أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعيد رمضان على - مدافن النساء














المزيد.....

مدافن النساء


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 14:39
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


عندما أطالب بالحرية، في مجتمعنا العربي المقهور، الذي يسحقه ديكتاتوريين يمارسون حريتهم في القتل والنهب، ترتفع صيحات الجماهير بالموافقة والتهليل، وتدوي الأكف بالتصفيق ..ثم يحملونني على الأكتاف في ساحات التحرير، وعندما أتشجع وأتكلم عن حرية المرأة ، تتصاعد صيحات :
أي حرية تلك .. ؟؟ انظروا انحلال المرأة في المجتمع الغربي ؟ أتريدون بناتنا ليصبحن مثلهن ؟
وسرعان ما ينقلونني من ساحات التحرير، إلى ساحات المشانق .. ويقذفونني بالبيض والطماطم ، كما كان يحدث مع سحره القرون الوسطى في أوروبا .. وفيما أنا أهرش رأسي محاولا حل هذه المعضلة العجيبة، يكونوا قد وضعوا المشنقة حول عنقي وانتهيت .. !!
فهل الحرية تتجزأ .. أي تكون لفئة دون فئة، أو لشخص دون آخر ؟
أو لرجل دون المرأة ؟
عندما تقود المرأة الحمار متجهة للحقل، وتعمل فيه جنبا إلى جنب مع الرجل، ثم تجمع الغلال وتبيعها في الأسواق مع البيض والجبن والمشغولات اليدوية .. فهل نقول عن هذا التصرف انحلال ؟
وعندما تبدع المرأة لوحة فنية أو كتاب أو قصيدة .. أو تعطى دروسا في المدارس، والجامعات .. فهل مارست انحلال ؟
وعندما تقود المرأة سيارتها متجهة للمستشفيات ، لتعمل فيه طبيبه أو ممرضة تساعد الناس في الشفاء وتخفف عنهم ألم المعاناة .. فهل هذا انحلال ؟
وعندما تشارك المرأة في التصويت بالانتخابات، وتعترض على هذا المرشح أو ذاك ، أو تعترض على أمور تخص بيتها، أو حياتها ، فهل هذا انحلال ؟
وفى المجتمعات الصحراوية ، تخرج المرأة من بيتها و تقود الحمار لمسافات طويلة لإحضار الماء والحطب كل يوم ، ولا يعترضها قائل عودي للبيت، أو يصرخ أحدا بدعاوى الانحلال ..
هاهي نماذج من النساء يمارسن الحرية بشكل طبيعي، ويقفن إلى جانب الرجل ، يتعبن ويتصببن عرقا ، لمواجهة قسوة الحياة ..
وحتى الآن تكلمنا عن نماذج بسيطة، تعيش وتموت، دون ان يشعر بها أصحاب عبقريات التحليل والتحريم .. ولم نتكلم عن نساء حكمن بلادا في أزمنه غابرة وحديثة .. كملكات ووزيرات .. مثل كليوباترا وحتشبسوت وانديرا غاندي وبنظير بوتو .. وغيرهم وكلهم من الشرق، لا من الغرب المنحل ..!!
وكنت أتمنى أن يظهر واحد من عباقرة فتاوى التحليل والتحريم في عصر الملكة حتشبسوت ويقول لها : مكانك في البيت يا ملكة .. واتركي العرش للرجال ..!!
وكنت أتمنى أن يذهب واحد من عباقرة الفتاوى، للملايين الذين انتخبوا انديرا غاندي ليقول لهؤلاء الذين يمارسون الديمقراطية الحقيقية .. انتم تدعون للانحلال باختياركم امرأة مكانها الفراش لا على كرسي الوزارة !!
وكنت أتمنى أن يذهب واحد من عباقرة الفتاوى لفلسطين المحتلة ، ويقول للمناضلة الفلسطينية، أعطيني الحجارة، وسوف أناضل وأتلقى بصدري الرصاص بدلا منك، لأن مكانك في البيت يا امرأة .. !!
لكنهم لم يفعلوا هذا أو ذاك، لقد قبعوا في أقبيتهم، وسجونهم، وأفكارهم المتحجرة، مطلقين الصرخات:
المرأة .. المرأة .. الويل.. الويل .. نيران جهنم تنتظركم .. !!
اصحوا واتعظوا .. نهاية العالم قربت .. !!
وهكذا يريدوننا أن نواجه قضية فلسطين، وقضايا المصير، وتحديات العصر، بمثل هذه الترهلات ..!!
فهل نرى هنا فشلا في فهم أحكام الدين ؟
أم نرى تنويعات على التواطؤ ؟
صحيح أننا نجد أحيانا، وبعيدا عن هؤلاء، موقفا يعبر عن الرفض لكل ذلك ، من جانب فئات معينة من المجتمع ، لكنه رفض يفتقد لأبعاد ثورية حقيقية ، وهو ما يؤدى بالرفض إلى الإحباط ، لأنه رفض يظل واقفا في مكانه ، دون أن يمتلك القدرة على تجاوز الموقف الراهن .. لأن الرفض غالبا ما يتم من خلال طرح منقوص، وهذا الطرح المنقوص الذي يطالب بحرية المرأة ، ينفصل عن العدالة .. والعدالة تضيء حولها مجموعة منيرة من الكواكب ، كالحرية، وقوة الضمير، والأخلاق، والاستنارة والاجتهاد.
وهكذا تتكرر رحلتنا الأبدية ، لنعود مرة أخرى إلى العدم ، كأسطورة سيزيف، الذي قضى عليه بدفع صخرة من أسفل الجبل لأعلاه ثم تتدحرج الصخرة ليعود ليدفعها من جديد بشكل أبدى .. ذلك أن دعوتنا بحرية المرأة تسقط في الزيف، لأنها بعيدة عن مطلب العدالة
وهذا يقودنا إلى مشكلة التواطؤ .. التي تضعنا مباشرة أمام الواقع الاجتماعي، الذي يعبر عن إخفاق تحقيق الحرية الحقيقية.. أن مطلب العدالة إذا تحقق ، فهو يعنى إسقاط عروش ديكتاتوريين كبار وصغار .. وانهيار سلطات ظالمة .. والإخفاق يعنى التكرار .




#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منال الشريف، وسياسة التزييف
- الثورة، وأبعاد المواجهة
- مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف
- المجلس الرئاسي، حل ديكتاتوري لمشكلة الديمقراطية
- أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
- أرنب سحرته أفعى ..!!
- هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
- الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سعيد رمضان على - مدافن النساء