أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - فراغ الداخل وقسوة الخارج














المزيد.....

فراغ الداخل وقسوة الخارج


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية اشتداد القمع الدموي والتدخل الخارجي في البحرين ، وتواتر الهجمات العسكرية المعاكسة لمليشيات القذافي لقمع الثورة الليبية ، يبدو العالم كأنه ديوث كبير الحجم لا غيرة له يتفرج باعصاب جليدية على مايجري من جرائم في منطقتنا العربية ، الغرب يرى ان هذه المنطقة هي حثالة المعمورة ، اتباعه من الحكام هم الذين صنعوا لديه هذا الانطباع ، واذا اراد الغرب ان يتدخل في شؤوننا ينسلخ من كل اعتباراته الانسانية والعاطفية ويقدم مصالحه الحافلة بالانانية والقسوة . لاحظ العرب قبل غيرهم عدة اشكال من التدخل الغربي في شؤون منطقتهم ، رأوا انتقائية واضحة لكنها مبررة بحملات اعلامية ، يتدخلون احيانا عبر القارات لمساندة التغيير السياسي في بلد ما وتسجيله باسمائهم واعتباره تجربتهم كما جرى في العراق ، فاسسوا بذلك لقاعدة خاطئة ، يريدون ان تقتنع الاجيال المقبلة بأن الاحتلال الاجنبي يكون حلا ذهبيا في بعض الاحيان ! بينما هناك تدخل من نوع آخر هدفه منع التغيير السياسي ويتحول الموقف الاجنبي الى اعلان حرب على شعب كامل بلا مبرر كما يجري في البحرين ، أمروا اتباعهم بارسال قوات تقاتل بالنيابة لقمع الجماهير ومنع التغيير السياسي ، يستخدمون سياسة توريط الآخرين ، سوف تتلطخ جميع دول مجلس التعاون الخليجي بالدم البحريني ، هذه الدول كانت تدعي انها تشترك في تطوير التنمية الاقتصادية والرفاه والديمقراطية لكنها الآن اصبحت تشترك في تنمية القمع والموت ومنع الديمقراطية تلبية لاوامر الاسياد ، هناك نوع آخر من التدخل وهو ممارسة الخذلان المقنع والتفرج عن كثب والمتاجرة بالشعارات اي التدخل الاعلامي فقط وعدم تحريك ساكن على الارض كما يجري في ليبيا فالقذافي يشن حربا على شعبه ، هذه الازدواجية يتستر عليها الغرب ، الشعوب مستعدة للتحرك لكن الفراغ القيادي والفكري يهيمن على الثورات الربيعية في العالم العربي ، هناك من يتهم المثقفين العرب ويعدهم الجزء الأخطر في الازمة فقد تحول المثقف العربي الى مراقب يصف الاحداث ويتوقع المستقبل غير معني بما يجري ، بينما يلعب المثقف في الامم الحية دور القائد وصانع الحدث والمتبني والمحرض والناقد والمصلح ، هو جزء من المشهد وليس واصفا له ، وحامل الراية وليس المتفرج عليها ، بينما يتهمه البعض بأنه عبد في البلاط الرئاسي او في بلاط المعارضة ، وقيل ان هناك نوعا ثالثا من المثقفين الذين يصبحون عبيدا ليس للسلطة او المعارضة بل عبيدا لانفسهم واوهامهم فيستكبرون على الامة ويعتبرونها مجموعة تلاميذ همج في مدرسة الحضارة ، بينما يعد المثقف نفسه ليس حارسا او فراشا في هذه المدرسة بل المدير . يجب على المثقف العربي ان يعيد تحديد مكان قدميه على خارطة التحولات الراهنة ، يجب ان ينحاز لشعبه ويملأ الفراغ القيادي والفكري للانتفاضات التي يصم هتافها مسامع الحاكمين كل لحظة ، عليه ان يكون مصلوبا هذه المرة ولا يكتفي بدور من يصف مناظر المصلوبين ، عليه ان يكون الجزء الفاعل من الصورة وليس المتفرج عليها .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متشابهات الربيع العربي
- الف مبادرة ومئة يوم
- دولة اللجان المؤقتة
- مواعظ الامتحان النهائي
- بين فكي الابادة والاحتلال
- أين المستشارون ؟
- فرصة للاصلاح فاغتنموها
- العرب وثورة البحرين
- احذروا ركاب الموجة
- أزمة نزاهة
- بين ثورتين
- التظاهرات ليست حلا
- العراق ومسار التغيير
- ذكرى برنامج الحكومة
- المراجعة من الشباك
- نتفرج على القلق الأمريكي
- الأمن على طاولة القمار
- مكافحة رواتب الرئاسات
- من سيدفع الثمن
- قمة الامن والنظافة


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - فراغ الداخل وقسوة الخارج