أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الشهيد الصدر يرحل مرتين














المزيد.....

الشهيد الصدر يرحل مرتين


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشهيد الصدر يرحل مرتين / حافظ آل بشارة
كلما مرت ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر ، تذكر العراقيون مشروعه التغييري الجذري ، وتنظيره للتنمية الشاملة ، ذلك الفيلسوف العملاق سحب الحوزة والمرجعية ليضعهما في مركز الأزمة مجددا بعد عقود من الاسترخاء ، خرج الصدر بعبقريته من اطار الفكر المدرسي التقليدي ليخوض معركة تأصيل الرؤية الاسلامية في أخطر الموضوعات وهي الولاية والسياسة ، لم يكتف باثبات قدرة الاسلام على ادارة وسياسة العالم بل اثبت بطلان او ضعف اي نموذج بديل يمكن ان تبحث عنه البشرية ، ملأ فراغا كبيرا في الفكر الاسلامي السياسي التطبيقي ، قام بتجديد وتبسيط عملية الدمج بين ثلاثة عوامل اخلاقية وعقيدية ومهنية في القيادة والادارة ، وقد يقترب المفهوم مما نسميه اليوم الكفاءة والنزاهة ، احيا عملية الفصل بين الوسيلة والغاية في الحكم ، وتذكير العالم بأن الرئاسة والسلطة مجرد وسيلة للوصول الى هدف نبيل وهو تحقيق السعادة للبشرية في الدارين ، الشهيد الصدر يرى ان الحاكم هو وريث الانبياء ويؤدي دوره تكليفا لا تشريفا وواجبه اقامة العدل الذي ينتج السعادة للحاكم والمحكوم . كرس الشهيد الصدر رؤية الامام علي (ع) وهو يخاطب سلمان الفارسي وقد دخل عليه سلمان وهو يخصف نعله فقال : والله ان امرتكم لا تساوي عندي هذا النعل الا ان اقيم عدلا او ادحض باطلا ، وفي موقف آخر يقول امير المؤمنين ع : أابيت شبعانا وفي الحجاز او في اليمامة من لا طمع له بالشبع ولا عهد له بالقرص ، الشهيد في مؤلفاته ومحاضراته كان يذكر المؤمنين بأن استقامة الحكام ليست شعارات بل اختبار عسير يعيشه المؤمن عندما تكون لديه دنيا هارون الرشيد ، اثبت علميا استحالة الفصل بين الدين والحكم او الفصل بين الحكم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الامر والنهي تقنين ودستور ، كان فكره مؤثرا وعميقا لانه يصدر عن صدق واقتران القول بالسلوك ، فان قرأته فهو مفكر ، وان عايشته فهو سلوكي من الطراز الاول ، لم يكن مفكرا منعزلا عن شؤون الحياة بل كان حاضرا وسط الزلزال ، بدأ بنفسه وعضا وتهذيبا فكان مثالا للزهد ، لم يبحث عن اي مظهر من مظاهر الترف ولم يدخر لنفسه شيئا ولم يفكر بموقع او رئاسة ، كان يريد اداء دوره كعالم دين وقائد ثورة وصاحب مشروع تاريخي ، وتعتبر قصة استشهاده آخر محاضرة بليغة يلقيها على طلبته ورفاقه في طريق الثورة ، العملية السياسية الراهنة في العراق يفترض ان نعثر في داخلها على اصداء لذلك الصوت الخالد ، كثير من تلاميذ واتباع الشهيد الصدر مازالوا يبحثون عن ملامحه في هذه التجربة فلا يجدون ما يدل عليه فتزداد وطأة الفاجعة بفقدانه ثم فقدان اثره في حياة بلده ، أحد الظرفاء قال ردا على انتقاد هذه الحالة : ليس الاسلاميون وحدهم فقدوا صدى الشهيد الصدر في هذه التجربة ، الباحثون عن اصداء لماركس لا يجدونها ، وكذلك الباحثون عن اصداء لمونتسيكيو او جان جاك روسو ، هذه تجربة غريبة ليس فيها ملامح شكل او مضمون لا للاسلامي ولا لليساري ولا لليبرالي نموذج جديد لا يمكن ادراجه في صنف محدد .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الاحتلال الربيعي
- تشريعات على طاولة (دبش)
- قانون (حماية) (الصحفيين)
- حفظ النظام وكشف الاوهام
- الاسلاميون ومشروعهم الثقافي
- موعد لرحيل الفراتين
- ايام المستنقع الليبي
- فراغ الداخل وقسوة الخارج
- متشابهات الربيع العربي
- الف مبادرة ومئة يوم
- دولة اللجان المؤقتة
- مواعظ الامتحان النهائي
- بين فكي الابادة والاحتلال
- أين المستشارون ؟
- فرصة للاصلاح فاغتنموها
- العرب وثورة البحرين
- احذروا ركاب الموجة
- أزمة نزاهة
- بين ثورتين
- التظاهرات ليست حلا


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الشهيد الصدر يرحل مرتين