أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التلفح في الماضي














المزيد.....

التلفح في الماضي


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب مروان صباح / مازال الإنقطاع عن المعرفة متواصل بين الجذور والعرب المعاصرين ، فثمه من يقول كي يعمم في الذهن العام بشكل مقصود أن جمهورية الرئيسين أنور السادات ومبارك إمتداد لجمهورية الخالد الراحل جمال عبد الناصر ويعني أن المشروع والهدف الذي يوصلان إلى الغاية واحدة وكأن المانع الذي أصاب صاحب الفكرة ومفجر الثورة هو القدر من إكمال ما جاء لا حقاً بعد رحيله .
هذه الأقاويل المفبركة عن التاريخ لا تصمد إلا أمام من لديه الرغبة بالتضليل أما إذا إحتكمنا إلى وقائع التاريخ تصبح بلا وزن بل هي إرتهان لثقافة الغالب بالمفهوم الخلدوني ، فناصر إستطاع عبر مدة قليلة تحت الضغوط التى لم تتوقف لتأميم الأراضي وتوزيعها على من يزرعها كي يأكلوا مما تزرع أيديهم إلى إنشاء قطاع صناعي يساهم في إنتاج الإحتياجات أي بمعنى أخر بحث عن إكتفاء ذاتي يخرج مصر من دائرة التسول على أرصفة الأمم الأخرى ، وذهبَ ساعياً إلى توحيد جغرافية الوطن العربي سياسياً مما أدى إلى تحالفات دولية شكلت مركزاً عسكرياً دولياً لتبني قوة الردع من خلال جدار منيع في المنطقة وصولاً إلى الحياد الإيجابي التى تجاوز الحدود الإقليمية ، هذا لا يعني أن لا نضع التجربة الناصرية برمتها تحت المجهر كي نستعيد أين أخطأ الرجل وأين أصاب ولماذا لم ينجح مشروعه الوحدوي .
الجمهورية الثانية التى مثلها الرئيسين السادات ومبارك جاءت بخلاف الجمهورية الاولى تماماً ، فقد قُزّم المشروع الوحدوي في المنطقة وتراجع حتى أصبحت مصر كالطاووس التى نتف ريشه وحُوصِر القطاع العام لدرجة تحول بلا إنتاج ثم قام بخصخصته إلى حد التقلص ودخل في سياق سوقي إقتصادي متواضع كبديل للسياق القومي متعاظم ، ما حدث بعد مجيىء الرئيس المخلوع مبارك تأكيد على هذا التصور القاصر ولكن مع إضافة نوعية بحيث نقل القرار المصري من القاهرة إلى البيت الأبيض بالكامل .
نراقب كل التحديات والتحركات لثورة مصر الجديدة التى أدت إلى إسقاط الجمهورية الثانية المنقلبة على الاولى ، شأننا كشأن جميع من يهتم بالوضع السياسي المصري القومي ، إلا أن بات هناك تخوف حقيقي يطل بشكل كبير بجسمه على التغيير الذي أراد منذ اليوم الأول بأن يعيد بناء قنطرة التواصل مع الجمهورية الاولى من حيث الفكرة والنية متجاوز جميع الأخطاء والأفخاخ التى وقعت بها ثورة ضباط الأحرار 1952م وإن كان القاسم المشترك بين ثورة 52م وثورة 2011م هو الاحساس بالظلم وإسقاط الظلام الذي خيم على البلاد فساداً ، هي ذات الضغوط المتعاظمة التى مورست في السابق تمارس وتأتي من عدة جهات فبعد ستة شهور على الثورة الجديدة يضربها البطء مع محاولات لخلط الأوراق بشكل متعّمد بهدف اللجوء إلى ولادة قصرية نتيجة وطأة المؤامرات المتصاعدة ، فيُحّاصِرالثوار الخوف على حياة مولودهم لكي يبلعوا الطعم ويأتي ناقص بلا معنى .
لكن ما يجري من إصرار في ميدان التحرير على تفكيك الأطر السابقة برمتها من التبعية والسعي إلى البلوغ لدولة تقوم على الديمقراطية السياسية الإجتماعية بما تحمله من عدالة وكرامة لتنتج مجتمع مدني متحضر دون تلك الرؤية الخاطئة التى تحول بين تحدي الصعاب والإرتكاز على الديمقراطية فجاءت خطيرة للغاية بعد رحيل الرجل عام 1970م مما ضاعفة الخسائر المادية والبشرية معاً .
لا بد من خروج لدولة طالت في غرفة الإنعاش بحيث تنتقل إلى عصر النهوض والبناء الحضاري بما في ذلك تحقيق تنمية إقتصادية كي لا نعود إلى نقطة وأول السطر أو الصفر ، لا بد من قرع الأجراس والتحذير ، فمن إستطاعوا في الجمهورية الثانية تحويل النعم إلى نقّم والفائض إلى نقصان والعافية إلى تصحر فهؤلاء لديهم القدرات غير عادية على تحويل الجّنان إلى عشوائيات .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم
- المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
- التحرر الفطري
- لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
- سيكالوجيات نادرة
- خطاب أقل حدةً
- عميد المجانين العرب
- فيكتوريو اريغوني
- إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
- دولة في البحر
- ضميرك يا غولدستون
- رؤوس حان إقتلاعها


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التلفح في الماضي