أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - طريقة ثانية لتقسيم الوطن














المزيد.....

طريقة ثانية لتقسيم الوطن


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



للأزمات الخطيرة التي يمر بها اي بلد هناك دائما وجه مشرق ، مثلما تلعب المحن دورها في تمحيص الرجال ، تمحص الازمات السياسية الحركات والاحزاب وتضع كل طرف في المربع الذي يستحقه ، المشهد السياسي العراقي تحكمه الفوضى ، وقد اظهرت الازمات ضعف ثقافة الاندماج في الدولة الأم ، بعض الاحزاب العراقية لاتشعر بأمومة الدولة فهي في نظرهم ليست أما بل زوجة أب ، تظهر المكاشرة وتسيء المعاشرة ، بل ذهب بعض المأزومين الى القول بأن عدوه الاول الدولة !وقيل ان بعض المشاركين في العملية السياسية انما شارك ليخرب ، فكيف يشعر بتلك الأمومة ؟ وكيف يغادر حالة العقوق ، الكثير من الازمات تحتاج ابتداء الى صمت مطبق من قبل الجميع لتقول الدولة كلمتها ولن ينشأ ذلك الشرخ الوهمي الذي يتصوره البعض بين خيارات الدولة وخيارات الأحزاب لأن الدولة في النهاية ليست كائنا مستقلا بل شاركت في بلورتها القوى أجمع ، اما لو عجزت الدوائر المختصة عن اتخاذ موقف في أزمة ما فيمكن للاحزاب ان تتشاور ثم تتكلم ولكن ليس عبر منصتها الحزبية بل عبر ممثليها في مؤسسات الدولة كمجلس النواب والحكومة والسلطة القضائية ، لا داعي لأن يصادر الناطق الحزبي المتطرف المتشنج دور ممثله في تلك المؤسسات ليصرح وهو منتفخ الاوداج بما يبعث على التشنج وتهييج الخلافات التي ليس لها حل ، يعتقد بعض ناطقي الأحزاب ان تصريحات محازبيهم المرتبطين بالدولة لا تشفي الغليل ، فما عليه الا ان يركب فرسه العمياء ويصول في كل الميادين الملغومة ، مهزلة التصريحات الحزبية غير المسؤولة تركت المراقبين والاعلاميين الاجانب يصابون بالصداع ويعجزون عن الخروج برأس خيط في كل ازمة عراقية ، الناطق الحكومي مسترخ يعبر عن براغماتية الدولة العراقية وتوازناتها واقعياتها ومصالح شعب لا حزب ، وموقف الدولة هو الانضج لأنها مدرسة السياسة وليس الاحزاب ، تحولت الظاهرة الى سباق مرضي كلما حدثت للعراق مشكلة مع دولة بعيدة او قريبة وكلما حدثت مشكلة داخلية ذات طابع اختصاصي سارع الخطباء الى الزعيق من أماكن مجهولة ، يلقي خطابه المأزوم ويخفي رأسه وراء المتاريس ضاحكا ليترك الدولة تتصرف كاطفائي وحيد لاحتواء النيران التي اضرمها ، يربكون الرأي العام ويؤزمون علاقات العراق ، هناك عقد مسبقة يبحث اصحابها عن تمثيل خاص لهم حتى على مستوى العلاقات الدولية للعراق ، بعض الأحزاب لها علاقاتها الاقليمية ومكاتبها في الخارج تكون احيانا اقوى من سفارة البلد ! ويتضح هذا الانفصام اكثر عندما تحدث مناسبات اقليمية او دولية فتسارع الدول الطبيعية الى ارسال وفد رسمي ، اما دولة العراق غير الطبيعية فتخرج منها عدة وفود لكل حزب وفده لانه لا يعترف بوفد الدولة ! كل فريق له دولته ورؤيته ومشروعه وخطابه وذاكرته وشهداؤه ، شهداء هذا الحزب ضد شهداء الحزب الآخر وكل منهم له جنته المختلفة ، لو تحدث احد عن الفدرالية اتهموه بالتقسيم ، اليس هذا تقسيما للبلد وهل هناك تقسيم أسوأ؟



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشفافية ونشر الغسيل
- دولتنا ... بداية كأنها نهاية !
- ملفات الخلاف الى اين ؟
- اباطرة السجون
- ملف لا يعجب الخطباء
- خبر واحد والف سؤال
- ابواق الفتنة وملف الانسحاب
- معركة بلا خنادق
- اتجاهات بوصلة التغيير
- الانسحاب الامريكي والقوة الذكية
- بين الكاتم والكتمان
- ضحايا القراءة الخاطئة
- وطن المصطلحات
- يحزنون لفرحنا
- الشهيد الصدر يرحل مرتين
- ذكرى الاحتلال الربيعي
- تشريعات على طاولة (دبش)
- قانون (حماية) (الصحفيين)
- حفظ النظام وكشف الاوهام
- الاسلاميون ومشروعهم الثقافي


المزيد.....




- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...
- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - طريقة ثانية لتقسيم الوطن