أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - فكرة المساواة و البلاشفة لنستور ماخنو















المزيد.....

فكرة المساواة و البلاشفة لنستور ماخنو


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 17:03
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


فكرة المساواة و البلاشفة
نستور ماخنو

رفض المؤتمر 14 للحزب الشيوعي الروسي بشدة فكرة المساواة . قبل المؤتمر كان زينوفييف قد ذكر هذه الفكرة في سياق مناظرته ضد أوستريلاوف و بوخارين . حيث قال عندها أن كل الفلسفة المعاصرة قد تمت المحافظة عليها بفضل فكرة المساواة . تحدث كالينين بقوة أثناء المؤتمر ضد هذا الزعم , كان مع الموقف القائل بأن أية إشارة إلى المساواة لن تساعد بل هي مضرة و لا يمكن التساهل معها . كان منطقه كالتالي :
"هل يمكننا أن نتكلم إلى الفلاحين عن المساواة ؟ كلا , هذا أمر مستبعد تماما , لأنهم في هذه الحالة , سيبدؤون بالمطالبة بنفس حقوق العمال , الأمر الذي يتناقض تماما مع ديكتاتورية البروليتاريا . على نفس النمط , هل يمكننا التحدث عن المساواة مع العمال ؟ لا , هذا مستبعد أيضا , لأنه إذا أخذنا مثلا عضوا شيوعيا و عضوا غير حزبي يقومان بنفس العمل , يكمن الفرق في أن الأول يحصل على ضعف أجر الثاني . أن نقر بالمساواة سيتيح هذا للأعضاء غير الحزبيين بأن يطالبوا بنفس الأجر الذي يدفع للشيوعي . هل هذا مقبول أيها الرفاق ؟ كلا , هذا غير مقبول . هل يمكننا أن ندعو إلى المساواة بين الشيوعيين بعد ذلك ؟ لا , و لا هذا أيضا , لأنهم يشغلون مناصب مختلفة , من حيث حقوقهم و أوضاعهم المادية أيضا" .
على أساس مثل هذه الاعتبارات , انتهى كالينين إلى أن استخدام زينوفييف لكلمة "مساواة" هو فقط ديماغوجي و مضر . في رده أخبر زينوفييف المؤتمر بدوره أنه , بينما كان يتحدث عن المساواة , فقد قصدها بمعنى مختلفة تماما . بالنسبة له كل ما كان يدور في باله هو "المساواة الاشتراكية" , أي المساواة التي ستتحقق ذات يوم في المستقبل البعيد . أما في الوقت الحاضر , و حتى قيام الثورة العالمية و لما كان من غير الممكن معرفة متى سيحدث هذا , فلا يمكن أن توجد مسألة المساواة بالتالي . خاصة , لا يمكن أن تكون هناك مساواة في الحقوق , لأن هذا سيهدد بجرنا في اتجاه انحرافات "ديمقراطية" خطيرة جدا .
هذا الفهم لفكرة المساواة لم يذكر في قرار المؤتمر . لكن بالضرروة فإن المعسكرين اللذين اصطدما في المؤتمر اتفقا فيما يتعلق بأن فكرة المساواة لا يمكن التساهل معها أبدا .
في السابق و ليس قبل وقت بعيد جدا , تحدث البلاشفة بلغة مختلفة تماما . فقد عملوا تحت راية المساواة أثناء الثورة الروسية الكبرى على الإطاحة بالبرجوازية , مع العمال و الفلاحين , الذين صعدوا على حسابهم إلى السيطرة السياسية على البلد . تحت تلك الألوان بعد 8 سنوات من ممارسة الحكم على حياة و حريات كادحي روسيا السابقة – التي أصبحت تعرف من يومها "باتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية" سعى القياصرة البلاشفة لإقناع كادحي "الاتحاد" , ( الذين أصبحوا هم من يضطهدهم ) إضافة إلى كادحي بقية البلاد ( التي لم يسيطروا عليها بعد ) , بأنهم إذا كانوا قد حاكموا خصومهم السياسيين و تركوهم يتعفنون في السجون أو قتلوهم , فإن هذا كان حصريا باسم الثورة , و أسسها المساواتية ( أي القائمة على المساواة ) ( التي يزعمون أنهم هم الذين أدخلوها إلى الثورة ) و التي يفترض أن أعداءهم يريدون تدميرها .
ستمر قريبا 8 سنوات منذ بدأ دم اللاسلطويين ( الأناركيين ) يسيل بسبب رفضهم لأن ينحنوا بتذلل أمام عنف أو وقاحة أولئك الذين استولوا على السلطة , و لا أمام إيديولوجيتهم الكاذبة و لا انعدام شعورهم المطلق بالمسؤولية .
في ذلك العمل الإجرامي , عمل لا يمكن وصفه إلا بشهوة الدم عند الآلهة البلشفية , قضى ( هلك ) أفضل أولاد الثورة لأنهم كانوا الأنصار الأكثر إخلاصا لمثل الثورة و لأنه لم يمكن رشوتهم لكي يخونوها . في الدفاع الصادق عن نصائح الثورة , أراد أبناء الثورة هؤلاء أن يطردوا جنون الآلهة البلشفية و أن يجدوا مخرجا من طريقها المسدود , و أن يشقوا طريقا نحو الحرية الحقيقية و نحو مساواة حقيقية للكادحين .
أدرك الملوك البلاشفة بسرعة أن آمال أبناء الثورة هؤلاء ستحكم بالموت على جنونهم و قبل كل شيء على الامتيازات التي ورثوها بدهاء عن البرجوازية المنهارة , و استحوذوا عليها لصالحهم . على هذه الأساس حكموا على الثوريين بالموت . و دعمهم الاشخاص الذين يحملون أرواح العبيد في داخلهم في هذا و أخذ الدم بعد ذلك يسيل . في السنوات الثمانية الماضية بقي هذا الدم يسيل , و باسم ماذا , يمكننا أن نسأل ؟ باسم حرية و مساواة الكادحين , كما يقول البلاشفة , مستمرين بإبادة آلاف الثوريين الذين بلا اسم , آلاف المحاربين من أجل الثورة الاجتماعية , و الذين يصموهم بأنهم "قطاع طرق" و "معادين للثورة" .
بهذا التزييف الوقح , أخفى البلاشفة الوضع الحقيقي في روسيا عن عيون كادحي العالم , خاصة حقيقة إفلاسهم المطلق في مسألة بناء الاشتراكية , بينما هذا واضح لكل من يملك عينين .
نبه اللاسلطويون ( الأناركيون ) الكادحين في كل البلدان لجرائم البلاشفة في الثورة الروسية . البلشفية التي جسدت مثال الدولة المركزية , أظهرت نفسها كعدو قاتل للروح الحرة للكادحين الثوريين . ملتجئين إلى تطبيق إجراءات غير مسبوقة , عملوا على تخريب تطور الثورة و لوثوا شرف أروع جوانبها . متخفين بمهارة , أخفوا وجههم الحقيقي عن عيون الكادحين , منصبين أنفسهم على أنهم ابطال مصالح هؤلاء الكادحين الخاصة . فقط الآن بعد مرور 8 سنوات و بعد الغزل المتزايد مع البرجوازية العالمية , بدؤوا يضعون جانبا قناع الثورة و يكشفون لعمال العالم عن وجه مستغل جشع .
لقد ألقى البلاشفة جانبا بفكرة المساواة , ليس فقط في الممارسة بل أيضا في النظرية , لأنه حتى التصريح بها يصعقهم بخطورتها كما هو الحال اليوم . هذا مفهوم تماما , لأن حكمهم كله يعتمد على فكرة نقيضة تماما , على انعدام صارخ للمساواة , على الرعب و الشرور التي فرضوها على ظهور العمال . دعونا نأمل بأن كادحي كل البلدان قد يتوصلون للاستنتاجات الضرورية , و ينتهوا من البلاشفة , مؤيدي فكرة العبودية و مضطهدي العمال .
جريدة ديلو ترود , فبراير شباط 1926

نقلا عن http://www.nestormakhno.info/english/equality.htm

ترجمة مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الذاتية للعمال
- نحو انتصار الثورة السورية
- أناركيون تحت الشمس ( 2 )
- أناركيون تحت الشمس ( 1 )
- خطاب بشار الأسد الثالث
- كما نراها للاشتراكي التحرري البريطاني موريس برينتون
- الفرد في مجتمع شيوعي لبيتر كروبوتكين
- إعادة اكتشاف الناس العاديين
- هل اليسار السوري مرشح لانتفاضة في قواعده هو الآخر ؟
- الصراع الطبقي أو الكراهية الطبقية ؟ لإيريكو مالاتيستا
- الاعتراضات على اللاسلطوية ( الأناركية ) لجورج باريت
- الشيوعية التحررية : كمبدأ اجتماعي , من مانيفستو الشيوعية الت ...
- كل جمعة و أنتم شهداء
- الإنسان , المجتمع و الدولة لميخائيل باكونين
- نداء عاجل لكل شيوعي و يساري سوري
- إسقاط الباستيل السوري
- سوريا بعد 18 آذار
- كيف تبدأ مجموعة أناركية
- نحو تشكيل اللجان الشعبية فورا في كل مكان من سوريا كبديل عن م ...
- نحو يسار سوري جديد


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - فكرة المساواة و البلاشفة لنستور ماخنو