تحقيقات عن الجنة و الجهنم في القرآن

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 14:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

يشبه الباحث الجامعي مفتش الشرطة لا يهدأ في تحقيقاته الا عندما يجد المجرم و يقدمه الى القضاء و يقول رأي آخر ان الجامعي يشبه العطار يتفحص ماهو موجود في دكانه الصغير يوميا والذي يقرأ سورة القاف في القرآن بعقل فضولي استطلاعي تحقيقي باحث كالعطار لايسعه الا ان يتوقف عندما يصل الى:
(يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٍ۬)
و السؤال هو: هل لمساحة نار الجهنم حدود؟ وكيف تمتليء بالكفار؟ وثم لماذا يخاطب الرب الجهنم الا يعرف حدود الجهنم بنفسه اذا كان رب العالمين؟ و هل تستطيع الجهنم ان تجيب لتتذمر من العدد الهائل من المذنبين؟

هل سألت نفسك مرة ماهي الصورة التي يرسمها القرآن عن الجهنم و الجنة؟ فكرة الجهنم توجد في جميع الاديان و لكن الانسان لم يشاهد الجنة و الجهنم بأم عينه ليستطيع ان يصورها ما عدا صورته الذهنية الخيالية..

كلمة الجهنم في العربية استعارة قديمة من العبرية gehinnom تتكون من كلمتين:
ge بمعنى الوادي و اسم Hinnom اي وادي هنوم او حنوم Valley of Hinnom كان وادي هنوم يقع جنوب القدس القديمة وذكر في التورات اليهودية كوادي لابن هنوم و مكان لتقديم القرابين او تقديم الاطفال كفدية للاصنام.

و العربية تعطي جنس المؤنث للجهنم و تعاملها كممنوع من الصرف diptote تماما كما تعامل معظم الاسماء الاجنبية.

الظاهر كان لدى محمد صورة ذهنية بسيطة لهذا الوادي و كان يعتقد بانها تمتلئ بالكفار يوم القيامة.
اما الجنة فهي استعارة من الارامية و اشتقاق هذه الكلمة من الفعل العربي (جنّ) بمعنى غطى و خبأ او وقع على الارض و اصبح مظلما واخيرا مجنونا ليس بالسهل. و قد اشارت كلمة (جنن) في وقت متأخر الى حديقة (او بستان استعارة من الفارسية) توجد فيها مجموعة صغيرة من النخيل و لكن الكلمة الاصلية هي (الحائط) التي تطورت الى (حديقة) كما نرى كيف تطورت الانجليزية town من حائط الى مدينة او tuin الهولندية الى حديقة.

الظاهران القرآن يخلط في:
(الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا)
بين المفرد (جنة) و الجمع (جنات) و الفرق بين الكلمة الفارسية (فردوس) و الارامية (جنة) و يعتبر الدخول الى الجنة تارة نزول لتتطابق مع الحياة في الخيمة العربية و احيانا (الجنات) عالية تجري من تحتها الانهار. راجع ايضا مقالتي عن التنزيل في القرآن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206579
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل