جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 21:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
[صدق الله العظيم] هذه هي الكلمات التي ينهي بها قارئ القرآن قراءته او تجويده لسورة من القرآن. صدق - يصدق اي ان الله يقول الصدق و الحقيقة و الصدق هو عكس الكذب على الاقل في المعنى الحالي المعروف لدينا. و لكن عند التمعن في هذه الكلمة المهمة في القرآن و مشتقاتها من الصديق والصداقة و الصدق و صفة الصديق الذي منح لابو بكر الصديق اول خليفة في الاسلام و اعطاء صدقة الفطر و مشتقات الكلمة الجديدة نسبيا كتصديق الشهادات و المصداقية لتلبية متطلبات العولمة ينتابني الشك في المعنى الحاضر والماضي و اضطر ان ابحث عن اصلها و فصلها لافهم معنى صدق الله العظيم:
اولا تميل العربية الى تضخيم اصوات الكلمات الدخيلة و هذا بالضبط ما نجده في كلمة [صدق] فهي تحتوي على: حرف الصاد و القاف قارن كلمات اخرى مثل: الصين و فاصوليا و قطر و عراق... و لكني لا اعلم فيما ان حروف هذه الكلمة تضخم ايضا في اللغات السامية الاخرى!
ثانيا ما هي العلاقة بين صدقة و الصدق؟ لا تبدو ان هناك اية علاقة بين قول الصدق و اعطاء الزكاة و الصدقة.
ثالثا لماذا تستعمل هذه الكلمة بمعاني مختلفة في القرآن و هل ان [صدق الله العظيم] يعني فعلا انه صدق و لم يكذب و هل المسلم الذي يؤمن في حاجة ان يقول ان الله صدق اذا كان يؤمن بالله حقا؟
لا يمكن طبعا فهم معنى صدق و صدقة الا في الرجوع الى اصل الكلمة العبري اليهودي. جزء من معنى الكلمة على الاقل مشتقة من صداقاه العبرية بمعنى [الرحمة] و صديق بمعنى [المنصف و العادل] اي ان ابوبكر لم يلقب بالصديق لانه كان صادقا مع محمد كما تقول كتب الدين الاسلامي بل لكونه منصفا و عادلا و ان عبارة [صدق الله العظيم] لاتعني قال الله الصدق بينما تشير الى رحمة الله لان الله يقول الصدق دائما وليس هناك شك في اقواله و هو في غنى عن هذه العبارات. لربما تطور معنى هذه الكلمة قبل الاسلام جزئيا كعكس للكذب و اختفت المعاني الاخرى الا في بعض الكلمات مثل صدقة في عبارة [الزكاة و الصدقة]. تستحق هذه الكلمة البحث في تأريخها و تطور معانيها.
www.jamshid-ibrahim.com
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟