أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الصراع الطبقي أو الكراهية الطبقية ؟ لإيريكو مالاتيستا















المزيد.....

الصراع الطبقي أو الكراهية الطبقية ؟ لإيريكو مالاتيستا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 10:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إيريكو مالاتيستا
الصراع الطبقي أو الكراهية الطبقية ؟
سبتمبر أيلول 1921

لقد عبرت أمام هيئة المحلفين في ميلان عن بعض الأفكار عن الصراع الطبقي و البروليتريا التي استدعت النقد و الاستغراب . لذلك من الأفضل أن أعود إلى تلك هذه الأفكار مرة ثانية هنا .
لقد اعترضت بقوة على الاتهام بالتحريض على الكراهية , شرحت لهم أنني في دعايتي سعيت دائما لتوضيح أن الشرور ( الأخطاء ) الاجتماعية لا تعتمد على شر سيد أو آخر , حاكم أو آخر , بل على السادة و الحكومات كمؤسسات , لذلك فإن العلاج لا يكون بتغيير الحكام الأفراد ( أي حاكم بآخر – المترجم ) , بل من الضروري إلغاء المبدأ نفسه الذي يهيمن من خلاله الإنسان على الإنسان , لقد شرحت أنني أشدد دائما على أن البروليتاريين ليسوا أفضل فرديا ( كأفراد ) من البرجوازية , كما يظهر من حقيقة أن العامل قد يتصرف مثل برجوازي عادي , أو ما هو أسوأ من ذلك , عندما يصل بسبب واقعة ما إلى مركز يحقق له الثروة و السلطة .
لقد شوهت هذه الأقوال , زيفت و سلط عليها الضوء بشكل سيء من قبل الصحافة البرجوازية , و سبب هذا واضح . يدفع للصحافة لكي تدافع عن مصالح الشرطة و الحيتان ( أسماك القرش ) , و لتخفي الطبيعة الحقيقية للاسلطوية ( الأناركية ) عن الجمهور , و تحاول أن تمنح المصداقية لرواية أن اللاسلطويين ( الأناركيين ) ممتلئون بالكراهية و مخربون , تقوم الصحافة بهذا الواجب , لكن علينا أن نعترف أنها تفعل ذلك غالبا بنية طيبة , بسبب الجهل المطبق و الساذج . لأن الصحافة تنحط إلى مجرد مهنة و بزنس ( عمل ) , فقد فقد الصحافيون ليس فقط حسهم الأخلاقي بل أيضا صدقهم الفكري في الامتناع عن الكلام عما لا يعرفونه .
دعونا ننسى الكتاب المأجورين , و نتحدث عن أولئك الذين يختفلون عنا في أفكارهم و غالبا فقط في طريقتهم في التعبير عن هذه الأفكار , لأنهم يسعون في الحقيقة إلى نفس الهدف الذي نسعى إليه .
إن هؤلاء الناس لا تصيبهم الدهشة ( أو الاستغراب ) أبدا , بحيث أني أميل لأعتقد أنهم لا يتأثرون ( لا يمكن التأثير بهم ) . لا يمكنهم تجاهل أنني كنت أقول و أكتب هذه الأشياء طوال 50 عاما , و أن نفس الأشياء قد قيلت من مئات و آلاف اللاسلطويين ( الأناركيين ) , في زمني و قبله .
دعونا نتحدث الآن عن المنشقين ( المعارضين ) .
هناك أشخاص يميلون إلى العمال بحيث أنهم يعتبرون أن من يملك أيدي خشنة يحمل كل الفضائل و الصفات الجيدة , إنهم يحتجون إذا تجرأت على الحديث عن البشر و الإنسانية , دون أن تقسم بالاسم المقدس للبروليتاريا .
الآن , صحيح أن التاريخ قد جعل البروليتاريا الأداة الرئيسية للتغير الاجتماعي القادم , و أن أولئك الذين يقاتلون لإقامة مجتمع يكون فيه كل البشر أحرارا و يملكون كل الوسائل ليمارسوا حريتهم , يجب أن يعتمدوا أساسا على البروليتاريا .
و صحيح أن كنز الموارد الطبيعية و رأس المال الذي خلقه عمل الأجيال الماضية و الحالية هو السبب الرئيسي لخضوع الجماهير و كل الشرور الاجتماعية , فمن الطبيعي لأولئك الذين لا يملكون أي شيء و يهتمون لذلك بشكل أكثر مباشرة و وضوحا بمشاركة ( التشارك ب ) وسائل الإنتاج , أن يكونوا هم العناصر الرئيسية في نزع الملكية الضروري ( القادم ) . لهذا نوجه دعايتنا بشكل خاص إلى البروليتاريين , الذين تجعل ظروف حياتهم من الصعب عليهم من جهة أخرى أن ينهضوا و يفهموا مثالا أعلى ما في أغلب الأحيان . لكن هذا ليس سببا لتحويل الفقير إلى صنم فقط لأنه فقير , و ليس سببا أيضا لتشجيعه على الاعتقاد بأنه متفوق بشكل متأصل , و أن هذا الفقر هو ظرف ( واقع ) لا ينبع من فضيلة ما بحيث يعطيه الحق في أن يفعل الشرور تجاه الآخرين كما يفعلون هم به . إن طغيان الأيدي الخشنة ( المتشققة ) ( الذي يبقى في الممارسة طغيان قلة لم تعد أيديهم متشققة اليوم حتى لو كانت كذلك ذات يوم ) , لن يكون أقل قسوة أو شرا , و لن ينتج شرورا أقل من طغيان الأيدي التي تلبس القفازات , ربما ستكون أقل تنورا و أكثر وحشية , هذا كل ما هنالك .
لن يكون الفقر ذلك الشيء المريع كما هو الآن لو أنه لا يؤدي إلى الشراسة الأخلاقية إضافة إلى الضرر المادي و الانحطاط الجسدي , عندما يمتد من جيل إلى جيل . للفقير أخطاء مختلفة عن تلك التي نشاهدها في الطبقات صاحبة الامتيازات بسبب الثروة و السلطة , لكنها ليست أخطاءا أفضل .
إذا كانت البرجوازية قد أنتجت أمثال غيوليتي و غراتسياني و كل تلك السلسة الطويلة من معذبي البشرية , من كبار الغزاة إلى السادة الجشعين و المتعطشين للدماء , فإنها قد أنتجت أيضا أمثال كافييرو , ريكلوس و كروبوتكين , و أشخاصا كثر ضحوا في كل زمان بامتيازاتهم الطبقية في سبيل مثال أعلى . إذا كانت البروليتاريا قد قدمت و قدمت هذا العدد الكبير من الأبطال و الشهداء في سبيل قضية انعتاق ( خلاص ) البشرية , فإنها قد قدمت أيضا الحراس البيض ( عناصر جيوش الثورة المضادة – المترجم ) , و القتلة , و الذين خانوا إخوتهم و الذين من دونهم لا يمكن لطغيان البرجوازية أن يستمر يوما واحدا .
كيف يمكن للكراهية أن ترفع إلى مستوى مبدأ للعدالة , إلى روح متنورة للمطالبة , عندما يكون واضحا أن الشر في كل مكان , و عندما تقوم على قضايا تتجاوز الإرادة و المسؤولية الفردية ؟
ليكن هناك صراعا طبقيا كما قد يرغب المرء , إذا كان المقصود بالصراع الطبقي نضال المستغلين ضد من يستغلهم في سبيل إنهاء الاستغلال . فإن هذا الصراع هو طريقة للتسامي ( الرقي ) الأخلاقي و المادي , و هو القوة الثورية الرئيسية التي يمكن الاعتماد عليها .
لتختف ( لتزول ) الكراهية , لأن الحب و العدالة لا يمكن أن تظهر من الكراهية . تؤدي الكراهية إلى الانتقام , و الرغبة في التغلب على العدو , و الحاجة لتعزيز تفوق المرء . الكراهية يمكن أن تكون فقط الأساس لحكومات جديدة , في حال إذا انتصر المرء , لكن لا يمكن أبدا أن تكون الأساس للأناركية ( اللاسلطوية , استبدال مؤسسات الدولة القمعية بمؤسسات تقوم على الاتحاد الحر و الطوعي بين البشر – المترجم ) .
لسوء الحظ , من السهل فهم الكراهية عند الكثير جدا من التعساء الذين عذبت أجسادهم و مشاعرهم من قبل المجتمع , لكن ما أن تضاء جهنم التي يعيشون فيها بمثل أعلى حتى تختفي الكراهية و تحل محلها رغبة ملحة للنضال في سبيل سعادة الجميع .
لهذا السبب لا يوجد من يحمل مشاعر الكراهية حقا بين رفاقنا , رغم أن هناك الكثير من الكلام عن الكراهية . إنهم مثل الشاعر , الذي هو أب طيب و مسالم , لكنه يغني للكراهية , لأن هذا يعطيه الفرصة ليؤلف أشعارا جيدة .. أو ربما سيئة . إنهم يتحدثون عن الكراهية لكن كراهيتهم مصنوعة من الحب .
لهذا السبب أحبهم , حتى لو وصفوني بأوصاف سيئة .
نقلا عن http://www.marxists.org/archive/malatesta/1921/09/classhate.htm


ترجمة مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراضات على اللاسلطوية ( الأناركية ) لجورج باريت
- الشيوعية التحررية : كمبدأ اجتماعي , من مانيفستو الشيوعية الت ...
- كل جمعة و أنتم شهداء
- الإنسان , المجتمع و الدولة لميخائيل باكونين
- نداء عاجل لكل شيوعي و يساري سوري
- إسقاط الباستيل السوري
- سوريا بعد 18 آذار
- كيف تبدأ مجموعة أناركية
- نحو تشكيل اللجان الشعبية فورا في كل مكان من سوريا كبديل عن م ...
- نحو يسار سوري جديد
- على الديكتاتورية أن ترحل , و يجب البدء فورا بأوسع -حوار وطني ...
- يجب اضعاف و إنهاك و تخريب عمل منظومتي القمع و النهب التابعة ...
- طبيعة الثورات اللعربية و اليسار التحرري
- اللاسلطوية ( الأناركية ) كما نراها - الفيدرالية اللاسلطوية ( ...
- تعليق على مقال نايف سلوم الاقتصاد السياسي للاحتجاجات في سوري ...
- الموت للديكتاتورية , النصر للشعب السوري
- رسالة في ثبوت كفر ابن تيمية و صالح اللحيدان و من على طريقتهم ...
- محاولة لفهم الطائفي و المتطرف
- الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) - مقدمة للفيدرالية اللاسلط ...
- آفاق تقدم الثورة السورية


المزيد.....




- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...
- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- بيان للحزب الاشتراكي يكشف ما دار بين الشرع وجنبلاط
- أغنياء وأقوياء ضد فقراء وضعفاء؛ ترامب يعولم الصراع الطبقي!
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - الصراع الطبقي أو الكراهية الطبقية ؟ لإيريكو مالاتيستا