تبادل الادوار بين الانسان و الآلة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 16:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منذ اليوم الذي بدأ الانسان العمل في وظيفة روتينية يستيقظ من النوم بشكل روتيني آلي منتظم و اصبح عبدا لساعة اليد و الحائط والساعة المنبة و المواعيد و الجداول الزمنية مهما كانت الاحوال الجوية و في اي فصل كان من فصول السنة بدأ الانسان يتحول تدريجيا الى آلة. يعيش و يتحرك الانسان اليوم بصورة شبه آلية مخيفة.
تقطعت حياتنا جميعا تدريجيا واصبحت قطعة من نفسنا وجزء من حياة الاخرين. تبشرناعصر التكنولوجيا بثنائية وتلاشي الحدود بين الانسان و الآلة في اتجاهين معاكسين:
اولا يتحول الانسان بالتدريج الى آلة ليصل الى كمال الآلة و تتحول الايدي العاملة الى موارد resources كالمادة و يتغير ساعات عمله و نومه ليكون طاقته متوفرة ليل نهار و يمكن التنبؤ من اليوم كيف تعوض الالة اعضاء جسم الانسان بداية باسنانه الاصطناعية و نظاراته الطبية و الرجل الاصطناعي و ربما عن قريب اهم اعضاءه كالقلب. لربما يساعد علم الجينات الانسان ان يتحول بالتدريج الى آلة و يستطيع التحكم في الامراض و جنس و لون بشرة المواليد الى ان يصبح الانسان قادرا على العيش تحت ظروف بيئية صعبة.

ثانيا تتحول الآلة الى انسان anthromorphization of technology بقدوم الانسان الآلي الروبوت و سايبورج robot and cyborg الذي يقتات على البطارية و الكهرباء. هناك كثير من المعامل منذ ادخال خط التجميع assembly lineمن قبل فورد لصنع السيارات لاتحتاج الى انسان و سوف تستطيع الآلة التعويض و لو جزئيا عن خدمات الطبيب في اجراء التحليلات و العمليات الطبية اواكتشاف الفضاء لكونها قادرة على العمل تحت ظروف لا يستطيع الانسان اليوم العمل فيها. كيف يمكن للانسان اليوم العيش بدون آلة؟ لاحظ كيف يعاني المجتمع العراقي اليوم بدون كهرباء ناهيك عن شلل المجتمعات الصناعية اذا استغنت عنه ولو ليوم واحد. تتفوق اليوم الالة على الانسان في مسائل كثيرة اخرى كمسألة الذاكرة و تفادي الاخطاء. لاحظ ايضا كيف هزم الشطرنج الالي ابطال هذه اللعبة الفكرية. ولكن رغم ذلك لاتزال الالة غبية غير قادرة على التفكير تعمل وفق عمليات حسابية روتينية رقمية غبية تحت رحمة ايعازات و ارشادات الانسان.

لا شك ان الالة تساعد الانسان في تمديد حواسة augmented reality بواسطة العدسات و الميكروسكوبات و غيرها من الاجهزة و لكننا لانعلم هل ياتي اليوم الفلاني لزرع الالة في الانسان ليستطيع تجديد update معرفته بواسطة تحميل برامج و معلومات الى دماغه مباشرة لتسقط الحدود بين العبقري و الغبي و لكن ماذا عن الوعي البشري؟ هل تستطيع الالة ان تحتل اخر مواقع سيطرة الانسان على الالة؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل