أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - على شكل بشرى..!!














المزيد.....

على شكل بشرى..!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظهر لبعض الحكام في عالمنا العربي، أن التنازل عن العرش هو معاندة للقدر، دون أن يدركوا، أنك عندما تجلس كثيرا على العرش ، فأن العرش يقبض عليك .
ولذا تعتبر المذابح- تلك الحاصلة بأوامر منهم - وكما القهر والمعتقلات والتعذيب، تبدو لهم كقدر مكتوب على شعوبهم.
وكقدر مكتوب فهم أبرياء من الدم، لأنهم ولدوا ليحكموا، وسيموتوا وهم يحكموا،وتدفن عروشهم وبلادهم معهم بعد موتهم، وتنتهي الدنيا.. !!
تلك هي مشيئة القدر، وحكمته، وتبعا لحكمهم فأي خلاص منها مستحيل.
وبهذا الأيمان الأعمى الغريب، مهدوا السبيل لأنفسهم، لتستقر ملايين المصائر في قبضتهم.. وحاولوا أن يفعلوا بهم كما فعل )سيكلوبس( في ملحمة " الاوديسا " اليونانية وهو مارد ذو عين واحدة خلق على شكل بشرى، لا يخضع لشريعة أو يأتمر بقانون، حبس بعض البشر في كهفه، وظل ينقض على الواحد منهم وراء الواحد، فيرميه في الجمر حتى ينضج، ثم ينهشه غير متبق على عظمة واحدة ، ويتمتع وهو يشرب الخمر.. بأطايب عالمه، ومكانته، التي سمحت بجعل مصائر بعض البشر بين يديه .. وفيما يخطو خطواته من أجل ملذات جسده،
مهد الطريق لنفسه ليسير نحو القبر .
وهكذا تنحرف أقدار الحكام، ويسيروا في طريق الدم،وقد خيل لهم أن الطريق اكتسب جمالا وروعة بحمرته المروعة، وبالرقاب المعلقة على الحراب بين جانبيه .
وعندما تنهض الثورة، تجنبا للمصير، وبحثا عن الحرية، وتفقأ عين الوحش، ويحكم عليه بسجن العماء الأدبي ، فأنه ينسحب و يقع في شرك الرثاء على الذات ..!!
لكن بعض الوحوش لاتنسحب ، وبعناد غريب تسلح نفسها، مجربة كل حيلة، وكل مراوغة، وكل خداع ، محاولة تجنب المأساة التي تقترب بسرعة الريح ، وهى تسمع كورس الأصوات المصيرية تترنم على أنغام العدم، في مسرحية الموت .. وتأمل وهى ترتعد في انسحاب يليق بالمقام .. مع أمل مستور في تفادى المصير .. لكنها في النهاية وبعد مجازر كثيرة تواجه المصير نفسه .
تلك هي خلاصة، حياة حكامنا العرب ، ومأساة شعوبهم أيضا .
فما ينهض قبس من نور، في حياة شعب مقهور،حتى تنهض كل قوى الظلام لطمسه،وسحق من يحمل شعلته .
ولعلى شرحت ذلك بشكل أفضل ، على لسان الجندي السجين، الذي حكم عليه السلطان بموت مؤجل، في مسرحيتي الانهيارات ، ولنتأمل حواره :

" الجندي السجين :( بغضب ) ليس هناك كفر .. شغل عقلك يا مجاهد .. لقد حوكمت
من أجل ما تعلمت ..وقد تعلمت أن أفكر.. وتركت النور يدخل لعقلي
وقد قضى علـّى ذلك السفاح بالموت.. لا لشيء إلا لأنني فكرت
واعترضت على المظالم تلك هي جريمتي.. أقامة بنيان جديد
استند عليه بدلا من الذي هوى .. حوكمت لأنني أردت يقينا بدلا
من الشك ونورا في ظلمتي .. ومن أجلها حكم على بالإعدام لأن
عدالة السلطان التي تتعارض مع العدالة الإلهية تعتبر الشخص
الذي يفكر ويعترض مجرما وتقتص منه كما تقتص من المجرمين..
بل أسوء.... فقطاع الطرق قد يحصلون على العفو أما أنا فلا .."

والى هنا ينتهي المجتزئ من المسرحية، معبرا عن منطق مختلف، كنتاج لوعى ثوري لإنسان يشعر عميقا بوجوده، وعى يتجاوز الإحباط ، رافضا ان يكون الصمت، والظلام، والقهر، هي الأمور الوحيدة المتبقية لنا جميعا.

--------------------------
هوامش وإحالات :
1- الأوديسة – هوميروس- دار الهلال ترجمة درينى خشبة – دار الهلال 1970
2- مسرحية الانهيارات – سعيد رمضان على – دار نشر هفن 2010



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - على شكل بشرى..!!