أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عصيّ على الخداع














المزيد.....

عصيّ على الخداع


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن يحدث مكروه لأحد من العباد كأنه يصاب بفقدان قريب أو صديق حتى تظهر تلك السوداويات والأنفس المريضة المستعصية على العلاج لأنها من النوع التى لا تعرف الحب بل تراكمت على قلوبها وعقولها من الكراهية ما تراكم فأصبحت صعب الوصاف ، مما سهل للأصابع أن تنفض الغبار عن جميع الأماكن بإستثناء تلك التى لا تنفضها إلا التربويات .
شكوى في محلها تماماً ، لا بد من ثقافة تُأسس إلى مرحلة التغيير يلامس أصغر مواطن قبل كبيره والذي يجتث تلك السيكولوجيات التى باتت عبء على من يزال يحافظ على براءته الفطرية من التلوثات الوبائية التى تنبثق مِنّ بات شغله الشاغل تحطيم المعنويات ووظيفته نشر القلاقل وتوتير الجهازالعصبي قدر الإمكان بحيث ما أن يظفر بالمرء نتيجة الصدفة بعينين مُحّمرتين منتفختين حتى يبدأ بتساؤلاته الصفراء عن وجهه الشاحب ، وهل أصابك ذاك المرض اللعين بينما القصة لا تتجاوز كونه وداع عزاء وبواقي حزن يتعافى منه الوجه ، لكن المسألة لم تقف إلى هذا الحد بل تطورت لحد إذا رأك خارج من النادي الرياضي ممتلىء بالعضلات نتيجة إلتزام وجهد في البناء ، ما قال لك يا رجل كم أنت زائد الوزن يبدو قد أُصبت بالغدة الدرقية وإحتلت الشيخوخة وجهك ، ناصحاً بشكل غير مباشر الإبتعاد عن الرياضة والنوادي .
لا بد للصمت أن يسود مع من يكره نفسه أخذين بعبر أسلافنا الإنسانين لما قاله الشاعر الداغستاني حمزاتوف عندما قال شأني كشأن جميع الأطفال فقد تعلمتوا الكلام في سن الثالثة أم الصمت بعد الستين ونلتزم ايضاً مع من قال ما ناقشته جاهلاً إلا غلبني وعالماً إلا غلبته ، لهذا نتلقى جميع الكلمات والجمل الصادرة من من يكره حتى أحفاده بإبتسامة مصحوبةً بغلاف مصفح لا تخترق كلماتهم عقولنا وقلوبنا ، لكن نبحث في ذات الوقت عن علاج لمن لا يستطيع النوم دون أن ينغص على الأخرين كي يرتاح وتهدأ قريرته ، بينما قمة سعادته حين يعلم أو يراك عن بعد أصابك مكروه يا الله كم يزداد إرتفاع ذاك السائل الذي ينظم جهاز السعادة ويبدأ يراقب بحذر كالدب بعين واحدة لا تغفو ويحسب الأيام المتبقية ، هؤلاء يتحركوا بيننا ولكن اخر النهار يلجأون إلى جحورهم حيث يبيتون بها كالأفاعي التى تلتهم كل شيىء جميل في هذه الدنيا وهي لا تدرك حجم السم التى تلدغ به .
من السذاجة أن توصف لهؤلاء دواء من الصيدلية بحيث المرض ليس بعضوي بل نفسي ويحتاج إلى إعادة تأهيل حضاري ومدني وتربويات تحررهم من نزعة الإحتكار المتوحشة ومن عبادة الذات إعتبارها محور الوجود ، ليست بحبة دواء سحرية تتغيّر الأمور بل هي ثقافة تتأسس وتتراكم من خلال محاولات إنسانية باسلة لضبط الغرائز والتسامي على نمطية الحيوانات وقوانينها التى تحكم بها الغابة .
حالات مرضية تهزنا من أعماقنا وتدفعنا إلى مراجعة من وضع الحجر الأساس لهذه السلوكيات التى باتت نمطاً سائداً في المجتمعات وتدفعنا لمواجهتها كي نؤكد لهم بأن المرسل إليه ليس سمكة بإنتظار أول شبكة تُلّقى عليه ، بحيث ليس سهل لطاعن في القراءة والكتابة التى إنعكست عليه بالمعرفة والمجتهد بالرياضة إيماناً بأن العقل السليم في الجسم السليم عصيّ على الخداع لكلمات اُريدت ان تخترق الجلد ، وله ذاكرة يقظة تجعله بسهولة ضبط هؤلاء المتلبسين بتناقضاتهم التى يحاولون جاهدين بها إحداث حلقة كي يتسللوا من خلالها للحصن المنيع .
في اللحظات الأكثر قصاوةً تُعرف معادن الرجال وتجرب مدى مصداقيتهم ومدى صفاء معادنهم .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم
- المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
- التحرر الفطري
- لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
- سيكالوجيات نادرة
- خطاب أقل حدةً
- عميد المجانين العرب
- فيكتوريو اريغوني
- إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
- دولة في البحر
- ضميرك يا غولدستون
- رؤوس حان إقتلاعها
- من شابه أباه ما ظلم


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عصيّ على الخداع