ملفات الصحافة في عيدها

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل هو فرض ان يكون عيد الصحافة هو مجرد يوم لفعاليات احتفائية واستذكار لرواد ومحطات وشهداء، فهذه الفعاليات على اهميتها هي روتين يمكن ان ترتبه وتقوم به نقابة الصحفيين وربما بعض من كادرها، فصحافة العراق فيها اليوم الكثير من الملفات الساخنة والمؤجلة والمهملة التي تستحق العناية لتكون الصحافة العراقية في مستوى التحولات التقنية والسياسية التي يعيشها العالم.
الصحافة العراقية بحاجة الى تفعيل النصوص الدستورية التي تلزم المؤسسات بكشف اوراقها للصحافة وتكفل للصحفي حق الوصول الى المعلومات، والصحافة العراقية بحاجة الى الارتقاء بوضع العاملين فيها اخلاقيا ومهنيا ليكونوا اندادا للساسة والمسؤولين لا متسولين على ابوابهم او ضحايا لحماياتهم، وصحفيو العراق بحاجة لضمانات اجتماعية تنهي حالة الاستجداء التي تمارسها جهات عدة بأسمهم.
الصحافة العراقية اليوم تعيش تحديا تقنيا ومضمونيا قد يفقدها الكثير من جمهورها او ما تبقى منه اذا لم تحقق النجاح في مواجهة التحدي، فالمؤسسات الاعلامية الخارجية تستقطب خيرة الكفاءات الصحفية العراقية وتطورها وتديرها بصورة متميزة مما يؤدي بالمتلقي العراقي للبحث عن القضايا العراقية في وسائل اعلام غير عراقية وحتى الجهات الرسمية العراقية والقيادات السياسية تتعامل مع وسائل الاعلام الاجنبية بأريحية لا تتوفر في تعاملها مع وسائل الاعلام العراقية، بما يشبه تمييزا عنصريا بحق الصحافة العراقية.
كفاءة الصحفيين العراقيين ومهنيتهم بحاجة الى تطوير يتناسب مع التطورات التي يشهدها حقل الاعلام الذي يكاد ان يكون المهنة الاكثر تغييرا في العالم المعاصر.
ملفات الصحافة العراقية كثيرة ومن غير المقبول ان تنحصر فعاليات عيد الصحافة بحفلات مجاملة يلتقي فيها اكثر الناس بعدا عن العمل الصحفي وان حملوا صفات صحفية وهمية او تزعموا نقابات ومنظمات تقول انها مختصة بالشأن الصحفي.
ان الاحتفاء الحقيقي بالصحافة هو الاهتمام بها كمهنة وفعالية اخلاقية وممارسة انسانية تشارك في بناء مجتمع ديمقراطي ينصت الى الى اصوات ابنائه وافكارهم بقدر ما يتيح لزعمائه من وقت او مساحة لتغطية فعالياتهم.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل