أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - المحرقة.. المحرقة














المزيد.....

المحرقة.. المحرقة


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل نخاف على مصر من مائة أو مائتين شخص أو حتى ألف ؟
وهل نخاف على الإسلام من ألف أو حتى عشرة ألاف متطرف ؟؟
باسم الخوف على مصر يرفع الناس أصواتهم :
" مصر في خطر " الفتنة .. الفتنة "
وباسم الخوف على الإسلام يصيح البعض :
" الإسلام في خطر " الضلال .. الضلال "
ويصيح البعض مع الصائحين .. ويصرخ البعض مؤيدا .. ويمزق ملابسه في الشوارع، على طريقة الندابات المأجورة ، ويلوح آخرون بالتهديد بانفعال ، وهم يهيلون التراب فوق رؤوسهم .. ويستيقظ الناس مروعين، على صوت النواح والعويل .. وطبول الحرب !!
وقبل الثورة كان بعض نواب مجلس الشعب، يصرخون بأن الإسلام ضاع في مصر، لأن مجلة مصرية، نشرت قصيدة لشاعر فيها أبيات عن العرى .. كما طالب البعض بإحراق ألف ليلة في ميدان عام ..
وقد لخبطوا مصر مع الإسلام والإسلام مع مصر .. كأنهما شيء واحد، وها أنا وأنا أصيغ هذا المقال، أتأثر بهذه أللخبطة .. فأكتب عن الإسلام .. وأكتب عن مصر في مقال واحد.
والأمر الغريب في المسألة..أن مصر عندما تعرضت لأخطار حقيقية عبر الغزو والاحتلال من قديم الزمان .. واجه الناس جبروت المحتل وقدموا التضحيات من كل بلد ، بدون صياح وتهريج .. وقد بقيت مصر .
أما الإسلام .. فقد واجه مبكرا بفتنة اليهود وبعدها الحملات الصليبية، وفتن الغرب، المرة تلو المرة، وتخاريف بعض المسلمين وفتاوى التكفير، وإرهاب المتطرفين، ولم يهتز ... بل وقف شامخا أمام كل خصومه .. وازداد اتساعا وانتشارا ..
وفى عهد حسنى مبارك ، أرسل بعض المثقفين – وأؤكد على كلمة مثقفين – أرسل هؤلاء رسائل للرئيس السابق، ضد سلسلة " المواجهة " التي نشرت إعمال طه حسين ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوي .. لأن هؤلاء الرواد في رأيهم كفرة وبرابرة .
ومنذ ساعات صدرت صحف- مثقفة – وأؤكد مرة أخرى على كلمة مثقفة مع أن المفترض أن الصحف مثقفة بطبيعة أحوالها و الذين يكتبون فيها – صدرت تلك الصحف وعلى صفحاتها صراخ عجيب :" الفتنة .. الفتنة " ..!!
كما صدرت صحف أخرى تحذر بأن مصر على أعتاب حرب أهلية .. !!!
فوقف شعر رأسي ، أمام النذير المشئوم ، ورأيت الدنيا تنهار، وبحثت هنا وهناك وأنا مرعوب فلم أجد شيئا.. !!
كل ما وجدته، قصة حب تطورت لشغب بين أفراد في المجتمع المصري الواحد ،انتهت بعمليات قتل .. فأين الفتنة ؟ وأين الحرب الأهلية ؟
مثل هذه القصة تتكرر في التاريخ .. كتب مثلها شكسبير في مسرحية " روميو وجوليت " بين عائلتين من الشعب يؤمنون بنفس الديانة، كما أخرجت السينما المصرية " فيلم حسن ونعيمة " وتدور أحداثه بين عائلات مصرية مسلمة .
وفى الصعيد .. كما في الصحراء الغربية وصحراء سيناء، تدور مثل هذه المشاكل بين القبائل والعائلات ، كل فترة تقريبا ، ولا يصيح أحدا "الفتنة .. الفتنة .. أو الإسلام في خطر .. أو الحرب الأهلية بين المسلمين والمسيحيين .. كأن المسلمين لم يتزوجوا مسيحيات من قبل، وبمباركة من أسرهم.
ومن المؤسف أن الفتاوى التي تظهر وتطالب بالتكفير .. والصيحات التي تحذر من خطر الفتنة الطائفية والحرب الأهلية .. ومصادرة الكتب .. وغير ذلك .. كلها لا تصدر من البسطاء من الناس الذين يعيشون في بر مصر ، ويشكلون الأغلبية فيها ..!
بل تصدر الفتاوى، والصراخ، والمطالبة بقطع الرقاب من مثقفين .. يحملون رسائل دكتوراه وشهادات أزهرية .. وأساتذة جامعات .. ونواب مجلس شعب .. بحجة الخوف على أمن مصر .. والخوف على الإسلام .. أما بسطاء الناس فهم لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجرى .. لأنهم مشغولين بأكل العيش من الصباح حتى المساء.. حتى المجلات والكتب عندهم أصبحت ترفا غير قادرين عليه .
ولأن أصحاب الفتاوى مثقفين ، وخبراء في معرفة ما في الضمائر والنفوس .. بأفضل مما يعرفه الخلفاء الراشدين .. فلنا أن نصدق، من هؤلاء الأجلاء المثقفين، أن أي شاعر يتكلم عن العرى في قصيدة، هو عميل صهيوني، يستحق الشنق في ميدان عام بلا محاكمة .. !ّ! كما لنا أن نصدق ان قصة حب عندما تؤدى إلى قتل، هي مؤامرة غربية، طبختها المخابرات الأمريكية وجندت لها أصابع مصرية تستحق الدفع إلى المحرقة، لأنها أشعلت فتيل الفتنة الطائفية بقصد إحراق مصر الثورة .
ومن الغريب أن القصيدة التي تتحدث عن العرى .. تتحدث عن حب .. كما أن الأحداث الأخيرة في إمبابة بمصر سببها قصة حب. وألف ليلة وليلة المتهمة بالإفساد، مبنية بأكملها على قصص الحب، فالحب رابط بين الجميع، مع اختلاف الأطراف، لكن الحب هو الظاهر من المسألة والمخفي بين الثنايا هو الحق في الحرية، والحق في الاختلاف، ومقاومة القمع الواقع على الإنسان، أمام شروط وقواعد فرضت عليه ولم يضعها بنفسه .
وقد رد الأبطال الأجلاء على الحب، والحق في الحرية والاختلاف بإشراع أسلحة الحرب، كاشفين عن رغبة وحشية في إسالة الدماء والتدمير .
أيحق لنا أن نسأل الآن : من يشعل المحرقة ؟



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - المحرقة.. المحرقة