|
الرواية : مَطهر 2
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 22:30
المحور:
الادب والفن
بُعَيْدَ رجوعنا إلى القصر بفترة وجيزة ، دُعيتُ إلى قاعة الطعام ، لكي أتناولَ الغداءَ بمَعيّة مُضيفي . قبلََ ذلكَ ، رأيتني أمتارُ من غذاء الشكّ ، حينما كنتُ مع أحمد بك في طريقنا من الجامع الأزهَر إلى مَدخل حيّ الحسين ؛ أين كانت الكرّوسة ما تفتأ بانتظارنا ثمة. " أكانَ مَحضُ إتفاق ، ذلك اللقاء بالشيخ البرزنجي ؟ " ، قلتُ لنفسي آنئذٍ مُتوَجّساً . من ناحية أخرى ، كنتُ على يقين بأنّ هذا الشيخ ، بطبيعة الحال ، ليسَ مؤلف كناش " النفحْ الليْلكي في الفتحْ الجَرْمُكي " ؛ الذي تفيدُ التواريخ ، الموثقة، أنه توفيَ في سبعينات القرن الفائت ، الميلادي : وإذ أعمَدُ في تذكرتي هذه ، المُدَوِّنة وقائعَ العُمر ، إلى الأخذ بالتقويم النصراني ، فلأني أقيمُ الآنَ في جزيرة الأروام ؛ وبالتالي ، لا يَعنيني الأمرُ كثيراً ، طالما أنّ أحداً ، سواي ، لن يَقرأ ما أهدرُهُ هنا من كلماتٍ ، طائشة ، مَخطوطةٍ على حِبْر و وَرَق ، رَصينيْن . قلنا أنني لبّيتُ دعوة المُضيف ، فتوجّهتُ إلى قاعة الطعام ، الكائنة في الدور الأرضيّ . هذه القاعة ، ينفتحُ بابُها الداخليّ على الصالون ، الرئيس ، فيما الباب الآخر ، الخارجيّ ، كانَ يُفضي لباحة الدار ، المُرَخمَة . وكانَ من الممكن للمرء أن يَجتلي من نوافذ القاعة ، الوسيعة والوطيئة في آن ، مَناظرَ الباحة تلك ؛ التي تحتفي على طرَفِها بحَديقة مُنمنمَة ، حافلة بأشجار النخيل والتين والتوت ، المُظلِلة أحواضَ زهور الزينة فضلاً عن المَنظرة ، البديعة التصميم والأثاث ، والمُزَجّجَة الجدران . بدَوْري ، كانَ البصرُ يتنقلُ بين تلك المناظر الرائقة الرواء ، المونقة بشمس الظهيرة ، الحادّة ، فيما الفكرُ كانَ لا يَني مُحلقاً في دَيمومة الهواجس والريَب ؛ والتي تمنيتُ لو أنها كانت أوهاماً ، باطلة.
" أرى أنه لم يَعجبَكَ ما قِدِّمَ هنا ، من أصناف الطعام " خاطبني القاروط من مكانه ثمة ، على الطرف الآخر من المائدة الرَحبَة ، التي تشغلُ نصف مساحة القاعة . وقبل أن يَتسَنى لي فتح فمي للإجابَة ، استطردَ مُضيفي قائلاً بنبرَة مَرحَة : " إنّ رئيسَ طباخي القصر ، الشاميّ الأصل ، سبَقَ لي أن اصطحَبته معي إلى دمشق ، عندما غادرتُ هذا البلد في العام الماضي. ومَعلومكَ ، يا بك ، فلا تقاليدَ تليدة ، راسخة ، لمطبخ أخواننا ، المصريين . سببُ ذلك ، أنّ الطعامَ في هذا البلد ، ومنذ الحِقب السالفة ، كانَ يُباعُ في الدروب والأسواق ، ولا يُعَدّ داخلَ البيوت. إنّ مُدوّني الحوليات العلمية ، الأثرية ، في وقت حملة بونابرته ، كانوا يَشتكون باستمرار من رداءة الطعام المصريّ ، مقارنة ً بما جُبلوا عليه من جودة طعامهم ، الفرنسيّ ". من جهتي ، لحظتُ أنّ عادة البك في التحدّث طوال فترة الغداء ، أو الوجبات الأخرى ، إنما كانت متأثرة أيضاً بأولئك الإفرنج ؛ ممن كانَ لهم، آنئذٍ ، المَقامُ المَرموق في دولة محمد علي باشا. هذا الأخير ، ما أن نطقتُ إسمَهُ في سرّي ، حتى إمتلأ داخلي رَهبَة ًوبلبلة ً: فاليوم مَساءً ، سيكونُ موعدُنا مع سَعادته ؛ هناك ، في قصره بالقلعة. على ذلك ، أردتُ أن أغمُرَ لفحَة وساوسي بمُعين المُجادلة ، الفاتر . " أأنتَ على ثقة ، يا بك ، بأنّ وساطة عزيز مصر مع الباب العالي ، سيكونُ لها نصيبٌ من التوفيق ؟ " ، توجّهتُ للمُضيف بمساءلتي . وكانَ الرجلُ عندئذٍ مُنهمكاً بلذاذة ، بتناول طبق من الحلوى الإفرنجية ، المَمزوجة بالبوظة ؛ والمَنعوتة بـ " دُسِيْر " ، بلسان صانعيها . فما لبثَ أن ازدَرَدَ لقيمَته ثمّ مَسَحَ فمه ، بسرعة ، بوساطة فوطةٍ صغيرة ، رهيفة القماش. " لا أخفي عليكَ ، يا آغا ، بأنّ الأمرَ جدّ مُلتبس . ومن النافل القول ، بأني تحادثتُ في ذلك مع سعادة الباشا ، حينما استقبلني يومَ أمس . إلا أنه يَرغبُ بأن نسلّمه رسالة مجلس العموميّة في مساء هذا اليوم ، وبحضور عدد من ثقاته " ، أجابني البك بحَذر فيما هوَ يتشاغلُ بتحريك الملعقة الفضيّة ، الصغيرة ، في الطبق الفارغ ، الصينيّ الخزف والصنعة. ثمّ استأنفَ كلامه بعيد هنيهة قصيرة : " وبحَسَب معلومات سعادته ، فإنّ وزيرَ الشام ، السابق ، كانَ ضحيّة مكيدةٍ خبيثة ، مُحكمَةٍ ؛ من تدبير الصدر الأعظم بالذات. ويبدو أنه كانت ثمة مُنافسة حادّة ، قديمة ، بين الرجليْن ، الخطيرَيْ المَقام . وبهذه الحالة ، فإنّ الصدر الأعظم ما كانَ يُودّ أن يَرى الوزير في الآستانة ، مرة أخرى ". وعادَ مُحدّثي للسكوت ، بعدما شوّشَ خاطري بهذه المعلومة ، الخطيرة .
" ولكنني ، يا سيّدي ، لا أستطيعُ إستيعابَ دوافع الباب العالي تلك ، الخفيّة " ندّتُ عني بحيرة وأنا أحدّقُ بعينيْ مُضيفي ، اللتيْن كانتا تشعان الآنَ ببريق غريب . فما تمهّل كثيراً ، هذه المرة ، لكي يقول لي بلهجته الفاترة ، والشديدة الوقع في آن : " لنتذكرَ ما كانَ من مماطلة الباب العالي ، بشأن إرسال قوات من الولايات الأخرى لكي تفكّ حصار القلعة بالقوّة ؛ وخصوصاً بعدما أضيفَ للمحصورين جنابُ القبجي ، رحمه الله. وأعتقدُ ، من جهتي ، أنّ الوزيرَ ـ ويُقال أنه كانَ شخصا حصيفاً وواسع المعرفة ـ كانَ يَعرف تلك الحقيقة أكثر من غيره . إنّ عنادَهُ ، المُثابرَ ، على التشبّث بمواقعه في القلعة ورفضه الإنسحاب منها ، حتى حينما كانت الفرصة قد أذنتْ بحضور القبجي ؛ إنّ ذلكَ ، عندي ، له سببٌ واحدٌ ، وحيد : فالوزير ، لم يكن يريدُ المغامرة بالعودة إلى تخت السلطنة ، وهوَ مهزومٌ ومُبعَدٌ بشكل ذليل : لقد كانَ يأملُ ، إذاً ، بالإياب إلى سلطانه بعدما تكونُ الهديّة ، المَطلوبة ، مُقدّمة سلفاً لجلالته " . قالها القاروط ، ثمّ سكتَ فجأة ً. " هديّة .. ؟ " ، هتفتُ مُرَوّعاً إلى درجة أنّ مُحدّثي تطلع فيّ بشيء من الدهشة أو ربما الإهتمام . عندئذٍ ، كانَ في ذهني ، أيضاً ، سببٌ واحدٌ ، وحيد ، لما أبدَيته من إرتياع : الكتاب . نعم . لقد خمّنتُ ، بأنه كناشُ الشيخ البرزنجي ؛ من كانَ غرضَ الوزير في آونة حياته ، الأخيرة ؛ وأنه هوَ الهديّة ُ ، المَطلوبَة. ولكن ، عندما رُحْتُ اُعِدّ سؤالي بعناية ، كيلا يَشتبه القاروط بجليّة الأمر ، إذا به يتحرّك من مكانه ، على غرّة . " بالإذن من جنابكَ ، يا آغا. سأقترحُ عليكَ أن نواصلَ حديثنا ثمة ، في مكتبي " ، قالها مُتعجّلاً فيما كانَ يهمّ بمغادرة قاعة الطعام . وفهمتُ ، أنه علينا الذهابَ إلى المكتبة ، الموجودة في نفس الطابق ، الأرضيّ ؛ والتي سبقَ لي أن قضيتُ فيها رَدحاً من الوقت ، صباحاً. مُذعِناً بلا نأمَة ، وجَدتني أتبَعُ خطى البك ، في الطريق إلى تلك الجهَة ، المَعلومة، وقد أخذ الفضولُ يُرهقني أكثرَ من حرّ الهاجرَة ، المُبكّرَة.
حينما أخذتُ مكاني على الكرسيّ الوثير ، المُظهَّر بالجلد الطبيعيّ ، الفاخر ، كانَ مُضيفي يتفحّصُ إحدى خزائن مكتبته ، القائمة إزاء الجدار المُقابل لطاولة أعماله . مجموعة الكتب هذه ، كما تفصِحُ عنه عناوينها الصغيرة ، الجانبيّة ، كانت ذات أحرفٍ لاتينيّة : أكتبُ ذلك ؛ أنا المَنفيُّ الآنَ في جزيرةٍ روميّة ، يَستعملُ أهليها ، بالمقابل ، أحرفَ أخرى، إغريقية، شبيهة نوعاً بتلك الأحرف ، الموسومة. ولكن ، فيمَ الشرح والتنويه ؟ فها هوَ صاحبُ القصر يتولى ، بنفسه، سَبْرَ شبهة كتبه ، الإفرنجيّة ، لما استلّ أخيراً واحداً منها : " هذا الكتابُ بالفرنسية . ولا أدري ، حقا ، ما إذا كنتَ قد نلتَ حظاً من معرفة هذه اللغة ؟ " ، قالَ لي القاروط مُتبسّماً بودّ . فأجبته من فوري ، ضاحكاً : " إنها لغة الإفرنج ، الكفار . وعلى ذلك ، فحينما كنتُ صغيراً بعدُ ، إرتأى والدي ، المرحوم ، أن أتعلّم اللغات المشرقيّة ، قراءة وكتابة ، علاوة طبعاً على لغة الله " " لغة الله ؟ " " أقصدُ العربيّة ؛ لغة القرآن الكريم " ، أجبته ثمّ أضفتُ بنبرة اليقين " ولكنها ، على كلّ حال ، لغة أهل الجنة ". عندئذٍ ، لحظتُ بسمَة فم المُضيف ، المُبتسَرَة ، في مُنقلبها إلى ما يُشبه التهكّم : " وأينَ قرأتَ في القرآن ، يا عزيزي ، أنّ العربيّة هيَ لغة أهل الجنة ؟ "، سألني وهوَ ما يَفتأ يرسمُ تلك الإبتسامة على شفتيْه ، الرقيقتيْن . ثمّ أضافَ وكأنه سَمِعَ جواباً مني ، نافياً " فلو كانت العربية بتلك الصفة ، المَزعومة ، فكيفَ إذاً تتنزل كتبُ الأبستاق والزبور والتوراة والإنجيل بلغات أخرى ، لم يكن الأعاريبُ ، أصلاً ، قد سَمِعوا ببعضها قط ؟ " " وما دَخلُ هؤلاء برسالة الوَحي ، القرآنيّ ؟ " " لأنها ، يا صاحبي ، بلغة الأعاريب كتِبَتْ " ، أجابَ الرجلُ مُلحّناً جملته ، الأخيرة ، على وزن آية " وإذا الصحف فسّرتْ " ؛ من سورة التكوير .
قبلاً ، كنتُ على ريبةٍ ، بأنّ هذا البك المُتفرنج ، دَهْريٌّ : وتأكدَ لي ذلك اليومَ ، طالما أنه يذكرُ اسمَ كتاب الله بغير صفته، اللاحقة، علاوة على نعته قبيلة الرسول الكريم بصفة أخرى ، تحطّ من شأنها. ولكنني ، كما شدّدتُ فيما سلفَ مراراً ، من صلبِ أحد حواريي مولانا ، النقشبندي ؛ وبالتالي ، كنتُ مُنفتحاً على مختلف الآراء : ولهذا كنتُ أمقتُ فِكرَ اليقين ، الأحَديّ ؛ مثلما كانَ يُبشر به أبن تيمية و رهطه المُحْدَثين ، الوهّابيين ؛ وبدرجة أقل ، فكرَ الصوفيّة القادرية، المُتزمّتة نوعاً ، المَنسوبة للإمام العظيم ؛ الكَيلاني . هذه الفرقة الأخيرة ، كانَ الكنجُ الكردي ، والد القاروط بالتبني ، من أكبر المُتعصّبين لها ، حينما كانَ في مَنصبه السابق ، السامي ـ كوال للديار الشامية وأمير للحج . بيْدَ أنّ إبنه هذا ، كانَ على شيمَةٍ أخرى ، ولا غرو . " وإذا الصحف فسّرتْ " ، ردّدتُ بسرّي . نعم . إنها لمصادفة ربما ، أن تتبادرَ إلى ذهني هذه الآية القرآنية ، الكريمة ، في السانحَة نفسها ، التي رأيتني فيها أنتظرُ من البك أن يُفسّر لي لغز تلك الصحيفة ؛ وأعني بها ، كناش الشيخ البرزنجي . إلا أنه بدلاً عن ذلك ، فإنه أخرجَ الآن كتاباً فرنسياً ثمّ راحَ يَعرضه على ناظري . " إنّ هذا الكتاب ، وعنوانه " آثار المسيحيّة الأولى " ، يذكرُ مُفصلاً ، بالوثائق والخرائط والمخططات ، معلومات عن تلك الكنائس الشهيرة ؛ التي حوّلها المسلمون إلى مساجد أو خرّبوها ببساطة وأقاموا بمحلّها أماكن عبادتهم ". سكتَ البكُ ، مُتيحاً لي أن أتأمّلَ بعض صفحات الكتاب ، المرسوم فيها خرائط ومخططات . ولكن ، على حين فجأة ، فإني تذكرتُ مخطط كنيسة مار يوحنا ؛ الذي يُزعم أنّ مسجدنا ، الأمويّ ، أقيمَ على هدى رسم صليبه . فإذ بالمُضيف ، وكأني به كانَ يقرأ أفكاري ، يتكرّم عليّ بمفاجأة ثانية : " إنّ الوزير السابق ، المرحوم ، كانَ يَسعى لإمتلاك مخططٍ عن المسجد الأموي ، يُثبت أنه مبنيٌّ فوق أساسات كنيسة رومانيّة ، شهيرة " " كنيسة مار يوحنا ؟ " ، قاطعتُ مُحدذثي دونما وعي .
ملامحُ المُضيف ، الخالدة التعبير ، لم يكن عليها أن تدلّ على أنّ صاحبها قد بوغتَ بما قلته . وها هيَ ابتسامته ، الساخرة ، تحتل تلك الملامح مرة أخرى . قالَ لي مُقرّظاً : " حسنٌ . ها أنكَ تعرفُ ، إذاً ، المعلومة هذه ، الخطيرة ولا ريب ؛ والتي علّق عليها الوزيرُ آمالاً كبيرة ". وأردَفَ من ثمّ مُستفهماً : " وهل لدى عبد اللطيف أفندي ، أيضاً ، علماً بذلك ؟ ". إنّ البك يَفترضُ ، بلا مُواربة ، أنّ الأفندي هوَ من أمَدّني بخبر الخريطة تلك ؛ طالما أنّ كناش البرزنجي ، المَسروق ، كانَ قبلاً مُلكَ حموه ؛ الزعيم . بيْدَ أني ، وقد أفقتُ من ذهولي ، فلم أبال بعد بالمضيّ أبعدَ من ذلك . فقلتُ للقاروط ، مُتحدّياً : " بل أنا ، في واقع الحال ، من أخبَرَ صهر الزعيم بالأمر " . لقد تعمّدتُ أن أذكرَ صفة َ كبيرنا ، الشاملي ، لكي يُدرك مُحدّثي أنّ لعبته الخبيثة ، المَعلومة ، شارفتْ على التلاشي . " آه ، أجل . لقد غابَ عن ذهني حقيقة ، أنّ الدالي باش سبَقَ له أن أخبركم بهدف الوزير ، الخفيّ ، من أمره الأورطات بالهجوم على منزل الزعيم " ، قالها القاروط وهوَ يتصنّع هيئة المُحتار بأمره . في تلك الهنيهة ، كنتُ أتساءلُ بسرّي ما إذا جانبتُ الحكمة حينما بحتُ بموضوع الكناش أمام هذا الرجل ، الماكر ؛ والذي أظهرَ حتى الآنَ مدى إستعداده لفعل أيّ شيء ، مهما كانَ شنيعاً ، في سبيل الحصول على غرَضه وتحقيق مُراده. إلا أنّ البك ، ما لبث أن استأنفَ القولَ مُلوّحاً بذلك الكتاب ، الفرنسيّ : " وعلى كلّ حال ، فإنّ مخطط جامع آيا صوفيا ، أكبر وأجلّ مساجد الآستانة ، موجودٌ هنا ، أيضاً : لقد كانَ بدوره كنيسة روميّة ، مُقدّسة ، حتى أنّ العثمانيين لم يُغيّروا فيها شيئاً يُذكر ؛ لا بعمارتها البرّانية ولا حتى بتلبيسها الجوّاني ". لئن عَجبتُ من هذه المعلومة ، الأكثر جدّة ، ولكنني سررتُ ولا غرو من إنحراف الحديث بعيداً عن ذلك الكناش ، المُستطير الشأن . فبادرتُ مُحدّثي مُتسائلاً وأنا أتكلّفُ الدهشة : " وإذاً ، لمَ أرادَ الباب العالي ، بحسَب زعم الوزير ، تدميرَ المسجد الأموي وإزالته عن الوجود ؟ " " لأنه يَخشى أن تعودَ دمشق ، عاصمة الأمويين والأيوبيين ، لتصبحَ مُجدداً حاضرَة الإسلام ، العالمية ؛ وهذه المرة ، على يَد محمد علي باشا " ، نطقها القاروط بنبرَة حَفيّة ، مُنتصِرَة ، ما كانَ لها الآنَ إلا أن تدهشني ، حقاً. وعلى ذلك ، قلتُ للبك بحَذر : " إنه أمرٌ حَسَنٌ ويُفيدُ قضيّتنا ، ولا ريب ، أن تكونَ علاقتك بسعادة العزيز ، القديمة ، قد عادَتْ إلى سابق عهدها " " لقد كنتُ في سَبيلي ، والله يَعلم ، لأنقل لكَ هذا الخبَر ؛ وهوَ أنّ العزيز ، حينما إلتقيته يوم أمس ، قد كلّفني بأن أكونَ وكيلاً لمَصالحه ثمة ، في الشام الشريف ".
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرواية : مَطهر
-
الأولى والآخرة : صراط 7
-
الأولى والآخرة : صراط 6
-
الأولى والآخرة : صراط 5
-
الأولى والآخرة : صراط 4
-
الأولى والآخرة : صراط 3
-
الأولى والآخرة : صراط 2
-
الأولى والآخرة : صراط
-
الفصل الثالث : مَنأى 9
-
الفصل الثالث : مَنأى 8
-
الفصل الثالث : مَنأى 7
-
الفصل الثالث : مَنأى 6
-
الفصل الثالث : مَنأى 5
-
الفصل الثالث : مَنأى 4
-
الفصل الثالث : مَنأى 3
-
الفصل الثالث : مَنأى 2
-
الفصل الثالث : مَنأى
-
الرواية : مَهوى 11
-
الرواية : مَهوى 10
-
الرواية : مَهوى 9
المزيد.....
-
حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
-
لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم
...
-
أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
-
بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو
...
-
من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
-
حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
-
-الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى
...
-
مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها
...
-
زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو
...
-
شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
المزيد.....
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
المزيد.....
|