تأملات في المستقبل

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 11:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هل تستطيع ان تتصور السفر الى جهة مجهولة دون ان يكون لديك ادنى علم الى اين و كم هي مدة السفر و لكنك رغم ذلك تستمر بالسفر لانك لا تستطيع النزول من القطار كما تريد او التوقف او الغاء السفر لان القيادة ليست بيدك و الابواب مقفلة في وجهك؟ لربما تعتقد أنك في كابوس و في اضغاث الاحلام و لكن دعني ارحب بك على قطار السفر الى المصيرالمجهول و السفر الى المستقبل دون رجعة لايهم سواء كان السفر تصاعدي الى الاعلى او تنازلي الى الاسفل .

و لكن ماذا تبقى من سفرتنا هذه؟ الاماكن التي نمر بها تتحول في كل لحظة الى افلام و قصص خيالية لا توجد الا في ذاكرتنا وكانما تتحول الى اشباح و اطياف تشوشنا لا نعرف حاضرنا من ماضينا لان حاضرنا زلق و كأنما نتزحلق على الجليد - يتملص - لا يمسك - يفلت من ايدينا و احيانا نقع ونكسر ارجلنا في طريقنا الى المستقبل الغامض المجهول. و الان ماهو رأيك بهذه السفرة الممتعة و كيف تشعر؟

ليست سفرتنا مجهولة فحسب و انما ايضا بدون قواعد و ثوابت لا نعرف هل هناك نهاية او امل لما نقوم او قمنا به في لحظة سريعة طائشة من حياتنا القصيرة. هل ارتكبنا الصحيح؟ و لكن ماذا يهم اذا تعبت نفسك و شقيت او لم توسخ اياديك فالنتيجة في كلتي الحالتين هي الفناء – ليس هناك فرق لان الحسنات تتحول الى السيئات و السيئات تتحول الى الحسنات. اليس الاحسن التخلي و الاستسلام للمصير المجهول؟ كم اضحك الى ان اذرف دموع الموت عندما تتحدث الناس عن المستقبل و تعمل لاجله – اى مستقبل تقصد يا صديقي و هل هناك مستقبل في المصيرالمجهول؟

هناك خطأ لا يغفر في الكلمات التي تشير الى المستقبل لانه ليس هناك احد في استقبالك. تذكر انت تموت وحيدا فريدا. ليس هناك (قبول) بل (استسلام) و لا (قبل) بل (بعد) في المستقبل فافضل ان نسميه المستبعد المجهول. تشير الكلمة الالمانية Zukunft التي تشير الى المستقبل و تتكون من zu) الى( و Kunft) المجيء( اي (المجيء الى) عكس مانذهب اليه لاننا لا نأتي بل نغادر. لربما الكلمة الانجليزية future هي ادق هذه اللكمات لانها تشير الى الامام عندما نكون على وشك القيام بشيء ما لا نعلم نتيجته.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل