أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شخصية روائية تقتل|تبتلع كاتبها_ثرثره














المزيد.....

شخصية روائية تقتل|تبتلع كاتبها_ثرثره


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 05:32
المحور: الادب والفن
    



قصيدة نثر أو رواية نثر_ما الفرق؟
الفارق الوحيد هو الحرية.
أن يتحوّل مرجع التعبير,من الماضي والذاكرة إلى الحاضر والأحلام وما يحدث للتو.
.
.
لا يعنيني بشيء تصنيف كتابتي, ولا تصنيف الكتابة عموما.
أحبّ أو أنفر. هي القضية في الجوهر.
_رواية نثر,بمعنى تنحية المركز(الحكاية,الاهتمام, المنظور, ...شكل التعبير), لصالح المشاعر والحاضر المفقود.
_السعي المحموم_ربما, إلى الشغف والمتعة.
.
.
هل السعادة في مكان آخر؟
*
لحظة ركوب الطائرة,سيحدث تبديل جذري في الأدوار. يتنحّى الكاتب إلى أجل غير معلوم,ويتقدّم الثرثار.....ليمسك دفّة قيادة حياتي الجديدة.
في اللاذقية أعيش وأتكلّم وأدوّن...مشاعري وما يلفت نظري واهتمامي,ضمن رقابة ذاتية حدّدتها....التجربة والمناعة وتكرار حذف الخطأ.
في أمريكا تستمر اللعبة,لكن المشهد مختلف والبطل آخر.
.
.
هل أقبض على السعادة في أمريكا؟
رهان جدير بالمقامرة.
*
ما هي أحلامك المتبقيّة يا حسين؟
أكثرها يبست....وطمرها الرماد_في بلاد العرب أوطاني.
.
.
هل صحيح وعادل_في كتاباتي الشعرية كلها_ لا توجد عشرات الصفحات, تصلح لطباعتها في ديوان أنيق وشهي للقراءة....أقلّه على صفحات جرائد ورق؟ ربما لا وربما نعم.
هل صحيح_في كل ما كتبته_ من قراءات ومتابعات أو هذيان....وتعبير مؤلم,عن عالم الداخل وما فيه, لا توجد مادّة واحدة تستحق مكافأة ماديّة ولو مئة ليرة؟
بالتأكيد يوجد أكثر بكثير.
.
.
مات اليوم محمود درويش_ لم يصدمني موته ولم يفجعني.
بريء في قصيدة نثر استهجن موقف اللامبالاة التامّة من قبلي.
_كلنا سنموت يا بريء. لست مسؤولا عن موته.
ديمة تنظر بدهشة: هل أنت شرير إلى هذا الحدّ؟
.
.
من محمود درويش وصولا إلى خليل صويلح_مرورا بجميع مسائيل المنابر الثقافية العربية_بمجموعهم وقضّهم وقضيضهم....يتحمّلون مسؤولية مباشرة عن كآبتنا. نحن كتاب العربية وشعرائها الحقيقيين .....كلنا في الظل_ لا_ في العتمة,بقصد وتصميم.
*
بدأت أشعر بالغضب.
حمولة هائلة_من القهر والحرمان_ أكبر من طاقة فرد على التحمّل, تحرق أعصابي منذ عشرات السنين.
_لا استجدي أحدا.
حتى الطلب البسيط,من اقرب الناس وأعزّهم, لا أعلنه إلا بشقّ النفس.
.
.
نعم ~أنا سعيد بحمل صفة المهاجر.
سعادتي وفرحتي أكبر بمرات,من شعور الفقد وخسارة ذاكرة تجمع الأهل والأصحاب والأحباب.....
صحيح توجد غصّة_ وألم الفراق موجود قبل مغادرتي.
.
.
لن أتعرّض إلى الظلم الذي شربته هنا-في مكان آخر أبدا.
لن أتذوّق مرارة سوء الفهم_ الذي حطّمني هنا,في مكان آخر أبدا.
صحيح....لمسة الحنان والحبّ_مع فريدة السعيدة وخارج مؤسسة الزواج أكثر, وصل إلى الذروة هنا في اللاذقية وسوريا,ولن اعرف طعمه ثانية...في مكان آخر أبدا.
.
.
كله صحيح
الأسوأ قد مضى
لكن الأجمل مضى معه أيضا.
*
في الصباح أقدّم استقالتي من عملي كمهندس في شركة كهرباء اللاذقية.
وفي المساء سأسكر,مع بعض _أكثر_ ما أحببته في الحياة.
.
.
ألن أتألم وأشتاق وأحن هناك إلى اللاذقية وأهلها؟
بالتأكيد. سأعض أصابعي وسيجرحني الحنين.
لكنني مغادر.
حسمت أمري. هو قراري الأول الشخصي والحرّ والنهائي...طيلة حياتي.
.
.
ماذا ستشتغل في أمريكا يا ابن عليا؟
ألا تخاف التشرّد وأنت على أبواب الخمسين؟
.
.
أن يحتمل سوري التشرّد في دمشق عشر سنين وبعدها عشرين في اللاذقية
يحتمل بقية عمره_كيفما تكون_ في أي بقعة فوق هذا الكوكب.
*
سكران
بلا كأس ولا نديم
سكران لحالي لوحدي بمفردي
لا جميلة تضيء وحشتي بكلمة أو رنّة تلفون
لا
أحد
سكران
في ليل بسنادا ووادي الأحمر والبياضة
سكران
نديمي السكون
وحبيبتي الليل.
*
هل يمكن بالفعل_في العالم الواقعي القابل للقياس والتجريب_ لشخصية في كتابة أن تقتل مؤلفها, وتحلّ مكانه؟
.
.
هذا ما يحدث معي,في أكثر حلقات الثرثرة,بالضبط.
تخرج إحداها,وتطرد حسين ابن عليا وزوج فريدة السعيدة الليبرالي الجديد واليساري الذي يلهو بكتابة الشعر,....إلى خارج بسنادا وسوريا,بل إلى خارج الواقع.
تخرج إحدى شخصيات الثرثرة_وتمتصّ ذلك المسكين_ من الخارج ومن الداخل, ثم تحتل الاسم والذاكرة والموقع ....والكيان كلّه.
تكتب ما تريد
وتنشره على موقعه الفرعي في الحوار المتمدن
وتستخدم نفس الاسم والعنوان والايميمل....وكل أشيائه الشخصية.
وفي الصباح_ الذي لا يرحم
تدور أشرس المعارك وأكثرها وحشية
في أعصابي وشراييني....حتى آخر ذرّة من الجهد والطاقة
ويسألونني؟
هل ابيضّ شعرك في مطلع العشرينات حقا!
.
.
ليس لي سوى الضحك
بيتي وعنواني وكياني
الضحك هويتي وهاويتي
أنا الضحك
إنا إله الضحك وخالقه كل لحظة وكل رفّة جفن
اضحكي واضحكي أكثر وأقوى
لنضحك
العالم كله مضحكا
اليوم وغدا وفي الأمس
هكذا كان
وهكذا يبقى
.
.
لا حقيقة إلاك
وهذه الكأس
التي أشربها دفعة واحدة
بصحتك وفي حبك
.
.
أين اختفى الوغد الشرير حسين عجيب؟
لا وجود له
هو وهم
قطعة صدى ضائعة في الهواء
لا صوت لا ملمس لا كيان
فراغ
في فراغ
.
.
لا تثيروا أدنى الضجّة
الأرواح أيضا
تتألم
وتتعب.
.
.
هذا المساء مات محمود درويش.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفة.....مهاجر,بداية العدّ التنازلي_ثرثرة
- بوذا وماركس في جدل بيزنطي_ثرثرة
- صباح فاتر.....وجديد_ثرثرة
- ....قليل من الحب_ثرثرة
- .....عذرا جمانة_ثرثرة
- أحلام وحكايات كثيرة_ثرثرة
- خلف.....وفي عربات الميتافيزيقا_ثرثرة
- يوم آخر_ثرثرة
- لست بقارئ_ثرثرة
- موعد ثاني في قصيدة نثر.......ذكر النحل_ثرثرة
- بقية العمر_ثرثرة
- أيضا يوم لعين في جبلة_ثرثرة
- مراوغة وتسويف_ثرثرة
- لاصباح بدون قهوة أزدشير _ ثرثرة
- هل قلت وداعا لللاذقية التي تحب_ثرثرة
- لماذا لا أسافر_ثرثرة
- مكاني ماذا تفعل_ثرثرة
- فترة كمون_ثرثرة
- أصحو على صوت الواقع وحركاته_ثرثرة
- أجمل ما رايت_ثرثرة


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شخصية روائية تقتل|تبتلع كاتبها_ثرثره