أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - معركة بلا خنادق














المزيد.....

معركة بلا خنادق


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد كالأرهاب وهما وجهان لعملة واحدة ، والمعركة مع الفساد تأتي في ترتيب الاولويات بعد المعركة مع الارهاب او مزامنة لها ، والفرق بين المعركتين ان الاولى جرت بخطة جيدة وامكانيات استثنائية ، فيما اهملت الثانية فهي معركة شكلية ليس فيها خنادق ولا استحضارات ولا مشاة ولا مدفعية ولا اطار عقيدي أو اخلاقي واضح ، لا تستند الى تعبئة قيمية مؤثرة ، ولا تضمن اقتلاع خلايا المرض ، هناك من يروج بأن المعركة مع الفساد بدأت وهناك من يقول انها انتهت ! ليس هناك انتصارات يعتد بها في هذه الحرب المزعومة ، اذا كانت المشكلة في الخدمات الاعلامية الضرورية ستبقى المنجزات الكبيرة في زاوية مظلمة فأين شبكة الاعلام واساطيلها وانفاقها المذهل؟ اي معركة لا تنتصر بلا تخطيط ، هناك فوضى وارتجال واعمال فردية في هذه المواجهة الخطيرة ، الفساد عدو حقيقي له قيادة وحواضن اجتماعية تستثمر خللا ثقافيا يتمثل بتراجع خطير في ثقافة رفض السرقة والاختلاس والتلاعب المالي والاداري في اوساط المجتمع الذي اصبح بحاجة الى اعادة تعبئة وتعريف الفساد في الرأي العام كرذيلة بشعة يتسامى الشرفاء عنها والتشجيع على عزل المفسدين ومقاطعتهم اجتماعيا وجعلهم يشعرون بفقدان الاحترام والادانة المعنوية ، ونشر القيم الاخلاقية ، ولا يوجد اغنى من الدين قرآنا وسنة في ترسيخ النزاهة والاستقامة والفضيلة واحياء البلاغ الاسلامي وتفعيل دور المسجد ، وتجديد منطلقات الخطاب الديني الارشادي الذي كان ومازال احد أهم روافد بناء ثقافة الأمة وثوابتها الاخلاقية وتقوية ارتباط الناس بالمعاد ودوره في ردع المخطئين ، وتقوية دور وزارة الثقافة ، ومواجهة الغزو الثقافي الذي كان دائما وسيلة لاضعاف دور الدين والوازع الديني في الحياة وبالتالي فهو أحد اهم وسائل دعم الفساد ، واعادة النظر في المؤسسات الحالية المعنية بهذه المعركة من ناحية الهيكلية والاهداف والوسائل والتخطيط ، وتوفير الحماية الأمنية لمن يعملون في فتح ومتابعة ملفات الفساد سواء كانوا ضمن هيئة النزاهة او لجنة النزاهة النيابية او ديوان الرقابة المالية او المفتشين العامين ، خاصة وان بعض الاغتيالات الاخيرة في بغداد استهدفت اشخاصا لهم علاقة بكشف ملفات فساد او متوقع منهم ان يقوموا بذلك ضمن عملهم ، وهذا يعني عجز الجهات المعنية عن توفير الحماية اللازمة لمن ينخرطون في معركة مكافحة الفساد ، وقد سجلت ملاحظات عديدة حول سير المعركة المفترضة ، فبعض الملفات التي يتم كشفها حاليا تستخدم في الدعاية لطرف أو فرد ، ويجري تسييس ملفات اخرى مع ان اللصوص ليس لهم فئة او حزب ولا يتشرف احد بالتعاطف معهم ، ناهيك عن الانتقائية اذ يجري تقديم الاقل اهمية ثم التستر على حالات فساد صديقة ، والتشديد على فساد الآخرين ، لا مفر من الاعتراف بأنها معركة بكل المقاييس ويمكن ان تجر الى تصفيات سرية مسلحة ، ويمكن ان تؤدي الى سقوط اشخاص واحزاب . يجب القبول بهذه النتائج وليكن الشعب العراقي هو المنتصر الاخير .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاهات بوصلة التغيير
- الانسحاب الامريكي والقوة الذكية
- بين الكاتم والكتمان
- ضحايا القراءة الخاطئة
- وطن المصطلحات
- يحزنون لفرحنا
- الشهيد الصدر يرحل مرتين
- ذكرى الاحتلال الربيعي
- تشريعات على طاولة (دبش)
- قانون (حماية) (الصحفيين)
- حفظ النظام وكشف الاوهام
- الاسلاميون ومشروعهم الثقافي
- موعد لرحيل الفراتين
- ايام المستنقع الليبي
- فراغ الداخل وقسوة الخارج
- متشابهات الربيع العربي
- الف مبادرة ومئة يوم
- دولة اللجان المؤقتة
- مواعظ الامتحان النهائي
- بين فكي الابادة والاحتلال


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - معركة بلا خنادق