|
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ كتب مروان صباح / نجد علينا قول ما ينبغي أن يُعّرَف وأن نبرىء ضمائرنا من جريمة الصمت للأخطار الكبيرة التى تحيط بعْيشنا ضمن واقع نموته أكثر مما نحياه ، لأن علمتنا ثقافتنا منذ بدأنا نلثغ بالأبجدية في الحياة أن الحياة وقفة عز وأنه لا خير بالمرء أن لم يقل الحقيقة المبنيةُ على النصيحة ولا خير لمن يسمعها ولا يأخذ بها ، بل أننا تجاوزنا في هذا العمر للصعاب ، مما يجعل خيارنا ينصب في الوقوف مع الحق لنحمي المجتمع الذي نحن نعيشه . يستوقفك أشخاص لا يكفون عن الثرثرة طوال السنه ويكادوا أن يفتحوا في رأس جالسهم طاقة من كثرة الزن من تناول القيم الإنسانية وحقوق الآخر و الرفض الكامل للإنتهاكات المدنية والمطالبة بالمساواة بل يذهبون في ثرثرتهم ليصبحوا في تلك الدرجة من الوعاظ وتصبح بحارهم لا نهاية لها يتوهم المتلقي بأنه في آمان فيعوم على أوهام الغدر المقصود ويصطدم بخناجر مدسوسة بسم الأفاعي التى لا ترحم . كيف لا ونحن في زمن تتبدل كل المفاهيم لتصبح مشقلبة بحيث لم يعد الفارق كبير بين من يتذوق للماء العذب ومن يتوسل لشرب عرق أصابع القدم ، فعندها لا نتفاجأ إذ تغيرت المجتمعات التى تَسّكن الأوطان وعومت الأفكار الدنيئة لتصبح الحقائق مغيبة والحياة ذات الأنماط المتكسرة على شواطىء التماسيح بألوان سوداوية . قد تكون قراءتنا لبعض القصص التى يفترض أن تؤدي بإنتشال الإنسان وإثقاله بزخم التجارب المنقولة ليست كافية في إدراك الإشياء فشعورنا بالألم لِما حدث بين قابيل وهابيل ولِما يمتد حتى الأن بين الأخوة البشر يحتاج إلى قراءة ثانية غير التى قرأناها في الماضي ويبدو أنها كانت غير عملية لأنها أُخرجت بطريقة بعيدة عن المعرفة ، قريبة إلى نقل المعلومة أو بسبب الجهل فالإنسان بطبيعته الفطرية لديه خصلة الخجل ، والخجل بحسب التعريفات إمتياز بشري فعندما يسقط هذا الإمتياز من الفرد يتحول جلده بشكل أوتوماتيكي من جلد إنساني إلى جلد حيواني ويكون لذلك أسباب عدة وأهمها بأنه أصبحت غرائزه تتحكم في سلوكه وليس العقل . هؤلاء المتلونيّن المتنكرين بأقنعة البشر ما إن يروا الورقة الخضراء تلوح بالأفق حتى يسيّل لعابهم ويذوبون ركضاً وراءها ، فيحرقون الأخضر واليابس لِمن يأتي في طريقهم بل يتحولوا إلى فيله وبحالة هيجان دائم فيهدموا ويدمروا كأنهم تقمصوا أحد أرواح الشريرة لبعض الوقت لينالوا ما ترغب غريزتهم . نضطر أحياناً أن نكون قاسيين مع من لا يرحم وخصوصاً في زمن تعالى الوحل حتى أصبح يلامس رقابنا ليصبح الجاهل هو الأعلم والحاقد الحاسد هو الطيب الكريم ، فأُدرك بحدسي الناجم عن خبرة طويلة بلورتها تجارب عديدة لهؤلاء المتلونيّن أن النوازع التى تثار لديهم ليست نابعة من التنافس أو الغّيرةُ المشروعة المتحضرة بل تصرفاتهم ناتجة من الحقد والحسد وأكل الذات الذي يؤدي بصاحبه أن يصاب بعمى البصر والبصيرة ليصبح مترنحاً ومتخبطاً في جميع الإتجاهات بعد أن فقد بوصلته تماماً . لا ننخدع بالكلاب حتى لو سمنت من خلال أجندات ولا دموع الأعداء التجارية التى تستحضر في العطوات محددة المدة والتى تصر المضي قدماً بالتعري وتعتقد أنها توهم الأخرين بأنها تمشي بالثياب الكاملة ، فثمة صمت مريب يخنق ذاك الحلق الطاهر ، لا يحتاج إلى مجادلات لإخراج ما لديه بل يحتاج لحظة حاسمة . تباعاً لما قلناه وقياساً لمنسوب السطحية التى نعشها في عصر بات مفضوحاً أكثر مما ممكن أن نتوقع وخالياً لكثير من الأخلاقيات والقيم والذي يعكس ثقافة باتت معممة في ثنايا المشهد ووراءه ، تكتشف بأن الجراحة التجميلية وصلت موصلها وإنعكست آثارها على كل شيىء فلم يسلم منها إلا من رحمه ربه . في هذه المجتمعات المصابا بوباء الدراكولي والتى ضربتها الفوضويات شارفت على الإنتهاء لتتحول نهجاً معكوساً فبعدها لا مانع لدينا إذا إستأذن الأسد من الغابة لأنه لم يعد يعرف كيف يرضي الكلب والقرد والنذل الثالث . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية لتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما حدا أحسن من حدا
-
تساوا في الجنون
-
اوباما وخطابه المتكسر
-
نكبتنا ولبكتهم
-
المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
-
التحرر الفطري
-
لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
-
سيكالوجيات نادرة
-
خطاب أقل حدةً
-
عميد المجانين العرب
-
فيكتوريو اريغوني
-
إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
-
دولة في البحر
-
ضميرك يا غولدستون
-
رؤوس حان إقتلاعها
-
من شابه أباه ما ظلم
المزيد.....
-
كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة
...
-
الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر
...
-
ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع
...
-
مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
-
تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
-
موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
-
الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
-
7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
-
الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
-
سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|