جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 11:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مرض القلق الاجتماعي النفسي SAD
الخوف وراء سجن النفس - 2 –
يشكوالمصاب بالقلق الاجتماعي النفسي من مشكلة التركيز على النفس self-focusing او هاجس التركيز على النفس self-obsession . المريض هنا سجين نفسه بنفسه بكل معنى الكلمه لانه لا يستطيع ان ينسى نفسه و لو لثانية واحدة. تتحول نفس المريض الى دوامة او بئر تقع فيها و لا تستطيع الخروج منها بوحدها و هي تشبه حلقة او دائرة شريرة vicious circle تتكرر باستمرار لا يستطيع المريض اختراقها بسهولة دون مساعدة خارجية من الطبيب النفسي الذي يفهم المشكلة او عندما تتوقف او تقل و تخف حدتها بتقدم العمر.
يبدأ مرض القلق الاجتماعي النفسي SADعلى الاغلب في سن المراهقة او بين سن 15 الى 20 ليلازم المريض احيانا طول حياته بسبب عدم توفر العلاجات النفسية و الطبية. كثيرا ما يتفشى هذا المرض في المجتمعات الشرقية القاسية التي لا تحترم الضعيف او تحاول النيل منه بالهزل والضحك و (النصب) عليه دائما او عدم التعامل معه بجد مما يؤدي الى تحطيم ثقته بنفسه و يتبأر في التركيزعلى نفسه باستمرار. تميز اللغة الانجليزية هنا بين ظاهرتين نفسيتين احدهما سلبية و هي self-conscious اي عقدة التركيز على النفس و الانطواء و الخجل و الاخرى ايجابية self-confident اي الثقة بالنفس. لذا يأتي هاجس التركيز على النفس على انواع مختلفة:
اولا التركيز على النفس و سجنها لدرجة ان المريض لا يستطيع ان يركز على ما يقوله الاخرون و لا يعي غير نفسه. هنا المفروض بالمريض ان يرحم نفسه و ينساها و لو لفترة قصيرة عن طريق المحاولة على التركيز على مايدور حوله او ما يقوله الاخرون.
ثانيا يركز المريض على الاعراضsymptoms التي تظهر على عضلات وجهه وشفتيه و بقية اعضاء جسمه و كيف يتحول لون وجهه الى الصفار و الشحب او الاحمرار و كيف يضطرب تنفسه و يرجف اي انه يركز على الاعراض التي هي في الحقيقة ثانوية ويترك الاولية التي تعود الى العوامل الوراثية و الاجتماعية التي تغذي هذا المرض.
ثالثا يركز المريض على ردود فعل الاخرين على اضطرابه النفسي و اعراض جسمه بدل خرق الحلقة الشريرة و اجبار نفسه على الاصغاء لما يقوله الاخرون لانه اذا استطاع تحويل التركيز ونقله من نفسه الى اقوال الاخرين لاستطاع ان ينسى نفسه و يفهم ما يقوله غيره في نفس الوقت.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟