|
خطاب أقل حدةً
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 12:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خطاب جاء بوتيرة أقل حدةً من الخطاب السابق الذي ألقاه أمام البرلمان بعد إرتدام موجات التغيير على رمال المدن السورية وإن كنا نؤمن بأن جميع المحاولات التى ممكن أن تطرح في الأيام القادمة لن تُجدي نفعاً وتأتي متأخرة بل لا تصل إلى الحد الأدنى لتطلع الشعب ، في حين كانت الجماهير تنتظر منذ بِدايّة تسلم الرئيس بشار الحكم بأن يأتي بالجمهورية الثانية المستقلة ضمن تغيرات بعيدة كل البعد عن النهج السابق وبرجال أكثر تواصلاً مع القاعدة الإجتماعية لترسخ نهج العدالة والتعددية وتنفتح على الإعلام النزيه والصادق وتعيد الحريات ، لكن للأسف أبق على الأيدي الإصطناعية المتصدئة ولم يحدث أي نقلة يشار لها بإستثناء السماح لشبكة الإنترنت أن تعمل في القطر فكان الإنجاز اليتيم خلال عشر سنوات من تربعه على عرش الجمهورية . لقد ظنوا أنهم أكثر حنكه من الأنظمة التى خُلعت فطنطنوا وجمعوا أدواتهم المجرمة وشرورها ووجهوا أفواه البنادق التى اشتريت بعرق الغلابة من الشعب بزريعة أنهم سيحرروا الجولان ولكن جاءت الهبات لتعري المستور وتفضح من كان حتى البارحة يتخبأ وراء المجهول ليتبين بأنها أُعدت من أجل إسراع قيامة من يتظاهر أو يستمر بالإحتجاج مطالبا بالحرية التى أغتصبت منذ خمسون عام من قِبلّ عصابات تربوا على الوحشية والتشبيح فأصبحوا بعد جهداً جهيد خبراء في أساليب التعذيب لا يضاهيهم أحد وأطلقوا على أنفسهم بإفتخار الشبيحة ، بينما أدرك النظام بعد مرور أسبوعين من القتل والإعتقال ومحاصرة المدن بأن الإستمرار بمعالجة الوضع الراهن بهذه الطريقة الترهيبية والترعيبية وإمطار المتظاهرين بالنار بشكل عشوائي بهدف إيعادتهم لمرحلة الحبو الأول ستزيد من إصرار الجماهير بالتمسك بمطالبهم بل سيذهبون إلى أبعد من ذلك ليرتفع سقف المطالب إلى أسقاط النظام . ثمة مشكلة في أداء النظام السوري لا بد من التنويه إليها أن الميكانيزم الحركي لفهم الواقع بطيء يشبه السلحفاة التى فقدت صدفتها منذ زمن طويل واستبدلت ذلك الصدفة بواحدة تايلاندية الصنع ( تقليد ) فأصبح بإمكان قطرة مطر تخترق بسهولة وتصل إلى النخاع ، أن الشعب وصل لحالة وذلك بفضل سياسة الدولة وإجهزتها الشبيحيةُ إلى مستوى لا فرق بين الحي والميت ويجري إلى الأمام كانس بدماءه عقد الخوف ليجعل كل من ذله وسلب حقوقه من غير وجه حق واستخف بكل قطرة عرق وأوغل بحرمانه بأسم الوطنية والمقاومة وراءه . في الماضي القريب كان لا يزال هناك شيء من الخوف والرعب عند الإنسان العربي لكن هذا الخوف تبدد ليصبح من الخرافات يسخر منها من عبدوّ الطرقات بدماءهم الطاهرة ، الشعب السوري الحر التى تجري في عروقه الوطنية والكرامة وعزة النفس هو الطواق لتغيير وإخراج نفسه من حالة الضعف التى رسختها الدولة عبر السلوك اليومي ، لن يسمح لأي كائن من كان أن يوّقف سعيه من إخراج الذات من دائرة لا حول ولا قوة إلا الرضا بالواقع المخصي والتى سببت له أزمات وشلة تأثيرة وفاعليته وحضوره في المنطقة والعالم مما يجعله أكثر إلحاحاً وإستنفاراً كما يبدو إلى السير نحو مستقبل مختلف كلياً ولا يرى أنه أقل من الشعوب أمريكا اللاتينية حتى لو كانت الظروف حالكة السواد . كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عميد المجانين العرب
-
فيكتوريو اريغوني
-
إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
-
دولة في البحر
-
ضميرك يا غولدستون
-
رؤوس حان إقتلاعها
-
من شابه أباه ما ظلم
المزيد.....
-
-الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ
...
-
كيف علق نتنياهو على ظهور رهينتين في فيديو نشرته حماس والجهاد
...
-
مشاركة عزاء للرفيق رامي عودة الله بوفاة عمه
-
بن غفير يقتحم الأقصى وإجراءات مشددة بالقدس في ذكرى ما يسمى -
...
-
مسيرات أوكرانية تشعل حريقا بمستودع نفط بمدينة سوتشي الروسية
...
-
عاجل | الإسعاف والطوارئ: 9 شهداء بنيران قوات الاحتلال الإسرا
...
-
مدفونة منذ القرن الثامن عشر.. التغير المناخي يكشف عن حطام سف
...
-
الجيش السوري يرد على هجوم صاروخي لـ-قسد- في حلب
-
سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي: المساعدة الإنمائية كوسيلة
...
-
قائد عسكري بريطاني يواجه أسئلة محرجة عن التجسس على غزة لصالح
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|