أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟














المزيد.....

بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا استطيع أن امنع نفسي وأنا أفكر في مقتل بن لادن .. كيف أثار فكرنا .. وأقلق مضجع دول .. وحير الكثير ..!!
فهل بن لادن ظاهرة فعلا ..!؟
أن النضال الثوري، والدموي ، لم يفرض نفسه على بن لادن ، إلا لأنه كان يعيش في زمن ، كل إنجاز فيه يتم الحصول عليه بالعنف ضد العنف ..
ولم يكن السلام ، ولا الأخلاق، ولا الضمير، يمكنهم لعب دور لبلورة عالم، يستحق العيش فيه، إلا بشكل محدود جدا وغير ملحوظ ..
بن لادن ليس ظاهرة بل نتيجة حتمية فرضتها الأوضاع .. أن العالم ممزق بالصراعات .. وهناك هيمنه وفرض إرادات ، وقوة تقود العالم إلى مجازر ..
تجربة بن لادن كشفت لنا عن نقص وخلل .. ونستطيع أن نقول أن " مبدأ الحرية ومبدأ العدالة غير مطبقان في العالم الذي كان يحاربه..
وبفضل قدرته، على التقاط التطور التناقضى، لمبادىء العدالة والحرية، نستطيع أن نرى
- تبعا لتصورنا - أن بن لادن، أكثر من غيره ، قام بما يستطيع، لمحاربة الانزلاق التاريخي في عدم العدالة وتقويض الحرية ، اللتان تناولتهما القوى المهيمنة، باعتبارها حقوقا وهمية ، رغم أن دساتيرها تؤكد على غير ذلك .. وهو انزلاق أدى إلى فوضى .
أن القوى المهيمنة على العالم ، تلك القوى التي يتغنى بمحاسنها ليل نهار -حتى من جانب القوى الأخرى المنبهرة بها - قد أفرزت اختلال وكوارث ..
نحن هنا لا نتحدث عن أمريكا وحدها ولا إسرائيل .. فهناك دول في أوربا أيضا، والسوق العالمية المحررة من القيود ، والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ، وتنقل رؤوس الأموال بعد إلغاء الحواجز .
لقد تراكمت المشاكل الاجتماعية، وازدادت حروب الشوارع، مع زيادة أنماط العنف ..
وعم الظلم، وازدادت دول ثراء فوق ثراء ، بينما دول أخرى تحولت لفقر أدى لمجاعات وكوارث إنسانية ، بينما تفاقم الطغيان على بعض الشعوب المطالبة بحريتها ، وواجهت قوى قمع وسجون ومعتقلات واغتصاب وتشريد ومنافي .
في هذا العالم الغريب والغير أخلاقي، المدمر لقيم إنسانية، نشأ بين لادن، واستوعب انجازات عصره الوحشية .
وهكذا – وحسب تصورنا أيضا – كان الصراع العنيف الذي قام به بن لادن ضد عنف لايمكن التحكم فيه إلا بأسلوب عنيف .. وكان المقابل هو الوقوف بلا جدوى لتجنب عداء واقع لا محالة .
وبينما كان أبطال التدمير ، وأساطير الوحشية مثل مناحم بيجن وشارون نتنياهو ، يكافئون ويقابلون باحترام في دول العالم ..!!
كان بن لادن، هاربا، ومطالبا برأسه لسنوات، من الدول التي تفتخر بديمقراطيتها، وحريتها، وتاريخها الأسود في استعباد الشعوب، تاريخا مغطى بالدم والموت والنهب .
أن بن لادن ، أنتج بحياته وموته ، سحابة رهيبة مازالت تخيم فوق المشهد، وكان بالفعل
وحتى لحظة موته، نتاج لأزمة وليس بؤرتها .. لقد طرح تقريبا - وبشكل أدى لإعجاب كثيرون به- كل ملامح الموقف مع كل ملامح الفشل. تاركا إحساس غريب باندحار الإنسانية أمام جبروت التدمير ..
لقد استطاع بن لادن أن يثير قضية بارتباط جوهري، يضع أمامه وجوده كاملا .. ومات مواجها العدم..
أما السؤال : ماذا بعد ؟ فأن الإجابة عليه تكمن في السؤال الأتي :
كيف، تكون صلتنا اليوم ببن لادن، بعد انتهاء تجربته بموته وليس بفشله ، لأنه حتى الآن لم يثبت أنه فشل ..رغم رفض كثيرون لأسلوبه ؟؟
أن البحث عن الإجابة، تستدعى البحث والتحليل في نفوسنا، وضمائرنا، وسط تناقضات عصرنا والعنف اللامبرر .. والفوضى والوحشية التي بدأت تلتهم الصروح الشامخة، ونور العبقرية، والمنجزات الإنسانية، في الأخلاق والضمير والفن والأدب..!!



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- ماكرون سيزور مصر الاثنين والإليزيه يكشف تفاصيل
- كيف تبدو العلاقات الألمانية الفرنسية في ظل الأزمة الحكومية؟ ...
- عبد اللطيف اللعبي: -بدون ثورة في التعليم لا يمكن أن نبني ديم ...
- مظاهرات بأوروبا تطالب بمحاسبة إسرائيل ووقف تسليحها
- تعزيز العلامة التجارية.. لماذا تحتاج الصحافة إلى أكثر من مجر ...
- حليف ترامب لاري إليسون ونجله يخططان لبناء إمبراطورية إعلامية ...
- هل تكشف التحاليل تورط مشاهير أتراك في المخدرات؟
- قتيلان بأعنف غارات إسرائيلية على جنوب لبنان منذ أشهر
- مصر: تصريح جديد للسيسي حول نشر قوات دولية في غزة
- قائد القيادة المركزية الأميركية يزور غزة لبحث سبل إرساء الاس ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟