العنصرية في الثقافة الشرقية الاسلامية الحالية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 18:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لا اقصد هنا مسألة العبيد السود و الجواري عند المسلمين في الماضي البعيد و لكن العنصرية ضد بنات و ابناء الشرق في الوقت الحاضر. دأبت كثير من جامعات العالم على تدريس اللغة العربية لاهميتها عالميا في بعض الجامعات التي تهتم بالحياة العملية و تطبيق ما تتعلمه الطالبات و يتعلمه الطلاب اكثرمن الاهتمام بالناحية العلمية النظرية الاكاديمية universities of applied sciences. و لكن هناك مشكلتين مع هذه الدراسات:
اولا تقوم هذه الجامعات فقط بتدريس العربية الفصحى و هذا يتناقض مع المبدأ الميداني لهذه الدراسات لانه لربما يتعلم الطلاب كيفية قراءة جريدة عربية مملة او كتابة رسالة رسمية و لكنهم لا يستطيعون استعمال العربية في التعامل اليومي لان الفصحى ليست لغة الاستعمال اليومي رغم ترتيب اقامة لهم لمدة ستة اشهر او سنة في بلد عربي. اظهرت الخبرة ان اكثرية الطلبة لا تتعلم اللغة بشكل يمكن الاستفادة منها في العمل لقصر الفترة.

ثانيا و هذه مشكلة اخطر من الاولى لان رب العمل الشرقي وخاصة من السعودية لايثق بقابلية و نزاهة و قدرة الانسان الشرقي و لا يحترمه لانك اذا كنت اوربيا غربيا تتكلم الانجليزية او الالمانية او الفرنسية مهما كانت كفاءاتك فسيكون راتبك اعلى و بيتك افضل و تتمتع باحترام الهي. يتمتع الاوربي الغربي باحترام اكبر اينما كان سواء في المطار او في الفندق او في العمل. لذلك لا يستفيد الاوربي من اللغة العربية لانه ليس بحاجة لها و كلما تقدم في اتقانه للعربية كلما قل احترامه و اصبح مصدر للضحك.

كثير من السائحات الالمانيات و السواح الالمان اكتشفوا تركيا كبلدهم المفضل للسياحة بسبب كرم الناس و حسن معاملتهم هناك حسب اقوالهم و لكنهم لا يعلمون كيف ان كرم و حسن معاملة التركي يتغير اذا كان السائح عربي او كردي او امازيغي او قبطي. و هنا اريد ان اقول ان العنصرية ضد بنات و ابناء البلد او من البلدان الشرقية المجاورة متفشية في جميع شعوبها بغض النظر عن لغاتها و دياناتها. انظر كيف عامل و يعامل اغنياء النفط من الذين تنقصهم جميع المؤهلات و الصفات الانسانية بضمنها كيفية استخراج النفط من تحت الارض الايدي العاملة المسكينة من الهند و الباكستان و الفلبين و بعض الدول الاسلامية الاخرى.

و لكن ولربما ترجع هذه النظرة السلبية اقلها جزئيا الى عقلية انشاءالله الشرقي لا يمكن الاعتماد عليها في التعامل المهني رغم ان هناك كفاءات شرقية بارعة اثبت على الاقل في الغرب تفوقها او لربما ترجع هذه النظرة الى انتشار التعصب الديني و القومي و الوطني الذي يعرقل الاحترام المتبادل و التعامل مع البعض كانسان لا اكثر و لا اقل. و لكن الذي لا يحترم الحيوان لا يستطيع ان يحترم الانسان اوالذي لا يحترم نفسه غير قادر على احترام الاخرين.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل