أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حافظ آل بشارة - المراجعة من الشباك














المزيد.....

المراجعة من الشباك


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:48
المحور: كتابات ساخرة
    


اصبحت مراجعة الدوائر وانجاز المعاملات الروتينية اشد وطاة على الناس من أي مشكلة اخرى في بلدنا الملغوم بآلاف المشاكل ، مراجعة اي دائرة معناها انك تخترق حواجز الشرطة او الجيش او قوات من جنس آخر ينظرون اليك بشك فانت متهم حتى تثبت براءتك ، الابتسامة أندر شيء في هذه الاماكن فهي المفقود الاكبر ، يفتشونك جسديا ويسلبونك هاتفك النقال فتثبت عليك التهمة وتدخل الى الدائرة وتتنقل بين غرفها وانت تعيش شعور المتهم ، تريد انجاز معاملتك فتكتشف انك تطارد سرابا بقيعة يحسبه الضمآن ماء ، الجزع يهيمن على وجوه الموظفين والازدحام يزهق الارواح غيضا ، انت تطارد اضبارة محملة بالاوراق والتواقيع والاختام العشوائية من شباك الى شباك ومن باب الى باب ومن وجه متجهم الى وجه غاضب في ممر طويل لا ينتهي يجوبه حشد من المراجعين تتطافر من أفواههم كلمات السباب والشتائم الحديثة والتلميحات السياسية مثل (عاشت ايد التونسيين) (زين سوو المصريين) (صدام احسن ) وبين الحين والآخر تنفجر معركة بين موظف ومراجع على شكل اصوات مختلطة كالصراخ او كمشروع انتحار لاكثر من انسان او كأعلان عداوة وحشية بين قبيلتين ، في مثل هذه الأماكن يمكن للارهابيين ان يجدوا ضالتهم فالتفجير الذي يحدث سهوا في مكان كهذا يحصد عشرات الارواح ، وهو ايضا مكان لتخريب العلاقات الاجتماعية فالموظف عدو للمراجع والعلاقة بينهما علاقة تناقض في الوجود ، والمراجع منافس للمراجع الآخر والعلاقة بينهما علاقة سباق محموم لا يفوز به احد ، في هذا المكان تنكشف العيوب الاخلاقية للناس والتي سترها الله مثل فقدان الصبر وفقدان الوقار وفقدان السيطرة على اللسان في لحظات كلها تساعد على اشعال فتيل الغضب ووضع الانسان امام اختبار اخلاقي يفشل فيه الكثيرون . عذاب المراجعين في الدوائر يكشف صفحة اخرى من صفحات التخلف العراقي الذي يأبى ان يرحل ، صورة لخروج شعب من ميدان السباق الحضاري وبقاءه منتظرا على ارصفة التاريخ ، دول تشبه العراق واقل ثروة منه وفي المنطقة نفسها تجاوزت بسهولة حكاية العذاب الناتج من مراجعة الدوائر وودعت الى الابد اللافتة التي تقول (المراجعة من الشباك رجاء) ، استخدمت الشبكة الالكترونية أو الحكومة الالكترونية ، فقد سخر الله هذه الشبكة لحل مشاكل الناس ، نحن العراقيون عرفنا فقط كيف نوصل شبكة الانترنيت الى جمهرة المراهقين من اولادنا وبناتنا لنبعث فيهم ثورة جنون اباحي ، استخدام مقلوب وهدام وسريع ومتقن لهذه الوسيلة التي وجدت للخدمة ، أصبحت تلك الدول تعمل بنظام الرقم الوطني فلكل مواطن رقم وبطاقة وصفحة الكترونية ينجز من خلالها معاملاته ، يقدم طلباته عبر الانترنيت ويأتيه الجواب عبر الانترنيت ايضا وحتى تسديد الضرائب او سحب الاموال يتم بالطريقة نفسها ، لا جنسية ولا شهادة جنسية ولا بطاقة سكن ولا بطاقة تموينية ولا صحة صدور ولا اختام ولا تواقيع ، تنجز اعمالك وانت في بيتك عبر الشبكة ،متى يتحقق ذلك في العراق ؟ الجواب عندما يتولى الادارة اهلها فقط .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتفرج على القلق الأمريكي
- الأمن على طاولة القمار
- مكافحة رواتب الرئاسات
- من سيدفع الثمن
- قمة الامن والنظافة
- قبل وبعد أزمة النص
- الاعلام وهموم التنمية الثقافية
- الحكومة في الميزان
- جاءت الحكومة فاين البرنامج
- مصادرة المثال وانهيار المصداقية
- حل سحري باستخدام الديكور
- حكومة الوزارات المختلقة
- الفنون والآداب في واد آخر
- مقال
- العراق وأزمة الهوية


المزيد.....




- المنتج السينمائي التونسي شاكر بوعجيلة: أيام قرطاج السينمائية ...
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي بعد صراع طويل مع السرطان
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي
- إقبال على تعلم العربية في إسبانيا رغم العراقيل وخطاب العنصري ...
- موضة شرقية بروح أوروبيّة معاصرة.. إطلالات نانسي عجرم في كليب ...
- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حافظ آل بشارة - المراجعة من الشباك