أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الديكتاتورية المنتظرة ..!!!














المزيد.....

الديكتاتورية المنتظرة ..!!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 16:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نحن، في مصر، على أعتاب ديمقراطية ؟
أم نمهد السبيل لإقامة ديكتاتورية بديلة،عن ديكتاتورية تم نسفها ؟

وطول تاريخ الابتلاء والانحدار، تبرز أحلامنا في الحرية والديمقراطية، أحلام تبحث عن خلاص، وعن مشاريع نهضة وتاريخ مزدهر، وعن وطن تسوده العدالة، وتشكله رؤى قيّمة تكسر كل ماهو قمعي وخانق .
وفى لحظات بالغة القصر، من التاريخ الطويل، تلامس الأحلام أرض الواقع ، ويبدأ نورها بالإشراق، لكنه نور سرعان ما يطمس ، ويعود لعالمنا ظلامه . وتعود أحلامنا لتظل منغلقة داخل الأحلام.
وفى الأحلام المنكسرة، خلق الإنسان المقهور لنفسه، عالما مختلفا يجد فيه ذاته .. لكنه يكتشف في النهاية ، أن عالمه البديل هو منفى ، جعله يعيش مغتربا، ومعذبا في وطنه الذي أرهقته المتاهة .
وفى لحظة من التاريخ ، يحدث الانفجار ..بفعل الضغط المتراكم طول عقود ، ومع الانفجار يشرق نور الحرية .. فيضيء الطريق لنا بشعاع يحاول كثيرون حجبه.. محاولين أعادتنا لعصور الظلام ..
وفى الثورة الفرنسية، من اسقط دانتون وروبيسير وباقي زعماء الثورة ، ليس النظام المنهار، بل الفوضى الوليدة بفعل الانقسامات الداخلية .. بدأها أعداء الثورة داخل وخارج فرنسا ، وساهم فيها دون دراية زعماء ورجال شرفاء . وانتهت بسقوط فرنسا في يد نابليون، ومنذ ظهور المقصلة ، وحتى جمهورية فينشى، لم تعرف فرنسا الحرية، إلا تحت الاحتلال النازي، ولم تمارس الديمقراطية بصورة حقه، إلا بعد انتهاء احتلالها للجزائر.

وإذا كانت ثورة مصر بيضاء، على عكس كل ثورات التاريخ، فقد وجد البعض طريقا لصنع ليس مقصلة واحدة ، بل ألاف منها، توزع في الشوارع والميادين بطول مصر وعرضها ..
محاولين بذلك جر مصر لنهر من الدماء .
وإذا كان الجيش المصري، في بداية الثورة وصلته أوامر عليا بضربها ، ورفضها بل عمل على حماية الثورة .. فهاهي التحركات الخفية ضده تظهر في العلن، بدءا بمحاولات الوقيعة
بينه وبين الشعب ثم محاولات وقيعة داخل الجيش نفسه.
ثم تأتى أعمال قطع الطرق، التي امتدت بطول مصر ،.. حتى في بلدة نائية مثل الحسنة المرتمية بأحضان الجبال بوسط سيناء، تم قطع بعض الطرق فيها، والاستيلاء على أموال بعض السائقين وتليفوناتهم وكل ما يملكونه..فتوزع الجيش هنا وهناك للحماية مع اللجان الشعبية .
ثم تنفجر فتنة إمبابة، وهى فتنة، غلب عليها وصف "الفتنة الطائفية " حتى من بعض المحللين ، لكنها – تبعا لتصوري -لا تقترب من الفتنة الطائفية، فالهدف من الفتنة الطائفية المسيحيين كمسيحيين، والمسلمين كمسلمين، أي الدين، بهدف تمزيق نسيج الوطن ..أما فتنة امبابه فهي إشعال فتيل بقصد إسقاط الثورة..!!
فهل نقاد اليوم في نفس طريق الثورة الفرنسية ، عبر حمامات الدم ، لنجد أنفسنا في النهاية مرتميين في أحضان الديكتاتورية ؟؟
ربما سترتفع أصوات بالنفي ، وأنه سيتم القضاء على أعداء الوطن ، وهذا أمر مفهوم. وبديهي ان يكون لكل وطن أعداء، يتم القضاء عليهم، ثم يظهر آخرون.وطول تاريخ
مصر، ومنذ ان تفجر الضمير فيها وأشرق على العالم ، وبدأت تبنى مجدها، ظهر لها أعداء .. وربما بأكثر مما كان لدول أخرى .. فقد يجلب الضعف استهزاء، وإشفاق، لكنه لا يجلب أبدا عداوة، فالقوة فقط هي التي تجلبه .. وكأن ذلك قدر .
لكنى لا أتحدث هنا فقط عن أعداء مصر ، بل عن أصدقاءها ومحبيها وأبناءها المخلصين أيضا .. وفى تاريخ العالم كله ، لم يسقط وطن إلا بضعف من الداخل.. ضعف يجلب سلسلة من الانهيارات .. بعدها ما على العدو، سوى أن يضرب ضربته ليبدأ الانهيار الأخير .
وأول الضعف، الانشقاق وتغليب المصالح الأنانية، وعدم والوعي بما نقاد إليه.
ثم أننا نلاحظ مثلا ، أن ائتلاف شباب الثورة يقرر، ويعلن القرار ، دون الرجوع لإرادة الشعب، كأنه يمارس ديكتاتورية أثناء تأكيده على الديمقراطية، ثم أنها قرارات وبيانات مرسلة، لا يمكن الاعتماد عليها في صياغة رؤية إستراتيجية للنهوض بالوطن .
كما نلاحظ انقسامات داخلية تتصاعد، يعلن بعدها بعدم وجود انقسامات .. ثم تظهر الانقسامات في تضارب البيانات، مع وجود عدد من التيارات المتعارضة بداخله كالتيار الليبرالي، الذي يؤمن برأسمالية غير محدودة، وهو نفس الاتجاه الذي سلكه النظام السابق، مما تسبب في الأضرار بحقوق العاملين ،والطبقات الفقيرة،والأضرار بمصالح مصر .
ثم يأتي موقف الأخوان لصيبنا بالحيرة، فهناك تغير دائم في لغة خطابهم، فيعلنون بقبولهم لفكرة الديمقراطية ، والتعددية الحزبية، وتداول السلطة، كأنهم يتفقون مع كافة التيارات في مصر، لكنهم يريدون دولة مدنية على طريقة " الحاكمية لله"وديمقراطية بطريقة الفتوى ، ودستور مبنى على أحكام الشريعة بالكامل وليس على مبادىء الشريعة .. وبنوك بدون فوائد ، وحرية العقيدة مع فرض الجزية.. !!
ثم نلاحظ ، أن الثورة لم تفرز قيادة حقيقية، والقيادات الحقيقية تقود الأمة في الانعطافات الخطيرة، من خلال مواقف لا تتكرر في الزمان ، قيادات كسبارتاكوس، وعمر المختار وتشي جيفارا .. هؤلاء الذين يرقدون الآن في قبورهم ، ومع ذلك فلا زالوا بالغوا العظمة، ورغم العقود الطويلة التي مضت على موتهم، مازالوا جديرون بأن يكونوا مثلا ساطعا للحرية .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟
- بن لادن .. ظاهرة أم نتيجة ؟
- أنا أحارب، إذن أنا موجود
- نتنياهو .. الوجه الحقيقي لإسرائيل
- سيناء والأسئلة الغامضة
- الثروة والثورة
- الثورة والارتدادات
- نتنياهو بين الدم والدموع
- عمال مصر بين الصمت والانفجار
- كارثة انفصال السودان
- الحرب على عرش مصر


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - الديكتاتورية المنتظرة ..!!!