أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف














المزيد.....

مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 20:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ها نحن، نواصل حديثنا عن المجلس الرئاسي ، وأهمية مواصلتنا للموضوع، تنبع من إدراكنا قيمة النقد الذاتي .
نهضة مصر، سبق ان واجهت بانتكاسة ، وأكثر من مرة ، والأحداث الدرامية في إمبابة ، وماسبيرو، تجعلنا نفكر أن الذي يدير المسرح يراهن على سقوط الثورة المصرية .. يتبعها عملية تفتيت للمجتمع .. وربما يساعد البعض – بحسن نية – في إخراج مسرحية السقوط ..
بابتكار فكرة المجلس الرئاسي، لمواجهة ما يحدث في مصر .. والواقع أن التطورات الحادثة في مصر ، لا تحتاج إلى مجلس رئاسي بقدر ما تحتاج إلى عملية حسم .
ثم أن الظن بأن المجلس الرئاسي سيملك من القوة ما يعيد الاستقرار إلى مصر هو وهم .. فالقوة لا يملكها مجلس رئاسي متضارب ، ومتناقض .. كما أن ذلك يحتاج إلى صلاحيات، قد لا يملكها الرئيس القادم لمصر .. وكل القوى الديمقراطية تنادى بتقليص صلاحياته .
ويظهر أن الغطاء المعلن لإضفاء الشرعية والأهمية على المجلس الرئاسي، هي بذاتها المكون الرئيسي لأسباب الفشل المتوقعة لهذا المجلس ..
فالبلاد تشهد صعودا للتيارات المختلفة، أهمها التيار الإسلامي، وتيار متطرف، وأحزاب جديدة، وتجمع كل تلك التيارات على التباعد عن بعضها، واتخاذ موقف سلبي من كل طرف.. على عكس ما حدث أثناء الثورة .. حتى ائتلاف شباب الثورة يحوى بداخله تيارات متناقضة
تعبر عن مصالح مختلفة .. وكلها تعتبر روافد .. والظاهر أن كل تلك الروافد ، سوف تصب في الصحراء ، وليس في نهر المصلحة القومية للوطن .. !!
أن تلك التيارات المختلفة، بحاجة لممثل لها في المجلس الرئاسي، بالإضافة إلى المسيحيين..
وهاهي أصوات تتصاعد من كل طرف، بترشيح هذا أو ذاك . فإذا حدث وتحقق المجلس الرئاسي، من أعضاء يمثلون تلك التيارات.. فالصراع القادم لن يكون على مصالح مصر مجتمعه .. بل مصالح أفراد، ومن المتوقع ان تدعم كل جماعة مرشحها، وبالمثل سيفعل كل مرشح ما بوسعه لخدمة جماعته.. أي سنشهد مجلسا يعمل بنظام ملوك الطوائف .. وملوك الطوائف لمن لا يعلم استقلوا بأمارات متباعدة عن بعضها في الأندلس مما تسبب في تفتيتها .. فهل سنرى تحت مظلة المجلس الرئاسي عملية تفتيت ؟
أن السيناريو المتوقع هو استقلال المسيحيين بأمارة ، والعلمانيين بأمارة والسلفيين بأمارة .. وهكذا يتحقق في مصر وعلى أيدي أبناء مصر ما عجز عنه الاستعمار الغربي طول عقود .. وسوف ينتهي كل ذلك بصراع دموي .. ينتهي كالعادة بإنفراد الأقوى بالسلطة..ألا إذا عملت القوى المهيمنة على العالم ، على استمرار عملية التفتيت ، لمصلحتها ببقاء مصر ضعيفة ومنهوبة .
أما محاولات الهيمنة المستمرة على عقول المواطنين، فتظهر من خلال سياسة التنديد بالرأي الأخر، وفرض المرشحين .. ولو تأملنا مليا في خطاب التيارات المختلفة، حتى تلك التي تطالب بالديمقراطية ليل نهار ، سنجد ان مفراداتهم الغالبة هي أعادة الديكتاتورية في ثوب ديمقراطي .
لننظر مثلا إلى الخطاب المعلن على الفيسبوك، الذي يرشح أسماء معينة وطرحها للاستفتاء !!
هذا الخطاب المعلن في ظاهرة الخوف على مصر .. لكن عندما نطرح أسئلة مثل :
- هل فوضتهم في الترشيح ؟ ومن فوضهم ؟ هل هم ملايين فقراء مصر التي خرجت للثورة .. هؤلاء الذين لا يملكون شيئا ولا يتعاملون مع الفيسبوك ؟
وإذا قيل كرد على ذلك نحن نتكلم عنهم، ومن أجلهم ، فهو اعتراف ضمني بقصور هؤلاء الملايين وعدم نضجهم .. وهو خطاب استعلائي يفرض الهيمنة ، والهيمنة كما نعرفها جميعا نوع من أنواع الاستعمار.. الفرق هنا أنه استعمار من مصريين على عقول مصريين.
أن إصلاح مصر ، لا يعنى تفتيتها ، أو فرض الهيمنة من البعض على عقول البعض، بل إصلاحها يتطلب تشخيص أزمتها ، وليس اختيار مجلس رئاسي لا يملك منهج محدد أو رؤية واضحة، وخارطة ترسم الطرق التي ينبغي ان يسير عليها عمله .
أما إذا كان هؤلاء الذين تم اختيارهم عباقرة فعلا ، ووطنيين حقا ولا يهتمون بمصالحهم الشخصية .. فليعملوا معا أولا تحت مظلة مجلس استشاري.. لنرى ما سيكون ..
أما أن نتكلم لمجرد الكلام ، أو لرغبتنا في لفت الأنظار .. أو لمصالح أنانية .. ونعلن هنا وهناك أن مشاكل مصر لا تحل بدون هذا أو ذاك .. دون وضع تلك المشاكل في سياقها التاريخي، بهدوء وتروى، فأن ذلك يعتبر خطأ .. ويبعدنا عن الإصلاح .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الرئاسي، حل ديكتاتوري لمشكلة الديمقراطية
- أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
- أرنب سحرته أفعى ..!!
- هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
- الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف