رسالتي الى حبيبتي الكردية الجميلة 3

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 17:55
المحور: القضية الكردية
    

عفوا يا حبيبتي اعتقدت ان بضع اسطر كافية لاحكيلك قصتي الكردية لي انا وحدي رغم انني اعلم ان هناك الف قصة و قصة اخرى لربما اتعس بكثيرمن قصتي و لكني لا استطيع ان اذكر لك الا قصتي الكردية الشخصية التعيسة التي عشتها بدونك. مع الاسف او لربما لحسن الحظ لم تذكري ما جرى و يجري لك غير الطرد و القتل و الابادة في كيمياوية حلبجة و الانفال و الاف المصائب الاخرى في الاجزاء الاخرى من كردستان من امثال حلبجة و الانفال في تأريخك الدموي التي مسحت اليوم من الذاكرة.

هل تعلمين قال لي مرة كردي اجبرته الظروف ان يبتعد عن اهله مثلي كيف ان ذاكرتنا اصبحت ضعيفة بمرور الزمن. نعم انا اعتقد ايضا باننا في حاجة الى دفاتر و سجلات archives تسجل ما حصل بنزاهة و لكن كيف يمكن كتابة هذا العدد الهائل من السجلات الشخصية؟ انظري كيف ان اليهود لا تزال تطالب المانيا بالتعويضات رغم ان المانيا دفعت الملايين و الملايين و اعتذرت للمرة الالف بسبب فضائح هتلر. ولكن هل تعلمين ايضا ان سيدة المانية تعارض افكار و اعمال هتلر بقوة ذهبت الى سوريا للسياحة حكت لي مرة كيف انها اصطدمت عندما قال لها سوري: اهنكم على انجاب هتلر؟ المسكين لم يعلم ان هتلر كان يريد ان يقضي على العربي قبل اليهودي لان بشرته داكنة اكثر.

دعيني اقول لك بانني نعم تركتك و نجوت من التعذيب و القتل و لكني اعتقد ان الموت كان افضل لان الميت يتخلص من كل شئ بموته. انكشفت لي في الغربة ان الجروح النفسية اعمق بكثير و اخطر من الموت. ماذا يحدث للطفلة الكردية البريئة الباقية على الحياة دون وجود علاج نفسي؟ دعيني اقول لك ان الذين تخلصوا من التعذيب و الموت لن يستطيعوا التخلص من الجروح النفسية التي لحقت بهم. صدقيني نحن بحاجة الى علاج نفسي لشعب كامل. هذه هي الحقيقة المرة يا عروسة كردستان. هذه في نظري ابادة نفسية قبل الابادة الجسدية. احكيلي كيف راوندوز اليوم؟ كيف جبال هندرين و كورك؟ لقد سمعت ان التلوث الكيمياوي و البيئي قد وصل الى مياه شلال بيخال العذب و جف مياه كلي علي بيك.

اين انت يا عزيزتي؟ اسمع صوتك البرئ و لكن لا اراك في هذا الليل لماذا لا تدخلين الغرفة؟ارجوك لقد فتحت لك الباب في هذا الشتاء القارس في منتصف الليل القاتم – ادخلي لئلا يجمد عظامي من برد المانيا؟ نعم اعلم و لكن قولي يا حبيبتي كم سنة و انت تسرحين في التلال والجبال و كيف تحولت الى شبح الليل؟ لماذا لا تدخلين؟ هل تشكين في نيتي؟ لا ياحبيبتي انت على خطأ لانه حتى الكردي الذي تحول الى جاسوس و انظم الى حزب البعث يبقى كردي في قلبه. انت لاتدرين لربما اجبر على ذلك رغما عنه ؟ ولو اني لا احب الحكم و الامثال دعيني اذكر لكك مثل الماني يقول : افضل الاحمر (اي الشيوعية) على الموت و لكن لا تنسين حتى الخائن يشعر بالذنب في داخل قلبه و تداهمه الامراض النفسية الخطيرة. نحن كلنا بشر بنقاط ضعفنا. تواصفي بالرفق و المسامحة لترحمي نفسك لتحرريها من العلل النفسية او حاولي على الاقل التخفيف عنها بالرسم او الموسيقى او الكتابة. هذه هي افضل العلاجات النفسية التي اعرفها. هل تتذكرين كم مرة قلت انت بالذات لي: لاياتي الابداع الا من الخبرة المرة؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل