|
عميد المجانين العرب
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 12:06
المحور:
كتابات ساخرة
عميد المجانين العرب كتب مروان صباح / مما لا شك فيه ، مصطلح يستخدم من حين إلى أخر مِن منّ يكتب بلغة الضاد حيث يجزم الكاتب أنه ما أراد قوله لا يمكن الشك به ، لكن في الحالة الليبية عندما ظن البعض أن الحرب الدائرة بين الثوار ونظام القذافي بأنها حرب أهلية أو ستتحول في المستقبل القريب إلى حرب أهلية بين الغرب والشرق أو قبائله ، فهنا أسمحوا لي أن أقول قولي وأنا واثق أن الشك هنا جائز وأن ما يقال من حرب أهلية ما هو إلا قميص عثمان يراد به إشعال فتنة بالأصل غير متوفرة أدواتها في ليبيا . لأن ثمة إجماع عند الشعب الليبي لا يقتصر على الداخل بل يمتد إلى العواصم الغربية التى يقطن فيها الليبيون الذين لم تتسع أرض الجماهيرية العظمى لِما يحملونه من فكر وحرية رأي ، فعندما إندلعت الثورة إلتف الشعب بغربه وشرقه حول علم الإستقلال وأصبح العلم الأخضر منبوذاً من الأغلبية الساحقة وأعطى إنطباعاً ليس عند الليبين فقط بل تجاوزه إلى المشاهد في الوطن العربي والعالم الغربي بأنه رمز الدموية ، حينما تُراجع خارطة ليبيا تجد بأن معظم المدن التى خاضت معارك ضارية ضد ما تبقى من كتائب القذافي تقع في المناطق الغربية مثل الزاوية ومصراته وهذا يسقط إدعاء من يجهز الفهم العام لتقسيم البلاد أو إدخاله في حالة العراق . بين المُشَاهَد والمرّوي من عنفوان لنظام إستباح المدن بطريقة دراكولية متعطشة للدماء وبين محاولاته الإستجدائية التى تصدر من العزيزية إلى صاحب البيت الأبيض تستطيع أن تتعّرف على شخصاً حكم شعباً مدار أربعون عاماً بتناقضاته المتفاوته المختزلة بين المسخرة والسخرية في حين يظهر للعالم بنظراته إلى الأعلى ( ككشاش الحمام ) وأنه رجل الثورات العالمية ضد الإمبريالية في وقت لا يتوانا من الإنبطاح الكامل للقوى العظمى وعلى رأسها وكيل الغرب في المنطقة إسرائيل . نعتقد أن العقيد وكتائبه قد أستنفذوا جميع أشكال المواجهة الشرعية والغير شرعية والأخلاقية ولا أخلاقية وقد أدخل البلاد والعباد في أزمات بالغة التعقيد لدكه جميع المدن التى يقطنها العزل بما لديه من أسلحة جو ومدافع أرض ، كما أننا نحمد لله بأن كوسا وزير خارجيته وصندوقه الأسود المنشق عنه اليوم والذي عرفه معرفة جيدة في الماضي قد قام بصفقة العمر وإنتشل من بين يديه السلاح النووي والكيماوي بحيث تم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، فلو كان بحوزته لِما فكر لحظة بعدم إستخدامه ضد الشعب الليبي كي يعرف مدى فاعليته . مع أنه يلاحظ بعض الإمتعاظ لدى الثوار والحالة التى تسود المجلس الإنتقالي من إنتقادات للحلف الناتو بتقاعس في تقديم الدعم ، إلا أن هذا الإستقواء الذي يحاول إظهاره العقيد القذافي واولاده يدل على هشاشة حكمه وأنه يلتقط أنفاسه الأخيرة . ما مِنّ عودة إلى قيامة نظام حَكم بالقمع والفساد وسيطرة العائلة والأقلية على مقدرات الأكثرية وحياتها ، وخصوصاً من إختار نهج تكميم الأفواه وكسر الأقلام وتشديد الرقابة على الرأي والفكر وإغلاق الأجواء في وجه المحطات الفضائية وقتل من ينقل الحقيقة المجردة . هؤلاء المجانين كانوا إلى ما قبل الثورات لم يؤخذوا على جنونهم ويُحاسبون على أفعالهم ولكن هذه المرة لا مفر من محاسبة مجنون ليبيا . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيكتوريو اريغوني
-
إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
-
دولة في البحر
-
ضميرك يا غولدستون
-
رؤوس حان إقتلاعها
-
من شابه أباه ما ظلم
المزيد.....
-
-أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
-
-الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما
...
-
محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم
...
-
شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
-
موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون
...
-
إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم
...
-
إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم
...
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
المزيد.....
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
المزيد.....
|