جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 12:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يمكن ان تشيركلمة عنوان الى مكان السكن اي النقطة التي ترسل اليها مثلا رسالة بريدية و لكن العنوان هو ايضا اسم يعطى الى شخص او كتاب او موقع على الانتريت او مرض... العنوان اذن هو هدف ووسيلة تمييز وتشخيص واعطاء هوية و اخيرا دليل و فهرست للايجاد وهو طريقة في المخاطبة و التوجيه.
للكلمة الانجليزية address ابعاد اضافية اخرى تتمدد الى جميع نواحي الحياة. كلما تعقدت الامور في عالمنا الصغير كلما زادت الحاجة الى العناوين و زاد الخوف من الضياع. التقنية الحديثة من GPS global positioning system وGoogle بجميع خدماتها و غيرها اصبحت ضرورية لايجاد الاماكن و المعلومات على الانترنيت نظرا لزيادة المعومات المتوفرة و غربلة الجيدة من الرديئة و المضرة.
يلعب العنوان دور مهم في تقنية الاسلحة الحربية القديمة (الرادار) والحديثة. كان الهدف الاول من صنع الكومبيوتر هو خزن المعلومات و تصريفها وتنظيمها و ايجادها
Retrieval of information
تقنية الجينات تساعد على ايجاد عنواين الخلايا القاتلة و استئصالها و اشعة الليزر قادرة على دقة الاستهداف و هي ايضا في طريقها الى القبض على المجرم بعد تشخيصه.
يتطلب الايجاد و التشخيص نظام دقيق علمي رقمي. ولكن رغم ان اعراض كثير من الامراض النفسية و العضوية تدل على وجود خلل في الجسم ليس من السهل استهدافها دائما. رغم فوائد العنونة فان ايجاد كل شيء ليس سهلا ولا يترك حيز للخلوة الشخصية و يخضعنا الى نظام صارم. سوف تكون شركات التأمين على الصحة و الحياة قريبا قادرة على التعرف على صحتك و يوم وفاتك.
تتطلب الرسالة الجامعية والاقتصادية تنظيم الافكار وفق تسلسل معين و علاقتها بالموضوع لانها تشبه الطرق في حاجة الى اشارات و علامات المرور خوفا من الضياع و الفوضى. نحن على وشك ان ندخل عالم الارقام و الاشارات و العلامات لتتحول هويتنا الى يوم مرقوم و التلاعب بالارقام كما تفعل الحكومات و الانتخابات و الاحصاءات لخدمة اهداف معينة و للتضليل. التلاعب بالارقام تأخذ اشكالا رهيبة في الحسابات و اعداد الميزانيات او طبخها كما تقول الانجليزية cooking books. قسمت الارقام اوقاتنا و ايامنا الى ثواني و دقائق و ساعات و اسابيع و شهور و سنوات في الماضي و المستقبل و اصبحنا بذلك عبيد الساعة و التقويم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟