أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - آخر أيام الصيف_ثرثرة















المزيد.....

آخر أيام الصيف_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


الوقت الطويل ينتهي أيضا_ثرثرة

انتهى الصيف.
هذه المرة وصل أيلول بسرعة ومسرعا يعبر. الساعات.البشر. قصاصات لا تكاد تبين ما تضمره وما تشير إليه. بالذي يقال وبما يتعذر قوله.
كان الوقت ينتهي_الوقت الطويل ينتهي أيضا.
.
.
إلى رأس البسيط_ شاطئ الأحلام بعد ساعة أو ساعتين.
إلى البحر. البحر الأبيض الجميل الأزرق الواسع.
هناك نترك الأحمال الثقيلة
ونسبح عراة
تحت سمع الله وبصره.

معي ويسكي فاخرة وسيجار كوبي عدد 2
مع أصدقاء كثر وكلنا غرباء وحزانى
الوقت بدء خريف
هنا جرح اللاذقية المزمن.
*
ساعات أمشي. من قرب صيدلية حمودي إلى الكورنيش الجنوبي,فشركة الكهرباء, والعودة سريعا إلى قصيدة نثر.
بلا كلام أضع رأسي بين يدي. لا أبكي ولا أضحك. لا استمع ولا افعل أي شيء.
أليس هذا ما يسمّونه الوداع؟
.
.
أيام ثلاثة بلياليها في رأس البسيط_شاطئ الأحلام.
برفقة الجعبري ابن الجعبري أيهم....قاهر البحور وحارق قلوب العذراوات.
سنضحك إلى يوم الضحك
ونشرب الفودكا والبيرة ونختتم بعرق الريان السوري العظيم. ندّخن سيجار فاخر ونضحك.
نضحك على التعاسة وعلى الأيام السود. نضحك على خيباتنا المزروعة في زمر الدم ولون البشرة.....نضحك بلا عنوان بلا غايات.
.
.
.
كلما وضعت يدي في جيبي
أجد لساني
وأزداد حزنا
*
في جدل بيزنطي كتاب اسمه أمريكا/ وإن يكن رواية كافكا....هذا كثير.
أمّ شاهين ترتبك في تسجيل الإعارة.
_فقط اكتبي:أمريكا_ حسين
.
.
الآن في شاطئ الأحلام.
طقّة ظهر الخميس,قبالة البحر وتحت مظلّة القش.
نسمات لذيذة وأكمل قراءة صديقي فرانز كافكا.
بعد فصل بعشرات الصفحات وكثير الملل. تبدأ الرواية_الكتابة
من عالم الداخل. تثيرني وتحرّك أكثر مخاوفي عمقا.
.
.
تركت رفاقي في التخييم وانسللت لأقرأ؟
_كيف يترك أحدنا,الحياة,بصخبها وضجيجها وإغراءاتها.....خلفه, وينزوي ليكتب!
.
.
هل الجرح النرجسي يكفي لشرح عالم الداخل؟
*
قناني بيرة تفرغ وأخرى تفتح.
شغلنا النهاري الأساس. أيهم ورنا ولتصل بعدها فريدة السعيدة وبقية أعضاء العائلة المقدّسة.
بعد السباحة اللذيذة الممتعة مع الغروب. الآن وقت الشراب الحقيقي.
وقبل وصول كامل_وعدنان عدلة الصديق القادم من وراء ظهر العالم.
.
.
كأس فودكا ثالث مع قطعة ثلج تتلألأ .....لا بدّ من اتصال حميم.
في صوتك سحر. في وجهك سحر. في غيابك سحر.
ما هو التعبير المناسب؟
.
.
.
لدقيقة استمعي إلى صوت البحر
*
أمامي طفل يلعب مع الرمل.
تنضح السعادة من حركاته. يمثّل ويلعب.
لعب حر مطلق.....يثير البهجة والغيرة.
هل كان عمل كافكا وسواه من كتّاب عالم الداخل,أكثر من اختيار اللعب بديلا عن الصراعات والتنافس؟
"الطريق إلى رمسيس" عنوان الفصل الغريب في الرواية.
اعتيادي,واقعي, تفصيل واضح للعيش والتشارك والتنافس. لكن بعدما قام فوق قاعدة سحرية أشبه بالأحلام.
الطفل خلع مايوه البحر الصغير
ويكمل لعبته عاريا وفي حرية مطلقة.
.
.
وقد رأى ديلا مارش وروبنسون أشياء كثيرة في وضوح, وكانا يشيران إلى اليمين وإلى اليسار,وأذرعهم ممتدة تتحرك فوق الميادين والحدائق التي ذكروها بأسمائها, ولم يفهما كيف قضى كارل شهرين في أمريكا,ولم يكد يرى رغم ذلك سوى شارع واحد فقط من المدينة. وقد وعداه بأن يصحباه إلى نيويورك,عندما يحصلان على المال في باترفورد,وأن يتيحا له رؤية المشاهد التي تستحق الرؤية,وأماكن التسلية والمتعة أيضا,وعندما بلغ به التفكير هذا الحدّ,بدأ روبنسون يتغنى بأعلى صوته بأغنية شاركه فيها ديلا مارش بالتصفيق,وأدرك كارل أنها كانت أحد ألحان الأوبرا المعروفة في وطنه,وقد سره سماعها في ترجمتها الانكليزية كما لم يتمتع بسماعها من قبل في بلده, وهكذا فقد كونوا جوقة صغيرة في الهواء الطلق,اشتركوا فيها جميعا وبقيت المدينة التي كان عليها أن تشاركهم الاستمتاع بذلك اللحن في لا مبالاتها تحت أقدامهم.
.
.
.
شعرت بالرغبة في البكاء.
أنا لا أعرف كيف أبكي. ولا كيف أضحك,ربما.
....كافكا سيكون صديقي في الانكليزية يوما.
*
في الطريق إلى السمرة. ضيعة ضايعة....يبدو الفخر على أصحاب الطريق وبقية سكانه,بعدما تركّز ضوء الإعلام عبر مسلسل فكاهي جميل تحت اسم ضيعة ضايعة وحارة الطنافس الفوقا....أبدعه الليث حجو مع كوكبة من الفنانين السوريين وكتبه اللمّاح ممدوح حمادة....عزيز نيسين سوريا.
كامل يقود السيارة بسلاسة وهدوء,مع آرام الابن وعدنان الأخ الشبيه وحسين العديل الشبيه....هذا مطعم ضيعة ضايعة...,إشارات ذات دلالة, بعد ذلك سيارات متوقفة وزحمة تصوير أمام بيتي جودي وجاره أسعد, ....توجد قرابة مع بقعة ضوء_ الكل أبطال,كل في دوره ومساحته, كوميديا سوداء هي سقف حياتنا وعتبتها أيضا.
.
.
لا يهدر عدنان وقته,بسرعة يقفز إلى الأزرق الكبير_بدون مايوه يسبح بالشورت, كامل وآرام بهدوء عبرا الصخر...البهجة والفرح مع حركات الأيدي والأقدام في الماء النظيف قليل الملوحة. وأنا المتردد الحذر أدخّن بتكاسل في مقهى السمرة. القرية الحدودية مع تركيا.
.
.
إلى تشاليما_جبال كسب...أعلى مرتفعات في الساحل السوري, والأساطير حول مقولة جمال عبد الناصر....دي الجنّة,ونفس العبارة تتردد في بلودان على أنها مقولة محمد عبد الوهاب....ومثيلتها في مقهى شاناتا حول أم كلثوم.
.
.
نحن السوريون في مزيج مبهم من الفخر والبساطة والقدرية نثرثر في كل الشؤون, نتحمّس, نصغي قليلا,نكره البلد حتى نغادره وبنفس اللحظة يبدأ حنين العودة, في حلقة مفرغة لا تنتهي. قريبا سأختبر هذا النوع من العيش وهذا اللون من المشاعر,ربما.
*
سهرة الخميس في مطعم شاطئ الأحلام تتأخر كالعادة.
سرت شائعة أن باب الحارة هو السبب,بعدما ينتهي تبدأ السهرة.
حدث ذلك مع كاساندرا والزير سالم والمسلسل التركي....,قبلها في أفلام سميرة توفيق ومحمود ياسين ونجلاء فتحي....بسرعة نتعلّق وبسرعة أكثر نهجر.
.
.
فجر الجمعة بعد غناء وشرب كثير, نسقط في النوم بلمح البصر. عدنان يسبح لوحده. صباح السبت عدنان يسبح لوحده....أشعر بالغيرة والحسد.
أتمنى لو أمتلك هذه الحماسة والإقبال على الحياة.
.
.
أخيرا الوداع
انتهى الصيف. انتهى رأس البسيط وشاطئ الأحلام وهاواي.
ميكرو باص إلى بيت يا شوط.
سيارة كامل إلى دير ماما.
منير وعائلته إلى الشام.
تحت قيادة أيهم إلى اللاذقية.
.
.
يرنّ التلفون. عماد.
كيفك أزدشير....اشتقت إليكم.
_توجد مادة في تشرين الثقافي تخصّك
نلتقي مساء.
ومع عماد صباح الأحد.
*
هنا بسنادا.
هنا ينتهي العالم.
اليمامة فرّخت,زغلولين صغيرين.....أسودين شبه منتوفين
واحد ماجد والثاني خلف أو منهل باريش....ماذا لو كانت إحداها أو الاثنتان زغلولة؟
اسم واحد
هو
ة
.
.
هنا يبدأ العالم.
هنا بسنادا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيدا عشق الأيام وطلّقها...._ثرثرة
- على كرسي الحلاق _ ثرثرة
- .....أكثر من ليلة بيضاء في الملاجة _ ثرثرة
- حياة الظل-ثرثرة
- ألاعيب الذاكرة_ثرثرة
- ستة أيام غيّرت اللاذقية,ربما العالم!_ثرثرة
- أبعد من الأسف_ثرثرة
- وأخيرا....الحب الحقيقي_ثرثرة
- لن أعتذر هذه المرة_ثرثرة
- هدوء يسبق العاصفة_ثرثرة
- محمود.....خيبتنا الأخيرة _ ثرثرة
- التوقف في المكان _ الزمان الخطأ _ ثرثرة
- مستود وحزين_ثرثرة
- شخصية روائية تقتل|تبتلع كاتبها_ثرثره
- الصفة.....مهاجر,بداية العدّ التنازلي_ثرثرة
- بوذا وماركس في جدل بيزنطي_ثرثرة
- صباح فاتر.....وجديد_ثرثرة
- ....قليل من الحب_ثرثرة
- .....عذرا جمانة_ثرثرة
- أحلام وحكايات كثيرة_ثرثرة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - آخر أيام الصيف_ثرثرة