جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 11:51
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لست محاميا عن الضعفاء و لكني لا استطيع ان اسكت عن استغلال و سوء معاملة الجالية الاسلامية الاجنبية من البلدان الفقيرة كالباكستان و الفيلبين و اندونيسيا و غيرها من الدول الفقيرة التي تلجأ الى البلدان العربية وخاصة الغنية منها بفضل النفط وراء لقمة العيش. و قد تطرقت الى موضوع سوء معاملة الخادمات و الايدي العاملة الرخيصة من هذه البلدان الفقيرة قبل اكثر من عشر سنوات في جريدة الزمان العراقية و ها تتطرق اليوم مجلة ايكونومست Economist الى نفس الموضوع في عددها الصادر الاسبوع الماضي بمقال عنوانه (احسن بقليل من العبودية).
كانت و لاتزال العربية السعودية و الكويت و الامارات هي الدول الكلاسيكية التي يتركب المواطنين فيها ابشع الجرائم من الاغتصاب الجنسي و احتقار الخادمات و معاملتهن كقطعة اثاث لا غير اضافة الى تشغليل الايدي العاملة من النساء و الرجال باسعار زهيدة و دون حماية قانونية او وجود مركز تستطيع ان تلجأ اليه عند الحاجة. و لكني اصطدمت عندما قرأت ان لبنان هذا البلد المتفوق على الاقل اخلاقيا دخلت حظيرة الدول اللا-انسانية بمعدل موت خادمة في كل اسبوع بين كانون الثاني 2007 وآب 2008 اما بقذف نفسها من فوق سطح البيت عند الهروب او بسبب اليأس. لقد بادرت الحكومة اللبنانية بفتح خط هاتفي للاستماع لشكاوي هؤلاء الخادمات و لكنها حددت ساعت الاتصال بين الثامنة صباحا و الواحدة بعد الظهر لم تستطع بسببها لحد الان و لا خادمة واحدة الاتصال لربما ايضا بسبب الخوف من العقوبة مماحدا بحكومات دول النيبال و الفليبين و اثيوبيا منع الخادمات من العمل في لبنان.
لقد بنت الدول العربية الغنية بالنفط اقتصادها على عقول خبراء اجانب و اكتاف الفقراء الاجانب لانها لا تملك عقول و لا اكتاف محلية و لكنها رغم ذلك تتمتع بحياة الترف و البذخ بفضل النفط الذي لا تستطيع حتى استخراجها من الارض بنفسها. لقد وهبهم الله الغناء و الغباء في آن واحد و لكن كيف يمكن ان تتوقع الاداب و الاخلاق من الغني الغبي ناهيك عن الرفق بالضعفاء.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟