أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - أنا أحارب، إذن أنا موجود














المزيد.....

أنا أحارب، إذن أنا موجود


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هكذا لخص مناحم بيجن فلسفة الصهيونية من البدء حتى الانتهاء .. "أنا أحارب، إذن أنا موجود"
وكالنار فعلى الصهيونية البحث عما تلتهمه حتى لا تكف عن الوجود .
والنار بلا فكر .. وبلا مشاعر .
والصهيونية التي تؤكد وجودها من خلال التدمير لا تعرف مشاعر كالحب، حتى الكراهية ليست في قاموسها .. فالقتل من أجل أهداف هو فلسفة تميل لإنكار الشعور البشرى .
وقد قال بيجن بما هو أسوأ :
"من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال لم يعرفه العالم مطلقاً طوال السنوات الماضية، وهو اليهودي المحارب".
وهكذا يجد اليهودي عظمته ، ويثبت وجوده من خلال إحراق البشر ..
وترى الصهيونية، أن الصراع مع الأعداء في فلسطين، صراع وجود، فهو صراع مصيري لا يمكن إنهاؤه إلا بزوال سببه، ولا نتوهم أن سببه هم الفلسطينيين فاغتصاب أرضهم وطردهم وتهجيرهم .. لا يعنى زوال السبب .. بل بداية تمهيد للمشروع الرامي للسيطرة على مقدرات الدول التي تتماس معها مباشرة وفيما بعدها .
وكانت سيناء أولا هي قاعدة المشروع ، لكن القوى الوطنية أفشلته ، فتحركت القاعدة لفلسطين ، ومع نكسة 67 اتسعت قاعدة المشروع الصهيوني من الجولان حتى قناة السويس وامتدت مخاطرة لتشمل كل دول الجوار وما بعدها ..
لكن القوى الوطنية في سيناء ، أفشلت مشروع عزلها عن مصر .. فتراجعت القاعدة لتتركز في فلسطين بعد حرب 73 وتصبح ولأمد طويل ، ساحة المواجهة الرئيسية بين الصهيونية وبين الفلسطينيين والدول العربية..وقد انسحبت الدول العربية من المواجهة بدءا بمصر.. وتركت الفلسطينيين في الساحة وحدهم .. بلا جيش ولا موارد ولا ظهر ولا دولة .. وقد وجد قاده الدول العربية، انه يمكن الكف عن أذية ضميرهم، بالحرب من فوق المنابر.. لكنهم إذا كانوا خلصوا أنفسهم من مشكلة الضمير، فقد وقعوا في مشكلة أكبر مع شعوبهم.
أما المشروع الصهيوني ، فقد ظل يعمل من خلال الاقتصاد ، للدمج في نسيج المحيط العربي
وقدمت الدول العربية ، الدعم للصهاينة، من خلال التطبيع والاتفاقيات الاقتصادية ومن خلال تسويق مشاريع صهيونية في دولها، كما قدمت مصر الدعم من خلال تصدير الغاز والأسمنت.
وقد دعمت إسرائيل قوة القمع في الدول العربية ، على اعتبار أن القمع والنظم الديكتاتورية تمنع أي مشروع نهضوى قد يشكل خطرا ضدها ..
ومن هنا يمكن فهم مقولات بيجن : "أنا أحارب، إذن أنا موجود"
فالعمل العسكري يشكل الوسيلة الإستراتيجية لدى الصهيونية من أجل مواجهة أي مشروع نهضوى، وتغييب شامل للتحرير.
والعمل العسكري في بعده الاستراتيجي يشكل الوسيلة الأساسية لبقاء الدولة الصهيونية وأداة ردع قوية للأعداء .
أما " اليهودي المحارب " الذي خرج من الدم والنار والدموع والرماد، ويعيش حياته متوحشا مجردا من الأخلاق.. فليس موجها للمسلمين كمسلمين وأصحاب دين ، وليس موجها للإرهاب من اجل السلام كما تزعم إسرائيل، بل موجها أساسا للسيطرة على مقدرات الشعوب ، وإشعال بؤر صراع داخل الدول، بعيدا عن نقاط التماس مع إسرائيل .
ومع ذلك فإن نظرية ""أنا أحارب، إذن أنا موجود" والتي أفرزت اليهودي المحارب ، لاترقى لفلسفة شاملة .. ولم تتشكل في قالب متماسك ، لأن تاريخها كان وما يزال شذرات متناثرة هنا وهناك ، ولم تنجح حتى الآن في أن تصبح تيارا شاملا حتى داخل المجتمع اليهودي نفسه .
أقول تاريخها .. لأنها كانت موجودة من مئات السنين .. ووجدت متخفية في تراث بعض الشعوب .. لكنها لم تتحول بشكل صريح إلى المذهب الوحشي التدميرى الشامل إلا في القرن العشرين على يد الفاشية والنازية والصهيونية .
وإذا كانت الفاشية والنازية واجهت العالم بأزمة حضارية .. فقد فعلت الصهيونية نفس الشيء في العالم العربي .. ولم يكن العالم العربي مستعدا لها .. حتى عندما انغرست الدولة العبرية في قلبه وزعزعت كيانه ، ظل العالم العربي مقفلا على نفسه باب الغد المشرق ..
صحيح أنه كان هناك أجماع بالرفض .. لكنه أجماع كسيح بحث عن حلول جاهزة .
وكان الأمر المثير للقلق أن الحرية التي يمكنها أن تقيم النهضة خنقت في العالم العربي ، وتحول القادة من المواجهة مع إسرائيل إلى المواجهة مع شعوبهم .. فتضاعفت الأزمة الحضارية ..
لكننا الآن في بداية انفراجة .. وبثورات الشعوب العربية ، اخترقنا جدران الحديد بلا وصاية
باحثين عن حريتنا .. لكن هل يثير فينا ذلك الشعور بالراحة أم بالقلق ؟
الواقع أن الحرية ليست وليدة ثورة .. وليست صناعة إيديولوجية أو اختراع مذهب .. أو نتاج تطور حضاري , بل الحرية نتاج ضمير يشرق من القلب .. وإذا أردنا نهضة حقيقية والقضاء على القوة الوحشية للصهيونية .. فعلى الضمير أن يحكمنا .. و نحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى، للبحث في الماضي ، لنعرف كيف حكم الضمير عظماء الزمان .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - أنا أحارب، إذن أنا موجود