أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعيد رمضان على - الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟














المزيد.....

الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 21:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما نفكر في الإعلام، فنحن نفكر في الحرية والديمقراطية , ليست الحياة عند الإعلاميين الحقيقيين - وهم قلة - مجرد منصب ودعة , بل هي حرب مستمرة مكانهم فيها الخطوط الأمامية , انهم يكشفون الزيف والفساد ويقدمون الحقائق, هم دائما رواد يجوبون الظلام لاستخراج تلك المادة الحية التي تشكل قوة الحق والعــدل , لذا فهم بحكم عملهم , مشكوك فـيهم , مكبوتين ومقهورين أحيانا , يتم سجنهــم أو اغتيالهم في أحـيان أخرى , هناك اختلاف بين إعلاميين وإعلاميين .. تماما كالاختلاف بين الفعل الذي ينبع من الضمير ويسطر التاريخ، وبين الجمود الذي يستسلم إلى الموت وينتهي إلى العدم .
وأعود وأؤكد مرة أخرى أن الإعلاميين الحقيقيين قله، والباقي يتحركون باتجاه مصالح بمسايرتهم التوجهات الرسمية، سواء للنظام القائم، أو لمالكي القنوات الفضائية، وذلك من اجل إثبات أفكار وترسيخها في عقل المواطن.. وعندما ننظر للتليفزيون المصري بشكل عام ، سنجد انه كان يعبر عن التوجهات الرسمية لنظام بائد قبل و إثناء الثورة ، وبعد سقوط النظام انقلب ليكون ضده .. ندرة فقط من الإعلاميين بالتليفزيون ، وقفوا بجانب الثورة من بدايتها .. أما الاعتذارات من جانب هؤلاء الذين دعموا النظام البائد، فهي لا تثبت دعم الحق والبحث عن العدل، بقدر ما تثبت البحث عن مكانة ومصلحة في عهد ما بعد الثورة، وهو ما يترك تأثيره على البرامج المحلية التي يقدمونها .. فكثير منها تنتج التأثير السلبي على مواطنيها، لأنها تستهدف إلهاء الجمهور، ببرامج إعلامية خالية من أي أفكار أو مضامين تساهم في ارتقاء الوعي وتثقيفه.. حتى تلك التي تبدو كبرامج جادة، تظهر خالية من أي حياة.. ويقودنا ذلك لبعض الأسئلة:
هل يمكن لإعلاميين ظلوا طوال عقود، يساندون الفساد ، أن يتكلموا عن مقاومة الفساد ؟
وهل يمكن لإعلاميين ظلوا طول عقود ، يساندون النظام الديكتاتوري، أن يتكلموا عن الديمقراطية ؟
أيملك هؤلاء وهؤلاء أي قدرة على إحساس حقيقي بالحرية والعدالة ؟
أن الإجابة عن الأسئلة ستقود بالضرورة لطرح قضية الإعلام ، الهدف النهائي من الطرح تشكيل قوة ضمير حول قضايا الديمقراطية والحرية ،, وبمعنى أخر السعي ليكون هناك تأثيرا إعلاميا متبادلا بين الأعلام والرأي العام أساسه إيجابية التعامل , أن الرأي العام من خلال إعلام صادق وهادف للقضايا المصيرية، سوف يشكل موجات ضغط متتالية، يجعل الآخرين - من بيدهم مقاليد الأمور - يلمسون وجود تلك القضايا، بقيام الإعلام بوضعها دائما في الصورة بشجاعة أخلاقية، وليس التمويه عليها، كما حدث طول عقود .. ولن يتم ذلك من خلال إعلاميين دعموا النظام البائد وساهموا في التزييف، بل من إعلاميين حقيقيين يملكون قوة الضمير الذي يرفع الإنسان لأفاق العظمة.. أننا بذلك سنحقق مكاسب شتى.. فمكاسب قوة الضمير, غير مكاسب المساومة والزيف.. لأن الزيف تدعمه الحكومات والنظم القائمة, أما قوة الضمير فيدعمه الشعب، وهو ما يسمح للمواطن بأن يكون طرف فاعل في مجتمعه، وهو ما يعنى تجاوز الشكل المتكلف والكاذب والمترفع في المعاملة، والذي يتمثل دائما في أن المواطن العادي من طبقة أدنى ولا يستحق الاهتمام، أو الاستماع إلى رأيه .
هناك تأثير لذلك أوسع نطاقا : فهو لن يجعل المواطن يدفع فاتورة تقصير المجتمع نحوه ، ولن يجعل المواطن يدفع ضريبة الاستغلال ولا ضريبة الفساد.. ولا ضريبة الخداع .
ثم ان الإعلاميين الذين يملكون قوة الضمير ، يتعاملون بشكل شفاف مع القضايا حيث تعمل الشفافية بين الأعلام والرأي العام في أعاده عملية الصياغة للمجتمع ، وعملية الصياغة عملية مستمرة مرتبطة بالضرورة بتطور المجتمعات .
ولأسفي فأن قوة الضمير والشفافية، لا يمكنهما الظهور إلا في أعلام حر .. رغم وجودهما في أي مكان حتى في تلك المجتمعات الأكثر ظلاما ..
فهل يمكن أن يقوم إعلام حر حقا في مصر ؟
لا أظن .. إنها سلبية ومخاطرة أيضا .. يمكن التخفيف منها ولكن لايمكن تجنبها .. فنحن نعرف سلبيات الأعلام العادي من خلال وجوده وليس من خلال نفيه .. وأنا لا احصر هنا المشكلة في الحكومات فقط, لأن أعداء حرية الإعلام، والحرية بشكل عام موجودين في الإعلام ذاته، و أماكن أخرى بالمجتمع , أماكن المفترض فيها دعم الحرية وليس قمعها , وأشير هنا على سبيل المثال لا الحصر , لبعض التجمعات الأدبية والثقافية , بعض الأفراد فيها يشار إليهم كمثقفين , حاولوا أكثر من مرة ومازالوا، قمع حرية الطرح والتعبير لأعمال صادرة من مثقفين آخرين .. وحتى بين بعض فئات الشعب والقوى السياسية، فأن المعترضين يتم اتهامهم بالخيانة، وليس اعتبارهم أصحاب رأى حر .. وعندما قامت ثورة الغضب الثانية في مصر .. قام أشخاص بتخوين افرادها .. كما تم تخوين المعترضين عليها أيضا.. ومن الغريب ان الجميع يدعون لمجتمع ديمقراطي حر .. !!
وعودة للإعلام فسيقع اغلب العبء على الأشخاص العاملين فعلا في مجال الأعلام , وتفسير ذلك يعود للضمير, والذي يملك الضمير يقاسى العذاب,لأن العدالة تحكمه, ومقابل عذابه لتحقيق العدل والحرية في مجتمعنا الإنساني المحترم، سيخسر مركزه وقد يخسر حياته أيضا , فعالمنا لا يسمح لأي مجال لقوه الضمير بالسيطرة على وسائل الأعلام بل قوة المصالح.





#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب الثورة، وحركة التغيير
- مدافن النساء
- منال الشريف، وسياسة التزييف
- الثورة، وأبعاد المواجهة
- مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف
- المجلس الرئاسي، حل ديكتاتوري لمشكلة الديمقراطية
- أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
- أرنب سحرته أفعى ..!!
- هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
- الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعيد رمضان على - الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟