|
أنت في عداد الهالكين
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 23:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب مروان صباح / بعد إنجاز مجازر بِوضح النهار يسجل النظام السوري المترنح نقاط جدد من السواد بحيث يعيدنا إلى ذات المشهد الذي رأيناه في الماضي كي يتجدد في الحاضر وبقوة ، لجنود يقفون على دباباتهم محملون بصورة الأسد ويرفعون إشارة النصر ، ذلك الخروج كان اليوم من حماه يذكرنا بقوات الردع عام 1976م وقد تكرر عندما أجبر كرهاً من الإنسحاب من لبنان بشكل كامل نزولاً عند التهديد الأمريكي بعد إغتيال الرئيس الحريري ، وجاء بشكل مفضوح في وقت لم يستطيع التفلت من دفع الإستحقاق وأسقط جميع الأقنعة التى توارى خلفها عندما إنضمّ وانهى مشاركته تحت راية الأمريكي في حربه على العراق ، ولكن المرة الوحيدة التى كانت دون صور ولا يوجد مجال لرفع إشارة النصر تلك التى خاض فيها حربه ضد الإسرائيلي عندما فقد الجولان وعاد دون صورة الرئيس تاركاً دباباته خلفه مطأطأً رأسه ويجر هزيمته أمامه . قد جرت العادة في الدول العربية وخاصة سوريا أن يِرّتكب الحاكم مجازر بحق فئة من الشعب وينهب الفئة الأخرى ويتجبر بالفئة المتبقية من ذلك الشعب دون أي حساب أو مساءلة ، هذا النظام الدموي سيىء السمعة عاثَ في الأرض فساداً وراكم ما تراكم لمليارات من عرق الفقراء المطحونين من أبناء الشعب ، يحتاج منا كل الإبتعاد عن الإسقاطات العاطفية التى تحكمت بسلوكنا عندما نأتي ونحاكم ماضيه وحاضره ، لا تعاطف معه إطلاقاً ولا شفقة مع من حول الحياة إلى شقاء . نفهم أن سوريا نقطة في الموقع الجغرافي المهم وهي حاضرةً دائماً في إستراتيجيات دول الجوار بحيث تمتلك حدود طويلة مع كل من تركيا والعراق والأردن ولبنان وإسرائيل ولديها عدة بوابات تتطلع إليها تلك الدول بغاية من الأهمية بل لعبت دوراً مهماً في السنوات الأخيرة من حيث إبرام إتفاقيات إستراتيجية مع روسيا وجلبت إلى ميناء طرطوس موطأ بحري روسي دائم ، وإيران تنظر إليها كموقع ضاغط متقدم إستراتيجي للثورة الإيرانية مما أوجد تحالف شبه معلن بينها وبين طهران وحكومة المالكي ( المنطقة الخضراء ) وحزب الله في لبنان ، مع كل هذا وذاك كان يُشّتم خريفها عن بعد لدى أصحاب الأنوف السياسية المدربة لأن المجتمعات شقت تمدنها من خلال فضاءات مفتوحة علمت أن الرضوخ أكثر من ذلك يكون خطيراً ويتطلب مواجهة سريعة دون تلكؤ بل تجرؤا على قول الحقيقة مباشرةً ، فليس هناك حل أخر عن التعبير لأن الكيل قد طفح ولا بديل عن الكلام بوضوح وإظهار التمرد الذي يختفي تحت معطف الكلام ، لهذا خلعوا أحذيتهم كي يفاجئوا النظام وتكون الأشد وطأةً بعد قلق ليل دام طويل . من وضعوا ربطات العنق ويرتدون ملابس عصرية ، تترنح مواقفهم بين تصريحات بطيئة تشبه السلحفاء وأخرى ليس لها صدى خصوصاً بعد أن أثبت الشعب السوري بسالته ورغبته في الدفاع المستميت عن حريته بحيث مارس أعلى أشكال الضغط المتواصل إتجاه السياسة الدولية التى بدأت تكشف مدى التخاذل ومحاولاتها المكشوفة التى لم يُكتب لها النجاح في إرضاخ المنتفضين ، هناك رهان أهبل يهدف شق الصفوف بحيث يُعّتقد عند هؤلاء بأن الحراك مصدره الأحزاب والتجمعات التاريخية التى في الواقع تراجعت أمام الجماهير بل تجاوزت القوى الإسلامية التى بات يعرف عنها إنها الوحيدة التى تتمتع بإمتدادات في الميدان ، لكن ذلك جعل الغرب حائراً لا هو قادر على إبرام إتفاق مع تنسقيات الحراك ولا قادر على التنصل من إتفاق شبه إنجز مع الأخوان المسلمون بحيث أصابه العجز على فرض شروطه عليه ولا قادر على تكرار ما فعله في الماضي . يمتاز عصرنا عن عصور من سبقنا بتكنولوجية الإتصالات التى باتت متناول الأغلبية بحيث ما إن يحدث حدثاً في مكان ما يتحول إلى هم عام ، فإن تحريك الدبابات من حماه إلى مدن وقرى أخرى وثم إحضارها مرة أخرى بعد رحيل السفير التركي ومن معه من رجال تقصي الحقائق لن يغير من المزاج العام بشيىء لأن الأهم هو إقناع الشعب وليس الغريب ، الذي لم يعرف غير اللون الأحمر منذ خمسة شهور وتتواصل بيوت العزاء من حارة إلى اخرى دون أن تعرف التوقف ، أن آلة القتل التى نشرها النظام في أنحاء البلاد قد توقفت وإستعدَ للذهاب نحو الديمقراطية وإقامة حكم أكثر مصداقية وعدالة ، الإصطفاف الذي يراهن عليه النظام وتدافع القوى الإقليمية والدولية الحليفة على إنقاذه أصبح من المستحيلات لأن الجلاد أفرط في الجنون مما أصابه نوبة من الهذيان العصبي ، أنت وبطانتك أيها الرئيس في عداد الهالكين . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية لتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
-
عصيّ على الخداع
-
لا قوة كقوة الضمير
-
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
-
ما حدا أحسن من حدا
-
تساوا في الجنون
-
اوباما وخطابه المتكسر
-
نكبتنا ولبكتهم
-
المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
-
التحرر الفطري
-
لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
-
سيكالوجيات نادرة
-
خطاب أقل حدةً
-
عميد المجانين العرب
-
فيكتوريو اريغوني
-
إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
-
دولة في البحر
-
ضميرك يا غولدستون
-
رؤوس حان إقتلاعها
-
من شابه أباه ما ظلم
المزيد.....
-
نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون
...
-
تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو
...
-
توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س
...
-
ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر
...
-
تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
-
في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
-
ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
-
-نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري
...
-
كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|