أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟














المزيد.....

باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تقدم الغارة العسكرية الأمريكية في باكستان ، والتي انتهت بمقتل بن لادن، شيئاً جديداً بالنسبة لنا عن وجه أمريكا الحقيقي .. لكنها أظهرته أكثر قبحا ..
ونتيجة لهذه الغارة، فقد مات بن لادن- رغم نفى التنظيم موته - لكنه ظهر رغم كل شيء منتصرا بشكل غريب على خصومه، نرى هذا الانتصار في الشجب الواسع لقتله والطريقة التي قتل بها، ثم معاملة جثته برميها في البحر.. فطريقة القتل مهينة .. ورمى الجثة في البحر يناقض الشريعة الإسلامية، كما أنه يثير سؤال : كيف يمكن لأمريكا، التي بحثت وطاردت الرجل سنوات طويلة، أن ترميه في البحر بهذه السرعة وبتلك السهولة ؟
وقد حصلت أمريكا طبعا، على كل الوقت اللازم للتحضيرات لهذه الغارة، لوضع خطة خاصة بعد حصولها على المعلومات لمكان بن لادن .. ثم أعلنت باكستان أنها بريئة، ولم تعرف بالعملية، قد يكون ذلك حقيقيا أو لا يكون .. وكل الاحتمالين وارد.. فحقيقة معرفتها بالعملية، سوف تظهرها كطرف متورط في قتل بن لادن .. وذلك سوف يعرضها لانتقام التنظيم، والأهم من ذلك أنه سيؤكد أن أوضاع باكستان قد انصبّت في مجرى أمريكي .. وفي لب هذه القضية لابد من قرار بالنفي .. فالنفي بالعلم له احتمالات إبعاد الشبهة .
ورغم انه سيثير الشعور بالمهانة أمام المجتمع الدولي ، إلا إنها مهانة قد تكون مصحوبة بعطف وهو ماحدث فعلا .. لكن للأسف فهو عطف لن يستمر طويلا، لأن الغموض يثير الشك .
لكن الذي يثير الغرابة، هو كيف دخلت قوات غريبة أراض باكستانية دون علم باكستان ؟
وكيف أقام بن لادن فيها سنوات يبيع فيها ويشترى دون علمها ؟
ثم إننا – وعلى حد علمنا - لم نلاحظ حتى الآن أي انتقاد فعلى، موجه لتلك الأجهزة المسؤولة عن المراقبة، كأنها كانت غائبة..!! كل ماجرى شجب علني للغارة!! وهو ما يوحى بإشارات عديدة متضاربة حول ماحدث فعلا .. أن الانتقاد وتشكيل لجان تقصى حقائق، هو من أجل تجنب تكرار مثل هذه الغارات من الأعداء ..
أن الأمر خلق مشاكل عديدة فورية.. وأسئلة معلقة بلا إجابة .. حتى قتل بن لادن بدلا من القبض عليه، يوحى بأن الغارة الأمريكية، ربما حظيت بالدعم الكامل من أشخاص ذو مناصب رفيعة في الحكومة الباكستانية .. فالقتل يلغى المحاكمة التي قد تورط أشخاص مهمين في باكستان وأمريكا .. لذا فالقتل أهون ولا داعي لتكرار مهزلة صدام حسين . كما انه وبموته يستحيل تهريبه المحتمل- ومع تنظيم مثل تنظيمه فهذا ممكن - مما يسمح له بالانتقام من هؤلاء الذين أوقعوا به ..
والغارة دون علم باكستان، أوعلي الأقل مسئولي المخابرات والجيش، يمكن أن يؤدى لنشوء حالة استثنائية غير عادية ولا سابقة لها مفادها أن باكستان لا يمكنها حماية بلدها ..!
وهو أمر غريب فلديها أسلحتها المتطورة ، ونزاع طويل مع الهند .. فهل يمكن لمجلسها الأمني، أن يقبل مثل هذا التهديد بمخاطر محتملة عبر إعلان هذا الفشل المعلوماتي للعالم ؟
من المؤكد أن يوجد مستوى معين من التوقع، والاحتمال بأن باكستان، بسبب الخلاف الطويل مع الهند يمكن أن تكون هدفاً مباشراً لهجوم هندي.. وهو احتمال وارد ومطروح على ساحة الحوار العلني .
وثم سؤال يطرح على الساحة :
كيف ستخاطب الحكومة الباكستانية الرأي العام، وتعلنه بجهلها عبر عجزها عن احتواء الغارة ووقفها ؟؟
أن القول بأن أمريكا لم تخبر باكستان حتى لا تخبر بن لادن .. هو قول يحمل قدرا من الغموض مع قدر من الإيضاح .. فهل باكستان متورطة مع بن لادن حتى تخبره ؟؟
أم أن أمريكا تحاول حماية باكستان من انتقام القاعدة ؟
أم أن باكستان، تحاول نفى الاتهام باشتباه تورطها في الإرهاب، بسبب وجود بن لادن على أرضها سنوات واحتمال تكتمها عليه فساعدت أمريكا ونفيت مساعدتها ؟
أن هناك في كل دولة ، مواد معلوماتية واردة من الإدارات الأمنية - مخابرات عامة – مخابرات جيش وغيرها- والتي يمكن الاستفادة منها في تكوين مجهود معلوماتي منسق، يقدم للسلطات .. وعلى رأسها رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء .. وقادة الدفاع .
فهل المعلومات كانت موجودة لكن لم تتداول بين الجهات المسئولة أو تتداولت وكتمت من أجل تبرير موقفها من الغارة؟
أم أن المعلومات لم تكن متوفرة وهو ما يؤدى لخطر مستقبلي فعلا ؟
ورغم أننا – مع أسئلتنا الكثيرة - لم نقدم اتهامات لموقف باكستان ..لكن الوضع فعلا يثير المخاوف..
ومن الصعب الآن الحكم .. وقد يكون من الصعب في المستقبل .. لكن ذلك لن يقلل من أهمية المشاكل التي نشأت بسبب تلك الغارة والعواقب الناتجة عنها.



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟