أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الصراصير














المزيد.....

الصراصير


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراصير
سعيد رمضان على

بينما رفع النضال الفلسطيني ، حتى الآن – الرجال والنساء والأطفال - إلى الجو النقي للعظمة.. فأن جهاز الأمن الإسرائيلي ، يحاول الهبوط بهم إلى مهاوي الجحيم .
وقد نجح جهاز الأمن الداخلي، في تدريب جيل من الأفراد، القادرين على الخداع بشرف، والغدر بنبل، دفاعاً عن المشروع الاستيطاني.عملا بوصية "جابوتنسكي "
التي تنص على السيف والدم والخداع .. بدلا من الضمير والثقافة والسلام .
وفي رواية " ليل البنفسج " للكاتب الفلسطيني أسعد الأسعد .. ظهر صرصور خطر في زنزانة " زيد " وكان الصرصور أسمه " أبو كمال " وصفه الكاتب بقوله :
" استطاع أبو كمال ان يكسب صداقة زيد ، أمضى الليل يحدثه عن نفسه ، وهو متحدث لبق ، يسلسل الأحداث بطريقة شيقة ومقنعة، لا تترك مجالا لمستمع أن يشك في صدقها . "
وكعادة الصراصير ، فقد تحرك أبو كمال بهدوء، وزحف لنفسيه زيد من أضيق الشقوق .. ممثلا دور أحد أفراد المقاومة، الذين ينقلون الأسلحة، وبطريقة ماكرة ظهر كسجين مرهق ومتعب من التعذيب، رافضا البوح بأي شيء ، مؤكدا أنه سيفرج عنه قريبا وأخيرا يقول :
- " إذا كنت تريد شيئا ،فأنا مغادر في الصباح ."
فوقع زيد في الفخ -رغم التحذيرات المتكررة - وقدم معلومات لم تنتزع أثناء التعذيب ، فسلمها الصرصور لأداة القمع الإسرائيلية فقبضت على أحدى خلايا المقاومة .
ويمكننا أن نتخيل شكل العذاب الذي وقع فيه زيد والآخرين ، عندما اكتشفوا أنهم وقعوا في فخ الخداع الخبيث، وبلغوا عن زملاءهم، وأحبابهم وأقاربهم وأولادهم وقدموهم للتعذيب .. !!
أي فاجعة تلك ؟ وأي زاوية مظلمة يمكنهم أن يسكنوا فيها هربا من العذاب ..؟؟
في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، تكثر الصراصير. ويطلق عليها خطأ بين الفلسطينيين اسم " العصافير " وقد ذكرها بذات الاسم أسعد الأسعد في روايته المذكورة .. وهو أسم لا يطابق هؤلاء المدسوسين في الزنازين، الذين يظهرون من الظلام ويعيشون في الظلام .. مؤمنين بأن الخداع شرف والغدر نبل .. عكس العصافير المليئة بالحرية ولا تظهر إلا في ضوء النهار ..
والصراصير أخطر سلاح في يد جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك" ضد أفراد المقاومة ممن يقعون في الأسر، ويفعل ما يعجز عن فعله التهديد والتعذيب ..
وقد استطاع جهاز الأمن الصهيوني ، على مدار عقود أن يستفيد جيداً من هذه المعلومات التي تحصل عليها الصراصير، وتوظيفها في مكانها الصحيح. مقدمة مجموعة من التقييمات ، متعلقة بأعمال المقاومة الفلسطينية، وقدراتها وأماكنها، والأماكن المحتملة التي يمكن أن تنتقل إليها .وكل هذه التقديرات، هيأت الأرضية اللازمة للقيام بأعمال عسكرية فعالة ضد المقاومة .
وفي إطار الرؤية الصهيونية، لا يُعد الخداع مجرد أداة لتحقيق أهداف، بل هو إلى جانب العنف تأكيد وجود..
وبالرغم من الكفاح ، والنور المشرق للإنسانية والأعمال الخالدة .. فمازال هناك مجتمعا ، يعيش وراء القبر .. محاولا أن يدفن كل مآثر الإنسانية، تحت أنقاض كون يحاول هدمه.
---------------
هوامش وإحالات :
* رواية "ليل البنفسج " – أسعد الأسعد – الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين - الطبعة الثانية 1990



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- -انفجار غيوم- يودي بحياة 300 شخص بفيضانات في باكستان وجزء كش ...
- اختفت في ثوانٍ.. عملية سطو في وضح النهار تكلف متجر مجوهرات م ...
- منها حديث حصل لا يعلمه سوى بوتين وترامب بألاسكا.. ملخص سريع ...
- لماذا تعتبر معركة كردفان حاسمة في الحرب السودانية؟
- 18 قتيلاً في كارثة سقوط حافلة بوادي الحراش بالجزائر.. حداد و ...
- باكستان ـ حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية تتخطى حاجز الـ 600 قت ...
- -إتش تي سي- تعود مجددا للساحة مع نظارات ذكية تنافس -ميتا-
- مظاهرات حاشدة في عواصم عربية وغربية للتنديد بحرب غزة
- السيطرة على 80% من الحرائق بريف اللاذقية الشمالي
- بعد تحذيره النووي.. رئيس روسيا السابق يعلق على لقاء بوتين وت ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الصراصير