أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - متشابهات الربيع العربي














المزيد.....

متشابهات الربيع العربي


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذه الايام من سنة 1991 دارت رحى انتفاضة آذار الشعبانية في العراق ، كان ربيعا عراقيا لمارد الحرية الذي انتفض منتصبا على قدميه وسط شلال الدم والنار ، وقد وضعت تلك الانتفاضة نظام صدام على حافة الهاوية كانت طائرته في احدى الليالي تتهيأ للاقلاع منطلقة من قبو في القصر الجمهوري وكان يرتدي الدشداشة ويدخن الجروت في يأس بالغ يحيط به جلاوزته وابناؤه وابناء عموته تحاصرهم هتافات الشارع ، في تلك اللحظات الفاصلة تقدم حسين كامل بمشروع ابادة واسع يمتد من بغداد باتجاه كربلاء وقد وافق صدام على المشروع فورا وبدأت كارثة الربيع العراقي ، رسموا فصولا حية من طف عراقي متميز ، اجتاح الوحش مدن العراق الواحدة تلو الاخرى ، فاتحا ابواب المبادرات الدموية لغيره من كبار الجلادين في سباق للفوز بالمكافئة الصدامية تحت غطاء من السمتيات التي كانت تطير بتوجيه ووقود امريكي دفعوا ثمنه نقدا في مباحثات خيمة صفوان الشهيرة ، قبلها قال قائد عاصفة الصحراء شوارزكوف في مذكراته ان قواته وصلت الى الناصرية متقدمة نحو بغداد الا ان البرقية التي وصلته من البيت الابيض اعتبرت حركة الجيوش ماقبل الناصرية مرتبطة بقرار عسكري اما ما بعد الناصرية فمرتبطة بقرار سياسي ! كانت تلك الاحداث المحزنة قد اختتمت بمشاهد انتقام الهي عز نظيره في تاريخ الطواغيت حسين كامل ذبحه عمه ليقدم رأسه هدية الى صدام ، ومهندس تلك الابادة حوكم واعدم وحوكم واعدم رموز تلك المجزرة القمعية ومنهم من ينتظر الجزاء حتى هذه اللحظة . ومن آذار العراق الى آذار العرب حيث تتوالى الانتفاضات في بلدان عديدة ، العروبة والعراق وجهان لعملة واحدة في الدم والاحتجاج والابادة والغضب والعفوية والتمييز الطائفي ، الهتافات السلطوية تدعو عادة الى ابادة شعب بتهمة الخيانة ، وهناك الهتاف الطائفي الذي يصدر حكم الاعدام على طائفة كاملة بلا مقدمات ، وما بين اليوم والبارحة هناك تواصل عجيب في الموقف العالمي المتفرج وموقف الامم المتحدة البارد الكسيح وموقف الجامعة العربية الحافل بالجبن والنفاق ، هم مع الشعوب على صفحات الجرائد ومع الحكام في ميادين الابادة ، خذلان متماثل في صوره ومبرراته ، زمن الامم المتحدة يسير بطيئا مملا لكي تتخذ قرار ادانة شديد اللهجة ضد الابادة اما زمن الحكام فيسير بسرعة خاطفة ليسجل صفحات جديدة في مسار المواجهة الدموية ، وبين الربيع العراقي الذي اصبح ذكرى والربيع العربي الراهن ، هناك اشكالية مشتركة اخرى هي فقدان القيادات التي تقود الانتفاضات الجماهيرية ، لاسباب مجهولة يثور الجمهور غير معترف بقيادات المعارضة القديمة ، بينما تواصل المعارضات التقليدية حركتها الدودية الغامضة غير معترفة بمبادرة الامة وصراخها ودمها ، ومع افتخار الشباب بمنجزات مواقع التواصل الاجتماعي ، لا يمكن لتلك المواقع ان تلعب دور القيادة ، ثالوث الثورة المنتصرة هو : القيادة ، الجمهور ، المنهج ، مزيد من التفاؤل بتحولات الربيع العربي ولكن يبقى السؤوال الكبير موجها للانتفاضات العربية ، من انتم وماذا تريدون ؟



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الف مبادرة ومئة يوم
- دولة اللجان المؤقتة
- مواعظ الامتحان النهائي
- بين فكي الابادة والاحتلال
- أين المستشارون ؟
- فرصة للاصلاح فاغتنموها
- العرب وثورة البحرين
- احذروا ركاب الموجة
- أزمة نزاهة
- بين ثورتين
- التظاهرات ليست حلا
- العراق ومسار التغيير
- ذكرى برنامج الحكومة
- المراجعة من الشباك
- نتفرج على القلق الأمريكي
- الأمن على طاولة القمار
- مكافحة رواتب الرئاسات
- من سيدفع الثمن
- قمة الامن والنظافة
- قبل وبعد أزمة النص


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - متشابهات الربيع العربي