أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ولدوا مع الخطأ الأمريكي !














المزيد.....

ولدوا مع الخطأ الأمريكي !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 08:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحديث عن الأخطاء التي ارتكبها الامريكان بعد احتلالهم للعراق صار معروفا للجميع ، وقد سرت هذه الاخطاء في أوصال الحالة السياسية في العراق ، وعلى أكثر من منحى ، والحقيقة هي أن بعضا من هذه الأخطاء كان مقصودا ، متعمدا لغايات في صدور الأمريكان ، يريدون منها ما يريدون ، ويحققون بها ما يحققون ، ولا أراني بحاجة الى تعداد هذه الأخطاء الجسيمة التي وصل البعض منها الى النصوص القانونية العراقية، وذلك حين قام الامبراطور الصغير ، بول بريمر ، حاكم العراق في ظل سلطة الاحتلال ، بالغاء عقوبة الاعدام من تلك النصوص ، بينما كانت غرفة الغاز الأمريكية تنفث بسمومها لتميت هذا المجرم أو ذاك ، وتحت ظلال أعرق نظام راسمالي ديمقراطي 0
قرار الالغاء هذا ، وبعد أن عاش اياما عجلى ، ازدهرت فيها تجارة الموت والارهاب في العراق ، مات ثانية بعد أن اضطرت الحكومة العراقية المؤقتة ، برئاسة الدكتور اياد علاوي ، اعادة العمل بعقوبة الاعدام من جديد ، بعد أن وجدت أن المجرم الواحد ، الفرد ينعم بالحياة ، بينما يُحرم العشرات والمئات من العراقيين من التمتع بحقهم في العيش ، وذلك من خلال سيارة مفخخة يفجرها هذا الواحد عن بعد ، وبجبن بيّن ، واضح 0
لقد كان من بين الاخطاء الامريكية في العراق اثناء الحرب وبعدها هو فتح معسكرات الجيش العراقي للناس ، وبما تحتويه من اسلحة فتاكة وخطيرة ، انفق عليها صدام الساقط ملايين الدولارات من اموال الشعب العراقي ، فاغتنمت بعض الاطراف العراقية ، وعلى مختلف مشاربها واتجاهاتها ، هذه الفرصة الثمينة ، وبدأوا جميعا بالاستيلاء على تلك الاسلحة الكثيرة ، فاللصوص منهم قاموا بخزنها ، أملا في بيعها لاحقا ، وتجار السحت حولوها الى حديد خردة ، ثم باعوها الى تجار الاردن الشقيق ، أما جند الفلوجة فقد تسلحوا بها ، مقاتلين عن مناصبهم التي زالت بزوال سيدهم صدام ، رغم أنهم لبسوا العمائم هذه المرة ، واطالوا لحاهم على طريق عبد حمود سكرتير صدام الشخصي0 وأما جند الصدر فقد فبادروا من فورهم الى تشكيل " جيش المهدي " ، معتمدين على ما وقع في أيدهم من سلاح الجيش المهزوم بدبابتين أمريكيتين ، وعلى سوق " مريدي " للسلاح في مدينة الثورة ، أو اسواق السلاح الاخرى التي انتشرت بالعراق ، وبسرعة فائقة ، وبمباركة من قوات الاحتلال ، وتمنيات بول بريمر ، حاكم العراق الجديد المستبد 0
وعن كثرة وجود السلاح في العراق الآن ، وبأجواء الغزل الدافيء مابين أمريكا وايران ( ينفي مسؤول أميركي رفيع المستوى في وزارة الخارجية، رفض الكشف عن هويته وجود دليل على أن إيران زودت ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالسلاح 0 وأضاف المسؤول أنه على الرغم من سهولة نقل السلاح من إيران إلى الصدر فإن واشنطن لا تملك إثباتا على وجود دور إيراني 0 وأكد المسؤول الأميركي أن هناك الكثير من السلاح في العراق وان الصدر ليس محتاجا لان يعتمد في ذلك على إيران0)
لقد قامت المليشيات المسلحة في العراق اليوم ، وعلى مختلف مسمياتها ، على ترسانة سلاح صدام الساقط الضخمة ، وتحت انظار جيوش الحلفاء ، والتي تعاني هي الآن من خطائها المقصود هذا ، حيث أنها تخوض معارك مع الميليشيات تلك ، وفي اكثر من مدينة عراقية ، واقساها معركة النجف التي تدور رحاها الآن ، والتي ستضع أوزارها عما قريب كما يبدو من اخبار الساعات الاخيرة القادمة من النجف 0 هذه المعارك مجتمعة سببت خسائرة جسيمة بالارواح والممتلكات للشعب العراقي ، ربما فاقت الخسائر التي مني بها العراقيون المدنيون انفسهم في ايام الحرب الأولى ، وحتى سقوط صدام المجرم 0
وإذا كانت تلك الميليشيات تتحمل جزء من مسؤولية ذلك الدمار والفواجع التي حلت بالعراقيين العزل ، فان قوات الاحتلال تتحمل الجزء الاكبر من تلك المسؤولية ، فهي التي قامت بتسليم تلك الميليشيات هذا السلاح الفتاك ، وذلك حين فتحت لهم مخازن سلاح جيش صدام ، قائلين : دونكم السلاح فخذوه ! مثلما ذكرت أنا ذلك قبل قليل 0
وإذا اراد أحدنا أن يتلمس سببا للخطأ الامريكي المقصود هذا ، فلا يجد غير سبب واحد هو أن الامريكان حين احتلوا العراق ارادوا له أن ينهض من جديد ، وبتصميم أمريكي في جوانب حياته المختلفة ، ولهذا جاء قرار حل الجيش في العراق ، مع أن الجيش قد حلّ نفسه بنفسه ، وسبب الحل هذا يعود الى أن الجيش في العراق قد قام في اغلب وحدات المتشكلة على التسليح السوفيتي ، ومن ثمة الروسي ، وقد تدربت اعداد كثيرة منه في المدرسة العسكرية السوفيتيه والروسية ، ولهذا ، ولكي يقضى على هذا الجيش نظرية وعتادا ، فتح الامريكيون مخازن اسلحته لكل من هبّ ودبّ، ومع سبق اصرار ، وكان هدفهم من كل ذلك قيام جيش عراقي جديد بالسلاح والزي العسكري الأمريكي 0 وإذا كان ثمة شك فيما اقول فما على صاحب هذا الشك الا النظر للزي العسكري الذي عليه الجنود في العراق هذه الأيام !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ولدوا مع الخطأ الأمريكي !