أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ آل بشارة - قبل وبعد أزمة النص














المزيد.....

قبل وبعد أزمة النص


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


قبل وبعد أزمة النص / حافظ آل بشارة
يواصل الكثير من النقاد مراقبة الادب الكلاسيكي وهو يحتضر ليسجلوا انتهاء عصره وليحتل منبره ادب جديد شكلا ومضمونا في موجة متصاعدة ، لم يعد هناك مضمون بالمعنى المعروف ، الشكل التأويلي يستحضر مضامين عديدة ، اكثر من مضمون في قراءة نسبية متوقفة على تداعيات الشكل وتجلياته ، اسلوب الحياة الجديد منذ سبعينيات القرن الماضي جلب معه اشكاله الابداعية ، كان الادباء يكتبون لاجل تذوق لذة البوح في اطار منظومة قيم واضحة وبسيطة مؤلفة من يقينيات ومسلمات ، والناس يقرأون تلبية للحس الجمالي وبحثا عن لذة المعرفة ، تغيرت ظروف ومعاناة ورؤية كل من المنتج للنص ومن يتلقاه فلم يعد منتج النص معبرا عن رؤية ، بل عن انطباعات نسبية يتخللها الكثير من الابهام بسبب عجز اللغة عن التعامل مع الانطباعات ، فيتحول النص الى هذيان لكن سحر الادب المسبق يجبر المتلقي على تذوقه فيجد فيه فرصة للتخلص من القيود التعبيرية فينشط التخيل غير المنضبط فتتحول طلاسم النص الى مفاتيح لاشراك القارئ نفسه في لعبة تشكيل المعنى ، فيكون القارئ مؤلفا ثانيا وتتحول المعاني الى رموز هلامية نسبية لا تنطوي على شيء محدد ، وهذا تحول مهم ومدهش ومخيف في وظيفة الادب ، حيث فقد قيمته التربوية واسهم في تعميق الواقع الذاتي ، فاختفت سلطة النص ، ومن يعيش هذا الجنون لا يستطيع العودة الى لغة المنطق ، كان الدين عبر العصور منتجا للقيم ، وفي العالم الاسلامي غالبا مايعيد الادب صياغة القيم الدينية ، نحن في عصر يشهد تيارات فكرية متمردة تتولى تغذية الالحاد والتنظير للانغماس في الملذات الحسية التي تقود الناس تدريجيا الى البهيمية المنفلتة وفي ظل هذا التحول تنشا حضارة اللذة الحسية برؤيتها ومنتجها المادي والمعنوي ، الحلقة الاهم في هذا التحول سقوط رمزية المرأة - الانثى وابتذالها ، بينما كانت تتسامى فتتحول الى شأن مقدس ، عصر الجنس اسقط الرومانسية ليحولها الى حس غرائزي محدود ، كما اختفت قيم الفروسية ، لمعان السيف ، الشجاعة والجراح النازفة وروح الاقتحام ومواجهة الموت صبرا ، هذه قيم خلاقة صنعت ادبها شعرا ونثرا ، لكن عندما تتحول الحرب الى طائرات تقصف عن بعد وصواريخ يتم تحريكها عبر الشاشة وقنابل ابادة تترك الناس نياما ، يتغير كل شيء ... الجنس يشطب الحب ، والتكنلوجيا تشطب الفروسية ، والانطباعات المطلسمة تلغي الافكار المنطقية ، فيظهر النص الانطباعي المنتج للهذيان ليتحول المتلقي الى شريك لمنتج النص ، فيكون النص بلا رسالة بل هو تجسيد للعبثية ، وتتوثق العلاقة بين تيار الالحاد وادب الهذيان ، اخلاقيا يستعد العبد لينصب نفسه سيدا والمخلوق ينازع الخالق سلطانه مستغلا حلمه ، هذا الانقلاب له آدابه ، اذ تتحول الحكمة الى هذيان ويصبح القارئ مؤلفا . الأزمة في اصلها أزمة دينية ، انقلاب الموازين ومخالفة نواميس الوجود الخالدة ، في التاريخ تجارب قديمة مماثلة لم يتوقف اثرها عند الانحراف الثقافي بل استدعت التاديب الالهي الذي يعني الفناء .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام وهموم التنمية الثقافية
- الحكومة في الميزان
- جاءت الحكومة فاين البرنامج
- مصادرة المثال وانهيار المصداقية
- حل سحري باستخدام الديكور
- حكومة الوزارات المختلقة
- الفنون والآداب في واد آخر
- مقال
- العراق وأزمة الهوية


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ آل بشارة - قبل وبعد أزمة النص