابرتية" ) .

نظرية الجماعية البيروقراطية

في ثلاثينيات القرن العشرين , تطورت عدد من النظريات عن الاتحاد السوفيتي الستاليني كمجتمع طبقي جديد . لقد طورها في معظم الأحيان تروتسكيون منشقون . رفضوا فكرة تروتسكي عن الاتحاد السوفيتي على أنه ما يزال "دولة عمالية" , حتى لو أنه تعرض للانحطاط بشكل كبير جدا , بافتراض أنه كان ما يزال يحتفظ باقتصاد مؤمم . كان أكثرها أهمية نظرية "الجماعية البيروقراطية" كما طورها ماكس شاختمان و المجموعة التي حوله , مثل جوزيف كارتر و هال داربر ( "الشاختمانيون" ) .
كتب شاختمان : " عندما لا تكون البرجوازية قادرة على الحفاظ على ( أو في حالة روسيا , استعادة ) نظامها الاجتماعي , و البروليتاريا غير قادرة بعد أن تبدأ نظامها , يملأ الفراغ الاجتماعي من قبل طبقة حاكمة جديدة تدفن الرأسمالية المحتضرة و تسحق الاشتراكية التي لم تولد بعد في المهد . الطبقة الحاكمة الجديدة هي البيروقراطية الستالينية . نظامها الاجتماعي , المعادي لكل من الرأسمالية و الاشتراكية , هو الجماعية البيروقراطية أو التوليتارية . لقد جرى القضاء على البرجوازية و اختزلت الطبقات العاملة إلى عبيد الدولة" ( 1962 , ص 29 ) .
هذا النظام الجديد ليس رأسماليا , كما يقول , لأنه لا توجد فيه برجوازية , أي لا توجد طبقة تملك الأسهم و الصكوك , لا توجد فيه أيضا سوق داخلية و لا سوق للعمل . لقد كره الرأسماليون الاتحاد السوفيتي و رأوا فيه عن حق عدو طبقتهم . ( سيجري تفنيد هذه الحجج في الجزء الثالث , عن نظرية رأسمالية الدولة ) . لكنه يوافق على أن "الستالينية" , كمجتمع طبقي استغلالي , كان أقرب إلى الرأسمالية منه إلى الاشتراكية . و هي تواجه "خطر" ثورة عمالية , وقفت الأحزاب الشيوعية دوما إلى جانب الرأسماليين ضد العمال . هذا هو الذي فعلوه في أوروبا الغربية ( و ظهرت ثورات و انتفاضات عمالية أيضا في أوروبا الشرقية , ثورة هنغاريا 1956 و برلين الشرقية 1953 و بولندا 1956 و 1970 و 1980 و أيضا في تشيكوسلوفاكيا 1968 – المترجم ) .
لم يكن النظام اشتراكيا , و لا يتجه نحو الاشتراكية , و لا "دولة عمالية" أيضا . قال شاختمان , صحيح أن الدولة امتلكت الاقتصاد , لكن من الذي "يملك" الدولة ؟ أي , أية طبقة تسيطر على الدولة و بالتالي تملك حق استخدام و الاستفادة من اقتصادها ؟ بتعابير "أشكال الملكية" ( الشرعية ) , كان كل فرد متساو لأنه لا أحد يملك وسائل الإنتاج . لكن بتعابير "علاقات الملكية" ( الواقعية ) ارتبطت الأقسام الاجتماعية المختلفة بشكل مختلف بالدولة , بالصناعة , و مع بعضها البعض . أحد هذه المجموعات , و هي البيروقراطية , حكمت بينما أطاع الآخرون . حصلت أحد هذه المجموعات ( البيروقراطية ) على معظم فوائد الاقتصاد بينما كان الآخرون يتعرضون للاستغلال . عاش كبار الموظفين أفضل بشكل كبير جدا من العمال و الفلاحين الفقراء في الأسفل . صحيح أن الحكام لم يكن بمقدورهم أن ينقلوا ( يعطوا ) الملكية لأولادهم , لكن أولادهم "ورثوا" مراكز في السلك الوظيفي من خلال التعليم , التدريب , و العلاقات العائلية .
أعلن شاختمان و رفاقه أن البروليتاريا لا يمكنها أن تحكم بشكل غير مباشر , من خلال مجموعة اجتماعية أخرى . كما شرحت سابقا , فإن البرجوازية قد أثرت ( اغتنت ) من خلال السوق , من خلال حيازتها للملكية . هذا يستمر سواء أكانت الدولة ديمقراطية برجوازية , ملكية , ديكتاتورية عسكرية أو فاشية . لكن الطبقة العاملة المعاصرة هي بلا ملكية , لا تملك أسهما , و لا عبيدا , و لا قطعا من الأرض . إنها إما تحكم بشكل جماعي , و ديمقراطي , أو أن لا تحكم على الإطلاق . بينما كانت أشكال الملكية الجماعية ( التأميم , بالنسبة لشاختمان ) ضرورية للاشتراكية , لكنها غير كافية بحد ذاتها . للتقدم نحو الاشتراكية , من الضروري للعمال و المضطهدين أن يقوموا بثورة , أن يحطموا الدولة , يستولوا على السلطة , و ( أريد أن أضيف ) أن يقيموا مجتمعا ذاتي الإدارة ( برايس , 2006 ) .
حتى آخر أيامه , كان تروتسكي يؤمن أن بيروقراطية الاتحاد السوفيتي كانت مؤقتة ( عابرة ) جدا و هشة . ما لم تطح بها ثورة عمالية , فإنه توقع أنها ستعيد الرأسمالية ( الخاصة ) عاجلا . كان واثقا أن هذا كان سيحدث مع نهاية الحرب العالمية الثانية , على أبعد تقدير . قال شاختمان أن تروتسكي لم يفهم أبدا طبيعة البيروقراطية الجماعية . إنها لا ترغب بأن تتخلى عن حكمها لبرجوازية ما . إنها قادرة إلى حد كبير على تقوية سلطتها و زيادة ثروتها من خلال توسيع الصناعة المؤممة .
على عكس توقعات تروتسكي , قاد ستالين البيروقراطية في عام 1929 في حرب ضد الفلاحين , فارضا التعاونيات الجماعية على الملايين . لقد تخلى عن برنامج السوق الحرة للنيب لصالح حملة هائلة من الدولة بهدف التصنيع , بما في ذلك معسكرات العمل العبودي . بعد الحرب العالمية الثانية , وسع ستالين النظام الشمولي الدولتي إلى ثلث أوروبا . استمر نظام الاقتصاد المؤمم حوالي 60 عاما . أخيرا تحطم , و قامت البيروقراطية بتحويل النظام إلى رأسمالية تقليدية . هذا يقود إلى نقد نظرية شاختمان عن البيروقراطية الجماعية ( هو لم يتوقع هذا أن يحدث ) لكنه لا يدعم بالمقابل توقعات تروتسكي .

هل كانت الفاشية مجتمعا طبقيا جديدا ؟

يعتقد بعض المفكرين أن البيروقراطية الجماعية قد وجدت ليس فقط في الاتحاد السوفيتي بل أيضا في ألمانيا النازية و حتى ربما ( بشكل أولي ) في الصفقة الجديدة New Deal في الولايات المتحدة الأمريكية . كان هذا ما اقترحه دوايت ماكدونالد , العضو في حزب شاختمان و الذي أصبح لا سلطويا ( تحرريا ) في نهاية المطاف . بالنسبة لشاختمان , فإن هذا يتجاهل فرقا أساسيا بين الاقتصاد المؤمم الجماعي لروسيا الستالينية و كل المجتمعات التي تحافظ على الملكية الرأسمالية الخاصة . لقد قامت هذه النظرية على مقارنة ألمانيا النازية مع صورة ( صوفية أو غامضة غالبا ) من رأسمالية السوق الحرة الديمقراطية عوضا عن التحليل الطبقي لما كان يحدث فعلا تحت ظل الفاشية . ( الفاشيون أيضا استخدموا رطانة ( لغة بلاغية ) معادية للرأسمالية عندما نظموا حملتهم في سبيل السلطة – فالنازية هي اختصار للاشتراكية القومية , و الفاشية الإيطالية أيضا زعمت أنها تنادي "بالتشاركية" , لكن يجب ألا يؤخذ هذا جديا ( على محمل الجد ) كبرنامج عملي لأي كان – كما عرف بذلك الرأسماليون الإيطاليون و الألمان عندما دعموا فاشييهم ) .
"دعيت .. الفاشية .. إلى السلطة عن قصد من البرجوازية الكبيرة لكي تحافظ على نظامها الاجتماعي , نظام الملكية الخاصة .... بقي نظام الملكية الخاصة للملكية المستخدمة اجتماعيا سليما في الأساس . بعد أن بقيت في السلطة لمدة 18 عاما في إيطاليا , و في ألمانيا لما يقارب ثمانية سنوات , ما زالت الفاشية لم تؤمم الملكية , عدا عن تجريد ( مصادرة ) ملكية البرجوازية ... إنها تسيطر , تقيد , تنهب – لكنها مع كل ذلك تحافظ , و حتى تقوي , نظام الربح الرأسمالي , و تترك البرجوازية سليمة كطبقة مالكة للملكية . إنها تضمن أرباح الطبقة المالكة ..." ( شاختمان , 1962 , ص 53 – 54 ) .
بالطبع فقد دفعت البرجوازية الألمانية الثمن عندما اشترت عصابات هتلر , معطية إياهم رشاوى و مقاعد في مجالس المدراء . دفع الأغنياء الضرائب ليحافظوا على الدولة البوليسية ( لكي تخضع العمال بهدف تحصيل أرباح أكبر للشركات الكبرى ) . جاء الإثبات بعد الحرب العالمية الثانية . عندما أزيلت البيروقراطية النازية , بدت الرأسمالية الألمانية على قيد الحياة و سليمة و مستعدة للاستمرار في القيام بالعمل .

دور الطبقات الوسطى

أصبحت الماركسية – اللينينية ( الستالينية ) حركة عالمية . في عدد من البلدان وصل قادتها إلى السلطة و أقاموا أشكالا تحاكي ( تقلد ) الاتحاد السوفيتي : أوروبا الشرقية , الصين , كوريا الشمالية , الهند الصينية , كوبا . كتب شاختمان , "إن عناصر الطبقة الحاكمة الجديدة تتشكل تحت الرأسمالية . إنها جزء من ذلك الخليط الاجتماعي الهائل الذي نعرفه بالطبقات الوسطى ... المثقفون , المهرة , نصف المهرة , و غير المهرة , الأفراد من مهن ليبرالية , الموظفون و المهنيون من كل الأنواع , بما في ذلك أولئك من الجهاز الحكومي المتورم لكن الفقير , و قبل أي شيء آخر , العمال البيروقراطيون ..." ( 1962 , ص 29 – 30 ) .
تحت ظروف مناسبة , يمكن لقوى "الطبقة الوسطى" هذه أن تستوعب في حركة الطبقة العاملة الثورية . لكن في ظل ظروف أخرى يمكن أن تصبح جزءا من حركة فاشية . لكن لديها دائما انجذاب عضوي إلى أنظمة على نمط الاتحاد السوفيتي . ينجذب المثقفون بسهولة إلى تصور عن مجتمع تحكم فيه "الأدمغة" ( ما سماه باكونين طغيان "العلماء الاشتراكيين" ) . إنهم يرون العمال والفلاحين كأسلحة ممكنة في أيديهم للإطاحة بالحكام الحاليين . "إنهم يجدون في الستالينية حركة قادرة على مناشدة ( إغراء ) الجماهير للنضال ضد الرأسمالية , لكنها مع ذلك حركة لم تطالبهم بعد – كما فعلت الحركة الاشتراكية – بالتخلي عن الإيديولوجيا التي هي عامل مشترك بين كل الطبقات المضطهدة ( بكسر الهاء ) , أعني : أن إصدار الأوامر هو امتياز لمن هم في الأعلى , و الطاعة هي قدر من هم في الأسفل , و أنه على الجماهير أن تحكم من قبل سادة جيدين لصالحها هي" . ( شاختمان , 1962 , ص 30 ) . هذه هي الفكرة الرئيسية في مقال هال داربر عن روحي الاشتراكية : "الاشتراكية من أعلى" ضد "الاشتراكية من أسفل" . ( 1992 , ص 2 – 33 , برايس 2002 ) .
طور مايكل ألبرت و روبين هانل , مؤلفا برنامج "الباركون" ( "الاقتصاد التشاركي" ) نظرية الطبقة الجديدة , أو النظام الثالث , الخاصة بهما عن المجتمعات التي على نموذج الاتحاد السوفيتي ( ألبرت , 2003 , 2006 , ألبرت و هانل 1991 ) . قالا عن حق أنه إلى جانب البرجوازية و البروليتاريا فقد خلقت الرأسمالية طبقة من المدراء , المهندسين , المخططين , المحامين , و مهنيين آخرين , صنفوها على أنها "الطبقة المنسقة" . هذه الطبقة قادرة على الحلول مكان البرجوازية كطبقة حاكمة جديدة , مستخدمة إما السوق أو التخطيط المركزي لإدارة الاقتصاد . سميا هذا "بالتنسيقية" . لهذه النظرية مزايا ( سنناقشها فيما يأتي ) لكن فيها أيضا نقطة ضعف في عدم أخذها بالاعتبار نظريات الجماعية البيروقراطية و رأسمالية الدولة السابقة عليها .
هذه الاتجاهات السلطوية للطبقة الوسطى تقود أيضا إلى الليبرالية , الإصلاحية الاشتراكية الديمقراطية , و حتى الأشكال النخبوية من اللاسلطوية ( التحررية ) . لكن كثير من راديكاليي الطبقة الوسطى اليوم ما يزالون مفتونين بالستالينيات المعاصرة , مثل الكاستروية , الماوية النيبالية , و / أو فارك الكولومبية , إلى جانب القومية الدولتية – الإصلاحية , مثل نظام هوغو تشافيز في فنزويلا .

المعاني السياسية لهذه النظرية

بالنسبة للشاختمانيين , كان المعنى السياسي الأساسي لنظريتهم هو أهمية الثورة الديمقراطية , و الاندماج الكامل بين الديمقراطية الراديكالية و اشتراكية الطبقة العاملة . كتب شاختمان : " ... إن الدفاع الشامل و الهجومي للنضال في سبيل الديمقراطية هو الوقاية الوحيدة ضد الانحطاط الاجتماعي المتعدي ( المتجاوز ) و الطريق الوحيد إلى الاشتراكية" ( 1962 , ص 27 ) . في مقال عن حرية الرأي , كتب درابر من وجهة نظر أولئك " ... الذين يناضلون في سبيل ديمقراطية اشتراكية . فإن هدفنا يتطلب , بسبب طبيعته ذاتها , تحريك الجماهير الواعية . من دون هذه الجماهير الواعية من المستحيل تحقيق هدفنا . لذلك فإننا نحتاج إلى أقصى ديمقراطية .... إننا , بسبب طبيعة أهدافنا , ليس عندنا أي خوف من الإطلاق غير المحدود للمبادرات و النوازع الديمقراطية .... إن الاشتراكيين الثوريين ... يريدون أن يدفعوا بمقدمات و ممارسات الانخراط الديمقراطي الأقصى لأوسع جماهير الشعب إلى أقصى حد . إلى أقصى حد : هذا يعني , على طول الطريق" . ( 1992 , ص 170 و 72 ) .
استمر شاختمان و درابر بدعم ثورة أكتوبر تشرين الأول الروسية ( كما أفعل أنا , من منظور لا سلطوي ) . لكنهما انتهيا ( وصلا ) إلى انتقاد لينين و تروتسكي بسبب إقامتهما لدولة الحزب الواحد . اعتقدا أنه يجب على اللينينيين أن يسمحوا بأحزاب اشتراكية معارضة للتنافس على السلطة في سوفييتات ديمقراطية . "لم يظهر البلاشفة أية إشارة على إدراك أن احتكار الشرعية من حزب سياسي واحد هو شيء لا يتوافق مع الحقوق الديمقراطية ( حق الاختيار في المقام الأول ) للشعب و حتى للطبقة العاملة ... و أن إنكار الحقوق الديمقراطية لأولئك الذين هم خارج الحزب يمكن فرضه فقط , عاجلا أم آجلا , بإنكار نفس الحقوق لأعضاء ذلك الحزب نفسه" . ( شاختمان , 1965 , ص 3 ) .
كتب درابر أنه لا شك في أنه سيكون هناك قمع و انتهاكات للمعايير الديمقراطية في سياق حرب أهلية قاسية و مقاومة الغزو الخارجي . حتى مع ذلك , كان خطأ اللينينيين , كما اعتقد , هو تحويل هذه الاستثناءات الضرورية كما هو واضح إلى قاعدة ( نقطة كانت روزا لوكسمبورغ قد طرحتها في ذلك الوقت ) . في كل الأحوال , بحلول عام 1921 كان لينين و تروتسكي قد أقاما دولة بوليسية , قامت بحظر كل الأحزاب الأخرى , و بحظر أية مؤتمرات للمعارضة داخل الحزب الشرعي الوحيد , و بحظر النقابات العمالية المستقلة . لقد خلقا الهيكل القانوني للتوليتارية . لا توجد هناك اشتراكية دون ديمقراطية .
هذه بصيرة ممتازة . يقول بعض اللا سلطويين ( التحرريين ) أنهم يعارضون "الديمقراطية" , غالبا لأن هذا التعبير يستخدم لتبرير الحكم الرأسمالي , و أحيانا بدافع الخوف من طغيان الأغلبية . لكنني برهنت على أن اللا سلطوية الاشتراكية تفهم على أفضل نحو على أنها الشكل الأقصى , الأكثر راديكالية , التشاركي , من الديمقراطية . ( برايس , 2000 ) . هذه هي رؤية كثير من اللا سلطويين , مثل تشومسكي , غودمان , بوكشين . معظم اللا سلطويين الذين يعارضون تعبير "الديمقراطية" يؤيدون "التسيير الذاتي" , الذي هو نفس الشيء عمليا .

نظرة محدودة للديمقراطية

لكن مفهوم الشاختمانيين عن الديمقراطية كان محدودا بسبب إرثهم التروتسكي ( و اللينيني و الماركسي ) . فبما يتوافق مع إرثهم , فإنهم قد فهموا الاشتراكية كاقتصاد مركزي تملكه الدولة و تجري إدارته من خلال خطة مركزية . و أصروا على أنه يجب إدارة الاقتصاد الاشتراكي أساسا بواسطة ممثلين منتخبين في الأعلى . آمنوا أيضا بالتنظيم المحلي , بالنقابات العمالية و الحق بالإضراب , بوجود أحزاب و مؤتمرات معارضة , بالصحافة الحرة , الخ . لكن لم تكن لديهم فكرة عن أهمية اللامركزية و الديمقراطية المباشرة . كتب درابر , "المشكلة الكبرى لعصرنا هو تحقيق السيطرة الديمقراطية من أسفل على القوى الهائلة للسلطة الاجتماعية المعاصرة . اللا سلطوية ( التحررية ) ... ترفض هذا الهدف ( 1992 , ص 13 ) . هذا صحيح تماما , فاللا سلطوية تهدف إلى تحطيم تلك "القوى الهائلة" و إلى الإطاحة "بالسلطة الاجتماعية المعاصرة" .
قد يتناقض هذا مع آراء كورنيليوس كاستورياديس , من مجلة اشتراكية أو بربرية , الذي تطور من تروتسكي منشق إلى اشتراكي تحرري . لقد وصف الاتحاد السوفيتي على أنه "رأسمالية بيروقراطية" , هذه كانت في الحقيقة نظرية طبقة جديدة , و نظام ثالث . و انتهى ( توصل ) من تحليله للطبقة الحاكمة البيروقراطية في الاتحاد السوفيتي , إلى نتائج أكثر راديكالية من شاختمان . لا يكفي وجود نظام تمثيلي ديمقراطي . من الضروري , كما قال , أن يحطم تماما التمايز بين من يعطون الأوامر و بين من يأخذونها ( الذي أشار إليه ماركس بالانقسام بين العمل الذهني و اليدوي ) – في الإنتاج كما في أي جانب آخر من جوانب الحياة اليومية . يشتمل هذا , ليس على شكل دولة ديمقراطية , بل بإنهاء الدولة .
"لا يمكن لثورة اشتراكية أن تتوقف عند إلغاء السادة و الملكية "الخاصة" لوسائل الإنتاج , عليها أيضا أن تتخلص من البيروقراطية ... عليها أن تلغي الانقسام بين المدراء و المنفذين .... لا يوجد أي شيء آخر سوى إدارة العمال للإنتاج , أعني الممارسة الكاملة للسلطة على الإنتاج و على مجمل النشاط الاجتماعي من خلال الأجهزة المستقلة لتعاونيات العمال ....الإدارة الذاتية ( التسيير الذاتي ) ... يعني خاصة إلغاء جهاز الدولة المنفصل عن المجتمع ...." ( كاستورياديس , 1988 , ص 10 ) .
بشكل مشابه , اعتقد ألبرت و هانل أن صعود "الطبقة المنسقة" إلى السلطة يمكن تجنبه . لقد دافعا عن اقتصاد يجري تخطيطه من الأسفل إلى الأعلى عبر جولات من المفاوضات بين مجالس عمال و مستهلكين ديمقراطية ( "اقتصاد تشاركي" ) . اقترحا إعادة تنظيم و إعادة تخطيط ( صياغة ) الأعمال ( الوظائف ) الموجودة إلى "وظائف مركبة متوازنة" . في هذه , فإن الجوانب الأكثر إثارة للملل ( للضجر ) و التي تحتاج إلى جهد من العمل سيجري توحيدها ( دمجها ) مع الجوانب الأكثر إشباعا للذات و التي تعزز تقرير مصير الفرد بنفسه . سيجري إلغاء التباين بين المدراء و متلقي الأوامر . "إن الباركون .... هو اقتصاد لا سلطوي ( تحرري ) ..." ( ألبرت , 2006 , ص 178 ) .
جرى استنتاج المعاني المتضمنة لحركة اليوم من قبل توم ويزيل , "هذا يعني أن حركة تدار من العمال و لأجلهم , تتميز بخصائص التسيير الذاتي الداخلي المتزاوج مع اقتصاد تشاركي , ستكون ضرورية في العملية الثورية و نشوء حركة كهذه سيتمثل ( يتصور ) و يبشر ( يؤذن , ينذر ) بهذا التغيير . الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نضمن بها نشوء مجتمع يحكم نفسه بنفسه ... هي إذا كانت الحركات الرئيسية التي تعمل من أجل التغيير ذا طابع و ممارسة تقوم على التسيير الذاتي , بحيث أن الناس الذين سيطورون ممارسات وعادات مساواتية و ديمقراطية يحتاجها المجتمع لكي يحكم نفسه بنفسه" ( 2003 ) .

نقاط ضعف النظرية

نظريات النظام الثالث ( مثل نظريات شاختمان أو ألبرت و هانل ) محقة في عرض البيروقراطية الجماعية ( أو أيا كان ما يريدون أن يسموها ) كطبقة حاكمة جديدة , متمايزة عن البرجوازية مالكة الأسهم التقليدية . لكنني أعتقد أنهم كانوا مخطئين في اعتبار هذه المجتمعات نظاما جديدا , غير رأسمالي .
المشكلة في أنهم قد انطلقوا من تحليل سوسيولوجي في الجوهر للبيروقراطية الحاكمة عوضا عن تحليل العلاقات بين الطبقات في عملية الإنتاج . لو أنهم فعلوا ذلك , لكان عليهم أن يشرحوا لماذا ارتبط العمال في الاتحاد السوفيتي مع سادتهم بشكل مختلف عما فعل العمال في الولايات المتحدة و بقية الدول الرأسمالية الصريحة – الأمر الذي كان من الصعب القيام به . كما أنهم أيضا أخذوا بجدية أكثر من اللزوم تلك المزاعم عن أن الشعوب التي حكمتها أحزاب شيوعية كانت تدار من خلال التخطيط المركزي . ( سنناقش هذه النقاط أكثر في الجزء الثالث ) .
بالنسبة لماركس ( و أنا أقبل بهذه الرؤية ) فإن الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) تحت ظل الرأسمالية تعرف بدورها في العلاقة النزاعية بين رأس المال / العمال , التي تحرك كل النظام . لو لم يوجد رأس مال في تلك البلدان , فإن الطبقة العاملة إذن لن تكون بروليتاريا . أراد شاختمان أن يكون حرفيا تماما , في المقطع الأول الذي اقتبسته منه في الأعلى , عندما سمى أولئك العمال "بعبيد للدولة" . لكن هؤلاء العمال قد ناضلوا مستخدمين الوسائل البروليتارية النموذجية : الإضرابات , الإبطاء في العمل , التنظيم الجماهيري , النقابات المستقلة , و مجالس العمال الثورية . أوضح أحد منظري رأسمالية الدولة : ".. أية علاقة استغلال تحتاج إلى طبقتين محددتين . طبقة لا تملك تبيع قوة عملها يمكن فقط أن تستغلها طبقة تشتري قوة العمل تلك , طبقة من الرأسماليين – أولئك الذين يجسدون رأس المال" . ( داوم , 1990 , ص 18 ) .
ما هي الدينامية الداخلية المفترضة للاقتصاديات اللا رأسمالية المزعومة ؟ لن تكون هناك كما يفترض علاقة رأس مال / عمال , و لا سوق داخلية , و لا قانون قيمة ... الدافع الداخلي الوحيد كما يفترض هو رغبة الطبقة الحاكمة في زيادة الاستهلاك ( استهلاكها ) الشخصي . المصدر الوحيد للدينامية ( الحركية ) الاقتصادية يبدو أنه سيكون الضغط الخارجي , العسكري غالبا – تماما كما كان الحال في ظل الإقطاعية . كان على روسيا ستالين أن تصاب بالركود منذ البداية , بدلا من أن تبني مجتمعا صناعيا من خلال التراكم السريع ( حتى مع التسليم بركودها الذي حل في نهاية المطاف ) .
لو أن هذا النظام كان يعوزه ( ينقصه ) دينامية داخلية , لكان علينا أن نتوقع أنه كان سيستمر أكثر بكثير من الرأسمالية ( الشيء الذي اتضح أنه غير صحيح ) . على خلاف الرأسمالية , فإنه كما يفترض لا يوجد فيه تناقض داخلي قد يؤدي إلى الإطاحة به من قبل البروليتاريا . و أنه يتطلب ديكتاتورية قاسية , توليتارية , بسبب حالة الجماعية داخل طبقته الحاكمة . ما أن يغلق باب السجن على العمال , فإنه يغلق لسبب جيد . الرأسمالية , على الأقل , قادرة على أن تمتلك ديمقراطية محدودة ( برجوازية ) و حريات محدودة . لذلك , و بشكل منطقي , يجب اعتبار البيروقراطية الجماعية ( أو التنسيقية , أو أيا كانت ) على أنها أسوأ , أكثر رجعية , من الرأسمالية . تجازف الثورات بأن تستبدل الرأسمالية "الديمقراطية" بنظام بعد – رأسمالي رجعي كهذا . لذلك , من المنطقي , أنه يجب تجنب هذه الثورات على الإطلاق .
مع مرور الوقت , هذا ما انتهى إليه شاختمان . في نهاية المطاف أصبح هو و أتباعه من مؤيدي الإمبريالية الغربية , يدعمون غزو الولايات المتحدة لكوبا و الحرب في فيتنام . ( دراكر , 1999 ) . تأكيده على أهمية الديمقراطية أصبح دعما للديمقراطية الرأسمالية , مبررا للتخلي عن الاشتراكية في الممارسة . انفصل هال درابر عن شاختمان نحو اليسار , لكنه بقي يتبع ممارسة يسارية – إصلاحية . انتهى تياره , في الولايات المتحدة , بالمنظمة الاشتراكية الدولية و التضامن الوسطية ( نصف – الإصلاحية ) . بشكل مشابه , من بين منظري الباركون , أيد روبين هانل برنامجا إصلاحيا . ( هانل , 2005 , برايس , 2005 ) . أما مايكل ألبرت ( 2006 ) فقد دعا إلى "إصلاحات غير إصلاحية" , لكنه لم يدعم ثورة نهائية . أنا لا أقول أنه على مؤيدي نظرية طبقة حاكمة بيروقراطية جديدة , بشكل حتمي , أن يصبحوا إصلاحيين , أو ما هو أسوأ . لا يوجد تطابق واحد لواحد بين هذه النظرية و بين البرامج السياسية للأفراد . لكنني أعتقد أن هذه النظرية تدفع في ذلك الاتجاه . توفر هذه المجموعة من الآراء بصيرة هامة لكنها تحتوي على نقاط ضعف جدية .

نقلا عن http://www.anarkismo.net/article/3063



الجزء الثالث
رأسمالية الدولة ضد الاشتراكية التحررية

نحن نحلل الاتحاد السوفيتي و الدول المماثلة على أنها رأسمالية دولة . كان في هذه الدول إنتاج سلعي , و استغلال للعمال , و منافسة داخلية . لا تكفي جمعنة الملكية هنا , من الضروري إلغاء علاقة رأس المال – العامل . إن برنامج اشتراكية الدولة سينتج بشكل دائم رأسمالية الدولة في الممارسة .


كروبوتكين و أنجلز عن رأسمالية الدولة

في وقت مبكر كعام 1910 صرح بيتر كروبوتكين أن "اللاسلطويين ( التحرريين ) يعتبرون ... أن تسليم الدولة كل الموارد الرئيسية للحياة الاقتصادية – الأرض , المناجم , السكك الحديدية , البنوك , التأمين , و ما إلى ذلك – و أيضا إدارة كل الفروع الرئيسية في الصناعة , إضافة إلى كل الوظائف التي راكمتها بالفعل في أيديها ( التعليم , ... الدفاع عن الأرض , الخ ) سيعني خلق أداة جديدة للاستبداد . إن رأسمالية الدولة ستزيد فقط من قوة البيروقراطية و الرأسمالية" . ( 1975 , ص 109 – 110 ) إن برنامج اشتراكية الدولة سينتج في الممارسة رأسمالية الدولة .
رفيق كارل ماركس فريدريك أنجلز تنبأ بنمو الشركات العملاقة , التروستات , و الاحتكارات الرأسمالية , التي ستخطط قطاعات أكبر فأكبر من الاقتصاد . مهام البرجوازية سيقوم بها بشكل متزايد البيروقراطيون المستخدمون . "كل الوظائف الاجتماعية للرأسمالي يقوم بها اليوم مستخدمون مدفوعو الأجر . لم يعد للرأسمالي وظيفة اجتماعية أكثر من وضع الربح في جيبه ...." ( 1954 , ص 385 – 386 , كان ماركس قد راجع كل كتاب أنجلز ضد دوهرينغ , و ضم هذا القسم إلى كراس أنجلز الاشتراكية الطوباوية و العلمية ) . تبلغ هذه الاتجاهات ذروتها في رأسمالية الدولة , كتب أنجلز :
"سيكون على الممثل الرسمي للمجتمع الرأسمالي – الدولة – أن تقوم بتوجيه الإنتاج .... لكن التحول ... نحو ملكية الدولة لا ينهي الطبيعة الرأسمالية للقوى المنتجة ... إن الدولة المعاصرة .... هي بالضرورة آلة رأسمالية , هي دولة الرأسماليين , التجسيد المثالي لكل رأس المال الوطني . كلما اتجهت أكثر نحو السيطرة على ( التحكم ب ) القوى المنتجة , كلما أصبحت أكثر الرأسمالي الوطني في الواقع , و كلما زاد بالتالي عدد المواطنين الذين تستغلهم . لا يجري التخلص من العلاقة الرأسمالية . بل إنها على العكس تدفع نحو القمة" . ( أنجلز , 1954 , ص 384 – 386 ) .
اعتقد كلا من كروبوتكين و أنجلز أن تأميم الصناعة من قبل الدولة الرأسمالية القائمة ( اشتراكية الدولة الإصلاحية ) لم يكن اشتراكية بل رأسمالية دولة . لكن أنجلز اعتقد أن التأميم من قبل دولة عمالية جديدة ( اشتراكية الدولة الثورية ) سيقود إلى شيوعية من دون طبقات , من دون دولة . "تستولي البروليتاريا على السلطة السياسية و تنقل وسائل الإنتاج في أول الأمر إلى ملكية للدولة . لكن عندما تفعل ذلك , فإنها تلغي نفسها كبروليتاريا , تلغي كل الفوارق و التناقضات الطبقية , و تلغي الدولة أيضا كدولة" . ( أنجلز , 1954 , ص 388 ) .
أراد كروبوتكين أيضا شيوعية من دون دولة لكنه لم يصدق بإمكانية قيام دولة عمالية . رأى أن ملكية مركزية , دولتية ( أي خاضعة للدولة ) , - حتى لو خلقتها ثورة عمالية – ستؤدي فقط إلى رأسمالية الدولة . عوضا عن الدولة , اقترح أن يستولي العمال على السلطة من خلال "... تنظيم مجموعات محلية من المنتجين و المستهلكين في كل مدينة أو كومونة , و أيضا فيدراليات إقليمية و أخيرا عالمية لهذه المجموعات" ( 1975 , ص 110 ) . لقد سمي هذا البرنامج تاريخيا "بالاشتراكية التحررية" – التي تعني الاشتراكية المناهضة للسلطوية أو الاشتراكية القائمة على التسيير الذاتي , اللاسلطوية أو القريبة من اللاسلطوية .


نظرية رأسمالية الدولة

من بداية ظهور الاتحاد السوفيتي , اتهم اللاسلطويون ( التحرريون ) البلاشفة بأنهم قد خلقوا رأسمالية الدولة . لكن الماركسيون كانوا هم من طوروا رأسمالية الدولة كنظرية تنطبق على الاتحاد السوفيتي و الدول المماثلة له . يدخل في هذا عمل الشيوعيين المجالسيين , المناهضين للدولة , و المناهضين لللينينية ( ماتيك , 1969 ) . معظم منظري رأسمالية الدولة كانوا تروتسكيين منشقين . لقد رفضوا إيمان تروتسكي بأن روسيا الستالينية قد بقيت "دولة عمالية" طالما احتفظت بملكية مؤممة . بين هؤلاء "تيار جونسون – فورست" ل سي . ل . ر . جيمس ( 1998 ) و رايا دونايفسكايا ( 2000 ) , و توني كليف ( 1970 ) , و هو مفكر حزب العمال الاشتراكي البريطاني و المنظمة الاشتراكية الأممية في الولايات المتحدة , و كورنيليوس كاستورياديس ( 1988 ) من مجموعة اشتراكية أو بربرية في فرنسا . في الولايات المتحدة الأمريكية , تطورت الرابطة الاشتراكية الثورية , التي كنت عضوا فيها , من التروتسكية المنشقة إلى اللاسلطوية , بينما طورت نظرية خاصة عن رأسمالية الدولة ( هوبسون و تابور , 1998 ) , كما فعل نفس الشيء جناح انشق عنا أراد أن يبقى تروتسكيا ( والتر داوم , 1990 ) .
لم يوافق اشتراكيون آخرون على ذلك , حتى أولئك الذين قبلوا أن البلاد التي حكمتها أحزاب شيوعية لم تكن دولا عمالية أو اشتراكية بل كان فيها طبقة حاكمة مستغلة ( بكسر الغين ) . كتب ماكس شاختمان , منظر "البيروقراطية الجماعية" , ... ليس النظام الاجتماعي الستاليني رأسماليا و لا يظهر أيا من الخصائص المميزة , الكلاسيكية , التقليدية للرأسمالية .... هناك الكثير ... من الإرباكات في تصور دولة رأسمالية حيث يوجد كل الرأسماليين في المقابر أو في المهجر ( المنافي ) ... لا يوجد مكان يمكن فيه لطبقة رأسمالية أصيلة , أو أي جزء منها , أن تدعم أو ترحب بالستالينية , هذا البرود ( أو الفتور ) يعطي معنى اجتماعيا واضحا عن وجهة نظرها بما أنه من الواضح ... أن الستالينية قد جاءت إلى السلطة من خلال تدمير الدولة الرأسمالية و الطبقة الرأسمالية" . ( 1962 , ص 23 – 24 ) .
بشكل مشابه , يرفض مايكل ألبرت , و هو أحد المفكرين الذين وضعا "الاقتصاد التشاركي" ( الباركون ) , "رأسمالية الدولة" كتوصيف لهذه المجتمعات , لصالح أطروحة "التنسيقية" . لقد صرح , أنه من الخطأ "القول أن الاقتصاد السوفيتي القديم كان رأسماليا رغم أنه لم يكن فيه ملكية خاصة لوسائل الإنتاج .... إن عدم وجود مالكين و صعود المخططين المركزيين , و المدراء المحليين , و بقية العمال المفوضين إلى وضعية الحكام هو ما يميز هذه الاقتصاديات على أنها مختلفة" . ( 2006 , ص 158 ) .
لكن , أيا تكن هذه الاختلافات فيما بينهم , فإن واضعي نظرية أن الاتحاد السوفيتي كان رأسماليا لا ينكرون أن اقتصاديات الدول التي حكمها الحزب الشيوعي كانت مؤممة و مجمعنة . كانوا واعين بأن الطبقة الحاكمة كانت هي البيروقراطية الجماعية و ليست البرجوازية حاملة الأسهم . لهذا السبب كان كليف يسمي الاتحاد السوفيتي "رأسمالية الدولة البيروقراطية" , و ليس فقط "رأسمالية دولة" , و لهذا سمى كاستورياديس نظريته "بالرأسمالية البيروقراطية" . لقد أصروا أن أكثر ما يهم هو أن علاقة رأس مال – عمال قد وجدت في الدول الستالينية . أن العلاقة بين العمال و السادة قد بقيت نفسها في الأساس . كان العمال يستغلون من قبل الدولة , و ليس من قبل الشركات الخاصة , لكن الدولة كانت , بتعابير أنجلز , "التجسيد المثالي لرأس المال الوطني الكلي .... الرأسمالي الوطني" .
يمكن دراسة الاتحاد السوفيتي السابق من أحد منظورين طبقيين . من منظور الطبقة الحاكمة , فإن الفروق بين البرجوازية حاملة الأسهم و البيروقراطية الجماعية مهمة . لا تكترث البرجوازية , في نهاية الأمر , سواء انتزع ثروتها و سلطتها منها العمال أم بيروقراطيون توليتاريون . في كلتا الحالتين , فإنها تفقد ثروتها . لذا فإنها تكره كلا الخيارين و تعتبرهما نفس الشيء في الجوهر : "اشتراكية" . هذه أيضا هي وجهة نظر أولئك الذين يعتبرون الاتحاد السوفيتي مجتمعا لا رأسماليا : إما "اشتراكيا" أو "دولة عمالية" أو مجتمعا طبقيا جديدا . إنها وجهة نظر برجوازية أساسا .
لكن من وجهة نظر الطبقة العاملة , فالذي يهم هو علاقة العمال بالطبقة المسيطرة – أسلوب استغلالهم . إذا كانت هذه الطريقة هي نفسها – إذا , كما قال أنجلز , "لم يتم إلغاء العلاقة الرأسمالية" – فعندها يبقى النظام هو نفسه . كيف يقسم الحكام القيمة الزائدة بينهم , بعد أن يستحصلوا عليها من العمال , هو قضية ثانوية . إن نظرية رأسمالية الدولة وحدها هي التي تنطلق من هذا المنظور البروليتاري .
الماركسيون الكلاسيكيون الذين كتبوا عن رأسمالية الدولة , بدءا بماركس و أنجلز , لم يتوقعوا أن تتطور الرأسمالية التقليدية بالفعل إلى شكل مستقر من رأسمالية الدولة . كان هناك كثير جدا من النزاعات و التناقضات داخل الرأسمالية للتغلب عليها . لكن الذي حدث في الاتحاد السوفيتي كان أن ثورة الطبقة العاملة قد أطاحت ببرجوازية ضعيفة . لم يكن العمال قادرين على التقدم نحو الاشتراكية – بسبب فقر البلد , و فشل الثورة في الانتشار , و بسبب سلطوية البلاشفة . لكن البرجوازية كانت أضعف من أن تستعيد حكمها التقليدي . عوضا عن ذلك أصبحت الدولة البلشفية نواة لرأسمالية جديدة دولتية . و أصبحت هذه نموذجا لعدة دول أخرى , مثل الصين , حيث كانت البرجوازية الوطنية أضعف من أن تصمد لكن الطبقة العاملة أيضا لم تكن قوية بما يكفي لتقيم التسيير الذاتي للعمال و الفلاحين . بعد عقود , أصبحت التناقضات الداخلية في رأسمالية الدولة هائلة جدا . فتداعت و أعادت الرأسمالية التقليدية .


بأية طرق كان الاتحاد السوفيتي رأسماليا ؟

خلافا لشاختمان , فقد أظهر الاتحاد السوفيتي , و الدول الأوروبية الشرقية , و الصين , و بقية الدول الآسيوية , و كوبا , "الخصائص" الرئيسية للرأسمالية . كبداية , كانت اقتصاديات منتجة للسلع . كل المجتمعات اللا رأسمالية تنتج بضائع مفيدة للاستهلاك ( لأعضاء القبيلة , أو للأقنان و اللوردات , أو العبيد و السادة , أو – يوما ما – للمنتجين الموحدين بشكل حر في ظل الاشتراكية ) . فقط الرأسمالية تنتج سلعا للبيع . يشمل هذا السلعة الأكثر أهمية , و هي قدرة العمال على العمل , بأيديهم و عقولهم : سلعة قوة العمل . في الاتحاد السوفيتي , لم يمنح العمال الطعام و الملابس هكذا ببساطة , كما كان حال العبيد أو الجنود أو السجناء . لقد ذهبوا إلى المتاجر ليشتروا السلع الاستهلاكية – سلعا كان العمال أنفسهم قد أنتجوها . هذه البضائع الاستهلاكية كانت سلعا تباع في السوق . كانت قوة العمل التي باعها العمال لسادتهم أيضا سلعة . لقد بيعت قوة العمل بقيمتها , ما تساويه للحفاظ على و إعادة إنتاج العمال و أسرهم . لكن العمال عملوا لساعات أطول من تلك الضرورية لإنتاج قيمة أجورهم فقط . كانت قيمة السلع التي أنتجوها في تلك الساعات الإضافية التي عملوها هي القيمة الزائدة , أساس الربح . أنتج العمال قيمة أكبر من قيمتهم , مما يعني أنهم قد تعرضوا للاستغلال بالطريقة الرأسمالية .
إن عمل مثل هذه الأسواق , سواء أسواق البضائع الاستهلاكية أو العمل , هو مشوه حقا بالمقارنة مع نموذج سوق حرة غير معاقة تماما للرأسمالية الكلاسيكية . لكن الأسواق تتعرض للتشويه أيضا تحت ظروف الرأسمالية الاحتكارية للرأسمالية الغربية اليوم ( ما يسميه الاقتصاديون البرجوازيون "بمنافسة غير كاملة" ) . تعرضت الأسواق أيضا للتشويه تحت ظروف ألمانيا النازية التوليتارية , حيث جرى تنظيم العمل بشكل مكثف و دمجت الحكومة بأصحاب العمل الكبار – و مع ذلك بقي هناك برجوازية حاملة للأسهم و خالقة ( منتجة ) للربح . يمكن أن تكون الأسواق حتى أكثر تشوها تحت نموذج رأسمالية الدولة كما طورها أنجلز . يستمر البيع و الشراء – الأسواق المشوهة تبقى أسواقا .
المدافعون عن التحليلات اللارأسمالية عن البلدان التي حكمتها أحزاب شيوعية يزعمون أن هذه البلدان كانت خالية من المنافسة . لقد جرت إدارتها كما يفترض عبر "التخطيط المركزي" و بالتالي لا يمكن أن تكون رأسمالية , كما قالوا . لكن حتى لو كان هذا صحيحا , فإن الاتحاد السوفيتي أو كوبا كانت ستكون مجرد شركة واحدة في سوق رأسمالي عالمي . من الصحيح أنه تحت حكم ستالين , بذل الاتحاد السوفيتي جهودا ليكون مكتف ذاتيا بأكثر ما يمكنه . لكن حتى عندها كانت هناك دائما بعض التجارة الدولية , لم يمكن إلغاءها تماما . في أوقات أخرى , اشترت هذه الأنظمة و باعت الكثير في السوق العالمية و اقترضت الديون العالمية . بينما كان يحث رجال الأعمال المكسيكيين للاستثمار في كوبا , أخبرهم فيديل كاسترو , "إننا رأسماليون , لكننا رأسماليو دولة . نحن لسنا رأسماليون خاصون" . ( مقتبس في داوم , 1990 , ص 232 ) .
إلى جانب التجارة , كان على الاتحاد السوفيتي دائما أن يبني قواه العسكرية ليدافع عن ثروة حكامه من حكام الدول الأخرى . بينما لم يجر تبادل الصواريخ النووية العابرة للقارات بين القوى الكبرى , لكنها كانت تقارن , سواء في القوة النارية و رخص الثمن . باختصار , كانت هناك ضغوط تنافسية دولية على شركة الاتحاد السوفيتي لينتج أكثر ما يمكنه , ليستغل عماله بأكثر ما يمكنه , ليقوم بالتراكم بأسرع ما يمكن – و هي كلها عمليات رأسمالية . ( جرى التأكيد على هذه النقاط من قبل كليف , 1970 . يكمن ضعف نظريته في أنه نظر فقط إلى هذه الضغوط الدولية ولذلك أنكر المصادر الداخلية للمنافسة التي حركت ( قادت ) السوق الداخلية و قانون القيمة . هذا يجعل نظريته بالضرورة تحليلا يقوم على النظام الثالث / أو الطبقة الجديدة , مع نقاط ضعفها الملازمة , كما نوقشت في القسم الثاني ) .
رغم مظهره الصارم , كان في الاتحاد السوفيتي قدرا كبيرا من المنافسة الداخلية على المصادر المحدودة ( النادرة ) . فقد تنافست المصانع مع المصانع , الشركات مع الشركات , الأقاليم مع الأقاليم , و الوزارات مع الوزارات . لقد طورت الخطة المركزية , كما كانت , تحت الضغوط التنافسية لوكالات مختلفة , كل منها يسعى وراء أكثر ما يمكنه من الموارد و وراء أهداف إنتاجية أقل ما يمكن . عندما كان يجري تطويرها , فإن الخطة كانت أقرب إلى لائحة رغبات منها إلى توجيه مشرف على الاقتصاد الوطني . لم تنفذ خطة الاتحاد السوفيتي أبدا على الإطلاق – و لا مرة واحدة ! ممزقة بسبب الخلافات الداخلية , و محتاجة لإخضاع العمال , لم تستطع البيروقراطية الحاكمة أن توحد الاقتصاد بطريقة متناغمة . و مفتقدة للديمقراطية العمالية , كانت عاجزة عن أن تخطط الاقتصاد في الواقع .
كانت الجوانب التنافسية في الاقتصاد مبنية ( موجودة ) داخله رسميا . فقد قامت الشركات بعقد عقود ملزمة قانونا مع بعضها البعض في سبيل المواد الخام و آلات الإنتاج , التي دفع مقابلها بواسطة رصيدها ( من النقود ) في البنوك المركزية . لذلك , لم تكن هناك سلع من البضائع الاستهلاكية و من قوة العمل فقط , بل كانت وسائل الإنتاج نفسها سلعا أيضا , تباع و تشترى بين الشركات . المزارع الجماعية أيضا لم تكن مزارع دولة فقط بل كانت تعاونيات قانونية أيضا . لقد أنتجت الغذاء لصالح السوق ( هذا عدا قطع الأرض الخاصة المرخصة التي أنتجت حصة غير متكافئة من الغذاء ) . كان هذا سوقا شرعيا . إضافة إلى ذلك كان النظام بمجمله قد ربط ببعضه من خلال نظام ضخم من الأسواق السوداء و الرمادية , من التجارة غير أو نصف الشرعية . قام الأفراد بعمل إضافي , عقدت المصانع صفقات مع بعضها البعض عبر وسطاء خاصين , كانت هناك جريمة منظمة , و قد شحمت ( زيتت ) العجلات في المجتمع من خلال تجارة غير رسمية . كانت الإدارة البيروقراطية لتنهار دون هذا الدوران و من دون هذه الصفقات الواقعية , أي من دون علاقات السوق ( الرأسمالية ) . ( يمكن دراسة هذا بالتفصيل في أي كتاب عن اقتصاد الاتحاد السوفيتي ) . للتحليلات الماركسية , انظر هوبسون و تابور , 1998 , و داوم , 1990 . شعر داوم أن "رأسمالية الدولة" تعطي انطباعا كاذبا بوجود رأس مال مركزي واحد ( أو منفرد ) , لذلك فضل وصف "الرأسمالية المدولتة" ) .
عند هذه النقطة يمكنني أن أقدم نقدا أكثر تفصيلا للنظريات المختلفة عن رأسمالية الدولة , لكن يعوزني المكان المتاح . ما يهم هو أن معظم منظري "رأسمالية الدولة" لديهم شكل ما من الاشتراكية التحررية – إما اشتراكية – لا سلطوية أو ماركسية داعية للاستقلال الذاتي . لكن كليف ( 1970 ) من التيار الاشتراكي الأممي , ما زال يدعو إلى "دولة عمالية" , و اقتصاد مؤمم و مركزي , و إلى "حزب طليعي" , و بقية عناصر الإرث اللينيني و التروتسكي – كما أن نفس الشيء صحيح عن داوم ( 1990 ) من الرابطة من أجل الحزب الثوري . بغض النظر عن النوايا , تعكس هذه الأفكار علاقة رأس مال – عمل : العلاقة بين من يعطون الأوامر و من ينفذونها , بين المستغلين ( بكسر الغين ) و المستغلين ( بفتح الغين ) , بين العمل الذهني و اليدوي .
رفض أصحاب نظرية النظام الثالث / الطبقة الجديدة "رأسمالية الدولة" لأن النظام على نمط الاتحاد السوفيتي كان يحكم بواسطة البيروقراطية الجماعية ( أو بواسطة "طبقة منسقة" وفقا لأصحاب الاقتصاد التشاركي "الباركون" ) . لقد رؤوا جذورها عن حق في طبقة من المدراء المحترفين مدفوعي الأجر تحت الرأسمالية التقليدية . كما بينت في هذا الجزء و الذي سبقه , فقد تنبأ ماركس و أنجلز بهذا كجزء من تطور الرأسمالية . كما قال أنجلز , "كل الوظائف الاجتماعية للرأسمالي يقوم بها الآن مدراء مأجورون" . لكن هذه تبقى ضمن الوظائف الاجتماعية للرأسمالية ! في ظل الرأسمالية التقليدية , تكون هذه الطبقة البيروقراطية الوسطى جزءا من النظام . لقد خلقت ( تشكلت ) تحت رأسمالية الشركات / الاحتكارية لكي تخدم الرأسمالية , لكي تساعد على انتزاع القيمة الزائدة من العمال . و إلا لما استخدمتها البرجوازية لولا ذلك . المدراء هم أعلى خدم البرجوازية و يتوقون للانضمام إليها . الطبقات العليا منهم تفعل ذلك عادة , و هي تكافئ عادة بخيار الحصول على الأسهم , بالمعرفة الداخلية , و ما إلى ذلك .
لكن هناك قسم راديكالي من البيروقراطية المحترفة ( المهنية ) تحمل أحلام استبدال البرجوازية بالكامل . هذا ما فعلته في الاتحاد السوفيتي و الدول المماثلة . لقد ناقش اللاسلطويون و بعض الماركسيين دور البيروقراطيين في الاتحاد السوفيتي . عوضا عن استخدام ملكية الأسهم , فقد قسموا الثروة الزائدة حسب المركز الوظيفي , لكنهم بقوا طبقة رأسمالية بسبب كل ذلك . لقد خدموا كأدوات للتراكم الرأسمالي من خلال استغلال العمال . بكلمات أنجلز , فإنهم قد أداروا "دولة معاصرة , ماكينة رأسمالية , دولة الرأسماليين , التجسيد المثالي لرأس المال الوطني بمجمله" . كطبقة فإنهم أنفسهم هو ذلك الشيء الذي سماه ماركس برجوازية , "تجسيد رأس المال" .
فيم إذا كان الاتحاد السوفيتي , الخ , رأسماليا أم لارأسماليا , هو سؤال قد حسمه التاريخ . بعد عام 1989 , تحول الاتحاد السوفيتي و الدول التابعة له إلى الرأسمالية التقليدية . لو أن هذا كان انتقالا للسلطة من طبقة إلى طبقة أخرى مختلفة ( من العمال أو طبقة جديدة في نظام اجتماعي ثالث إلى البرجوازية ) , عندها كان يجب أن نتوقع ثورة رهيبة , ثورة أو ثورة مضادة . عوضا عن ذلك , فإن البيروقراطية القديمة قد تحولت إلى برجوازية جديدة , متحولة من شكل رأسمالي إلى شكل رأسمالي آخر . كانت هناك ثورات جماهيرية , لكن المناورات من الأعلى إلى الأسفل تمكنت من تجنب ثورة عمالية . التوترات التنافسية الداخلية داخل البيروقراطية سمحت بأن تحول نفسها بسلام إلى شكل آخر من الحكم الرأسمالي . ( بالنسبة للعمال كانت هناك مكاسب – حريات أوسع – و كان هناك خسائر – تقطيع الخدمات الاجتماعية ) . كان هذا حتى أكثر وضوحا في الصين , حيث ما تزال البيروقراطية القديمة موجودة , و ديكتاتورية الحزب الشيوعي , و الإيديولوجيا الماركسية – اللينينية , و "جيش الشعب" , و قدر كبير من الصناعة المؤممة . لكن الدولة قد تبنت بوضوح الرأسمالية التقليدية و هي تشارك بحماسة في الاقتصاد الرأسمالي العالمي .


المعاني السياسية لرأسمالية الدولة : الاشتراكية التحررية

الملكية المجمعنة ( الجماعية ) ضرورية – أساسية – لكنها غير كافية لوحدها , إذا كان المطلوب من الاشتراكية أن تعني انعتاق الطبقة العاملة و كل المضطهدين ( بفتح الهاء ) . عوضا عن ذلك , يجب على العمال الثوريين أن يلغوا تماما علاقة رأس المال – العمل . يجب أن توضع نهاية للانقسام بين من يعطي الأوامر و بين من يتلقاها , بين أولئك الذين يعيشون جيدا بينما يعمل الآخرون , بين أولئك الذين يديرون و أولئك الذين يقومون بالعمل اليدوي . هذا يعني إلغاء الدولة , كمؤسسة فوق بقية المجتمع . و نفس الشيء بالنسبة ليوتوبيا ( بالمعنى السلبي ) الاقتصاد المخطط مركزيا الذي لن يحتاج إلى دولة ( أو هكذا أخبرنا ماركس و أنجلز ) لأنه سيكون "إدارة الأشياء و ليس البشر" , كما لو أن هذه يمكن التمييز بينها في الممارسة . إن برنامج اشتراكية الدولة – حتى لو جرى التعبير عنه بكلمات ثورية ( كما فعل ماركس و أنجلز ) – سينتج دوما و بشكل ثابت رأسمالية الدولة في الواقع . بدلا عنه , يجب القيام بكل مهام مجتمع لا طبقي من خلال الإدارة الذاتية لكل البشر العاملين , حيث يشارك كل إنسان و يقرر و يخطط الحياة الاجتماعية و الاقتصادية بشكل ديمقراطي , على كل المستويات و بكل الطرق .

نقلا عن http://www.anarkismo.net/article/3304



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة العلمانية إلى التحررية
- العلمانية كتشبيح فكري ( كبلطجة فكرية )
- فصلان من كتاب الثورة الفرنسية العظمى لبيتر كروبوتكين
- بوينافيتورا دوروتي 1896 – 1936
- التطور التاريخي للنظام السوري و أبعاد أزمته الحالية
- أهمية إعلان المجلس الانتقالي في اليمن من شباب الثورة
- إعادة التأكيد على الاشتراكية للاشتراكي التحرري البريطاني مور ...
- ستالين و الثورات العربية
- اللاسلطويون ( الأناركيون ) في المقاومة الهنغارية 1944 - 1945
- البلشفية و الستالينية للشيوعي المجالسي باول ماتيك
- النضال ضد الفاشية يبدأ بالنضال ضد البلشفية للشيوعي المجالسي ...
- استعراض لكتاب كروبوتكين -الاستيلاء على الخبز-
- 100 عام على التسيير الذاتي المستقل للبروليتاريا , للفيدرالية ...
- فكرة المساواة و البلاشفة لنستور ماخنو
- الإدارة الذاتية للعمال
- نحو انتصار الثورة السورية
- أناركيون تحت الشمس ( 2 )
- أناركيون تحت الشمس ( 1 )
- خطاب بشار الأسد الثالث
- كما نراها للاشتراكي التحرري البريطاني موريس برينتون


المزيد.....




- هل يحلق صائد الطائرات الصيني في سماوات إيران قريبا؟
- مقالات الاخبار..اراء فيما حصل وما يحدث، كتاب جديد للدكتور كا ...
- مشاركة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ...
- بيان مشترك من منظمات مستقلة في إيران: معارضة للحرب وللسياسات ...
- تنسيقية الهيئات الغابوية تحذر بشدة من التماطل أو التراجع عن ...
- نداء حزب التقدم والاشتراكية للمشاركة المكثفة في المسيرة الشع ...
- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - عن طبيعة الدول الشيوعية للاسلطوي الأمريكي واين برايس