أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - حقيقة أسعار شقق بسماية!














المزيد.....

حقيقة أسعار شقق بسماية!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 08:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل بدء التقديم لمجمع بسماية السكني، كان كثير من المواطنين يرسمون أحلاما وردية عن الأمل بتملكهم دار سكن خاص، بعد أن تفاقمت الأزمة وتراكمت تداعياتها في ظل غياب أي حلول جذرية لأزمة السكن المستفحلة.
وشكل الإعلان عن البدء في التقديم للمشروع في أيلول الماضي، بادرة تستدعي التأمل، غير أنها لم تأت أكلها بما يردف تطلع المواطنين لاسيما ذوي الدخل المحدود، اذ سرعان ما قال رئيس هيئة الاستثمار الوطني سامي الاعرجي في مؤتمر صحفي إن "الهيئة قررت رفع سعر الوحدة السكنية في منطقة بسماية جنوب شرق بغداد إلى 600 دولار للمتر المربع الواحد لتصل إلى 60 ألف دولار لمساحة 100 متر مربع"، وأشار الاعرجي في تسويغه لأسباب رفع السعر أن "الهيئة لم تستطع توفير متطلبات البنى التحتية من الموازنة العامة للدولة العراقية سواء هذا العام أو العام المقبل".
الا ان دراسات بعض المراكز الاقتصادية ذكرت ان السعر المعلن لشقق بسماية مبالغ فيه، وقالوا بهذا الشأن انه " من واقع الدراسات فان كلفة الوحدة السكنية بمساحة 100 متر مربع لا تكلف اكثر من 30 الى 35 الف دولار ، وإن الكلف الإضافية التي سيتحملها المواطن تعود لتغطية بناء المدارس والمساجد والمرافق الملحقة وبعض الخدمات الخاصة بالمشروع كخدمات المجاري والمياه وهي التزامات يجب ألاّ يتحملها المواطن المحروم من السكن لتبقى شريحة كبيرة من الموظفين غير قادرة على التقديم لشراء تلك الوحدات السكنية ". و يشيرون الى إن " رفع هذه الكلف عن المتقدمين لشراء الشقق السكنية سيجعل الكلفة الكلية تقترب من النصف او اكثر بقليل وهي كلف معقولة لشقة حدود امانة بغداد" .
و تجيء تصريحات لمحافظ بغداد أعرب عنها قبل أيام لتعزز هذا الاستنتاج اذ يقول أن "الحكومة ستدعم مشروع بسماية السكني بمبلغ ملياري دولار من المبلغ الإجمالي للمشروع والبالغ 7 مليار دولار لتقليل العبء عن المواطن"، مبينا أن "الملياري دولار ستقدم مناصفة بين الحكومة المركزية والحكومة المحلية وتخصص لإنشاء البنى التحتية للمشروع".
ونرى هنا، ان محاولة رفع أرقام كلف تنفيذ مجمع بسماية السكني لتتجاوز كلفها الحقيقية بمبالغ كبيرة يؤدي حتما الى القضاء على حلم المواطن بامتلاك بيت إذ بدلا من ان يكون سعر الوحدة المتكونة من 100 متر مربع نحو 36 ـ 41 مليون دينار فإن الأسعار المعلنة تشير الى ان السعر يتجاوز الـ 70 مليون دينار في حده الأدنى وبالتأكيد فان ذلك يؤدي الى زيادة مبلغ المقدمة التي يتوجب على المواطن ان يدفعها لحجز شقته، اذ بدلا من ان يدفع بحدود 8 ملايين دينار فانه يضطر ان يدفع أضعاف ذلك المبلغ.
أدت تلك الإجراءات وتلك المبالغ المحتسبة الى عزوف المواطنين عن التقدم للتسجيل بالأعداد المرجوة في مثل تلك الحالات، إذ لم يتجاوز عدد المتقدمين بحسب الأرقام التي أعلنت عنها هيئة الاستثمار ثلاثة آلاف متقدم، وكان يفترض نظرا لحاجة المواطن الماسة الى السكن، ان يأتي المتقدمون بأعداد كبيرة وهو ما لم يحدث بسبب الإجراءات المتخذة بزيادة الأسعار ، ولأسباب أخرى ربما تعلقت بمستوى ثقة المواطن بالأداء الحكومي وتستوجب تقويما من قبل المختصين بشؤون الإسكان في الحكومة العراقية.
ونقترح هنا اجرائين لتوفير السكن للناس والتخفيف من أزمة السكن والتمهيد للقضاء عليها نهائيا؛ أولهما يتعلق بمجمع بسماية ذاته، ونظرا للتأكيدات التي أوضحت ان كل وزارة ستقوم بتنفيذ الأعمال الخاصة بها في المشروع، فان ذلك يفترض ان يخفض من المبالغ التي يتوجب على المواطن دفعها، وحتى كلف بناء المساجد والمراكز الدينية فلا ينبغي ان يتحمل المواطن تبعات بنائها بل هي خاصة بالأوقاف بشتى توجهاتها فهي مسؤولة عن تمويلها. أي ان الامر يتطلب خفض الدفعة الأولى من مبلغ الشقة السكنية التي على المواطن دفعها والتي ارى انها يجب ان لا تتجاوز 8 ـ 10 ملايين دينار وهو مبلغ بإمكان المواطن من ذوي الدخل المحدود والفقراء تدبيره و استدانته، وإذ حدث وان تقدمت للحجز في المشروع أعداد اكبر من الراغبين فبالإمكان توسيعه سيما ان المناطق المحيطة بالمشروع والمحصورة بين محافظات واسط وديالى وبغداد كافية لإسكان ملايين الناس.
أما فيما يتعلق بعموم مشاريع الإسكان فيتوجب على المصارف إطلاق قروض الإسكان لكل من لا يملك دارا، ولنا في تجربة دول أخرى أمثولة على الأداء السليم، اذ منحت الحكومة السعودية قبل مدة جميع المحتاجين الى السكن قروضا حتى ممن لا يملكون قطعة ارض، وبالتأكيد فان حاجة المواطن العراقي المتزايدة لسكن يؤويه وأسرته لا تقارن بحاجة المواطن السعودي اذ ان أزمة السكن لديهم محدودة.
ان المواطن العراقي بحاجة الى حلول جذرية لأزمة سكنه، إذ انه لن يطمئن لتصريحات من قبيل ما تداولتها وسائل الإعلام من ان الحكومة تقول "إن المشكلة ستحل بحدود عام 2020، بعد بناء مليوني وحدة سكنية على وفق المواصفات العالمية التي تتبناها السياسة الوطنية للإسكان"، إذ أن الأجيال الحالية من السكان ليست على استعداد للانتظار عشرة أعوام أخرى لتحصل على غرفة او دار ولاسيما ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً ولم يحصلوا على بيت مستقل بسبب سياسات النظام المباد والفشل الحكومي الحالي.
وخلاصة القول ان العلاج الفوري لأزمة السكن ولاسيما في ظل استشراء الفساد الإداري والمالي في دوائر الدولة وعدم الوصول الى علاجات ناجعة لمشكلة إسكان المواطن، يوجب تسهيل إجراءات الحصول على بيت او شقة ضمن المشاريع الجديدة من جهة، وإطلاق قروض الإسكان لتشجيع المواطنين على بناء بيوت خاصة بهم من جهة اخرى لا سيما مع توفر الأراضي الفارغة الشاسعة في بغداد والمحافظات، ومن دون إجراءات فاعلة وفورية لتوفير السكن وما يرتبط بذلك من تحسين لمعيشة الناس، فستظل الأزمات تتفاقم، وستتوالد كوارث وتداعيات نحن في غنى عنها.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقاً بالطلبة!
- مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - حقيقة أسعار شقق بسماية!