أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - دولة في البحر














المزيد.....

دولة في البحر


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دولة في البحر
كتب مروان صباح / في سياق إندلاع ثورات الكرامة وعزة النفس وبالرغم من المحاولات القاسية والطويلة في التطويع والتدجين مقابل محاولات مضادة للتفلت من قبضة التحنيط تتصاعد وتيرة الصدام بالنار والدم بين من يرى أنه جاء الوقت لتشق الشعوب طريقها نحو زمن الحرية والمساواة ومن يرغب بالمحافظة على مواصلة إنتاج مجتمع سفلي من المجرمين والقوادين .
تذهب إسرائيل بإنزواءها المعهود بعيداً عن الأضواء العالمية والأكتفاء بتعليق أو تصريح يأتي مخبأً بين السطور يكاد لا يُسمع ولا حتى يُقرأ على شريط التلفاز لكثرة الحراك الملتهب بينما يحمل في طياته الكثير من الإنتهاكات اليومية المتزايدة بشكل جنوني من إستيلاء للأراضي في الضفة الغربية .
ما كتبه الفلسطينيون ومعهم العرب خلال السنوات الماضية من تحذيرات لمخططات إستيطانية في القدس والضفة الغربية يعفيهم من تهمة الإهمال من توثيق مرحلة مهمة في التاريخ وينقل هذه التهمة إلى المتلقي من قراء أو حتى مستمعين بالصدفة أو حكاماً حضرت فلسطين دائماً في خطاباتهم لأنهم يحبذون التطنيش على مواجهة الواقع المرير وتَمُحل المسؤولية التاريخية .
لا يمكن أن تكون القضية الفلسطينية بمعزل عن ما يجري في الوطن العربي الكبير من غليان ، فقد وصل حال أهل الضفة الغربية إلى المأزق التاريخي وبدت الإتفاقيات التى وقعت منذ زمن كأنها من التراث السياسي وتحولت القضية اشبه بالمومياء المحنطة يتجاهلها الطرف الإسرائيلي عن قصد بل وصلت إلى الإستخفاف .
لا يخفى على احد وجود محاولات التلاعب بالمسألة الفلسطينية ، ويبدو أن العالم أصبح يغرد خارج السرب الذي كان السياسي الفلسطيني يغرد فيه ، ففي الايام القليلة الماضية تبين أن إسرائيل لديها مشروع جاهز لدولة فلسطين المنشودة في حدود قطاع غزة وتمتلك مخطط توسيع جغرافية غزة الجديدة لتصبح ممتدة في المياة الإقليمية على شاكلة نخلة دبي ، نجد أنفسنا ونحن نتابع مسلسل إسرائيل الطويل أمام معضلة أخلاقية مزمنة على درجة كبيرة من الخطورة والأهمية لِما يطرح بأن من سابع المستحيلات الربط الجغرافي في الوقت الراهن بين القطاع والضفة وبدأ ذلك يترسخ في أذهان المجتمع الدولي بأن هذا التواصل يحتاج إلى حرب عالمية ثالثة ، ولكن الشعب أكثر وعياً من السقوط في هذه الهاوية ولن يسمح لأحد مهما طال شأنه بجرّه إليها فالحقائق المسجلة بأن الإسرائيلي شغله الشاغل قضم الأرض مع تواطىء دولي .
الفيتو الأمريكي الداعم للإستيطان الإسرائيلي والرافض لمطالب الفلسطيني بالتوقف الفوري عن الإستمرار بالبناء ، هو بمثابة أعطاء شرعية دولية بأن الضفة الغربية جزء من الدولة العبرية ، مما أسقط القناع عن الإدارة الأمريكية وجعلها تتخلى عن الضغط الوهمي على إسرائيل في قضية الإستيطان بينما تركوا الفلسطينيون إلى أقدارهم والعزلة القاتلة .
كان ومازال الرهان الإستيطاني منذ البداية تجزئة وتفتيت المدن في الضفة الغربية والقدس كما فعلوا ما قبل 1948م والحلم المتجدد بالسطو على ما في باطنها من ماء وعلى سطحها من هواء وإخلاء ما عليها من بشر ، فيعتقد الإسرائيلي بأن ما لم يتحقق في الحرب قد تحققه الإتفاقيات سريعة التحنيط والتى تفقد صلاحيتها وتتحول مادة تدرس في الجامعات في احسن حال .
المشهد الفلسطيني يبدو قاتماً ومتغلف بالحزن والإحباط ولكن هناك أمل أوكرة ثلج يمكن أن تكبر وأن تتدحرج لتغير الأمور بعد أن بدأ الكيل يطفح وأصبح الشعب في الضفة مستنفر ومستحضراً للخروج من حالة العزلة وأن الحق حصحص لمراجعة تاريخ كان قريب ليس ببعيد صادقاً ، لا يمكن لعاقل ان يؤمن بتضاريس بلادنا بأن ماسورة الماء المخزوقة التى إنفجرت بين الضفتان الشرقية والغربية ما هي إلا أسطورة وهمية وعلى الجميع أن يدرك أن في الوحدة قوة وفي التعالي فوق الجراح في الأزمات قمة الوطنية وأن الشعب والقضية يمران بأزمة شديدتان وهم بأشد الحاجة إلى النهوض من الفخ الذي إنزلق به ، وإذا لم نكن قادرين على إنتشال أنفسنا سنقرأ الفاتحة على أرواحنا .
بعد هذه التجارب المليئة بالمطبات المصطنعة ولزمن تجاوز نصف قرن يفترض أن نفكر ونتصرف بطريقة تبقي باب الإحتمالات والممكنات السياسية والإقتصادية مفتوحاً كي لا يصير مصيرنا كما حصل بالهنود الحمر أو كي لا نعيد إنتاج فشلنا من جديد ونصدر حكماً إعدامياً سياسياً على الشعب .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضميرك يا غولدستون
- رؤوس حان إقتلاعها
- من شابه أباه ما ظلم


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - دولة في البحر