أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - على كرسي الحلاق _ ثرثرة














المزيد.....

على كرسي الحلاق _ ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 07:26
المحور: الادب والفن
    


أية شجاعة؟ أيّة حماقة؟ أي جنون؟
أن تضع رأسك ورقبتك_تحت مشرط رجل مجهول لا تعرف قرعة أبيه!
.
.
في صالون الشباب على زاوية حديقة المشروع السابع جهة الغرب,أفعلها.
أتأمل صورتي في المرآة....الشيب,تهدّل البشرة والوجه كلّه...جورة العينين....
يا الله....هل مضى الشباب بلا عودة.
.
.
عبر الخطوط المتقاطعة على الكفّ
عدت إلى الغناء
وعادت إليّ طفولتي
لكن أحدنا صار أعمى
والآخر أصمّ.....
كانت تلك المناجاة على باب الأربعين.
مرت السنون العجاف والسمان وعبر الزمن الكثيف فوق رقبتي.
*
عددهم أكثر من ألف.
من ساكنتهم وعشت معهم ساعة بساعة ويوم بيوم.
نساء ورجال من أعمار مختلفة وطباع متضاربة. سمر وشقر وبيض وسود قصار وطوال سمان وهزيلون....فلسطينيون وعراقيون وتوانسة وجزائريون وسودانيون....سوريات وسوريون من مختلف اللهجات والأشكال.
بعضهم مرفوع والبعض منصوب,شرب وثرثرة ونياكة وندم....وبكاء مكتوم أحيانا.
أكثرهم يرى الحياة معركة مفتوحة,أبسط كلمة أو حركة هي صفقة العمر.
ومنهم صبايا وشباب....يشربون مع الماء العكر_ ولحظة ذكرى تشفي وتبهج.
أكثرهم يساريين والعدالة وجهتهم.
كتاب شعراء حالمون موسيقيون فنانون سكرجيون عاشقات وعشاق....
ثم وصل العدم واللاجدوى وغرقنا جميعا في الكآبة.
*
الحرية أولا.
الحرية هي القيمة الأولى والأساس.
أن تحلم وتخطئ وتجرّب وتعبّر وتمحو وتعيد,تعتذر وتسامح...وتطلب الغفران.
تكتب كما تريد وتقرأ على هواك
كل باب تراه أدخله. أكسره إن تطلب الأمر ذلك.
كل طريق أمامك أعبره وإلا......
لكن عندما يميل القلب والكيان كلّه إلى هذه أل....."ة"
توقّف. خذ نفسا عميقا
استمع إلى صوتك الداخلي
وحده الطريق العادل_ الحرّ_ الجميل_ الواعد
فيه المعنى وفيه العذوبة والعذاب.
*
كلمة"شعر"وكل ما تشير إليه أو تذكّر به,تحتاج إلى اقتلاع من الجذور.
_على الصفر. أريد حلاقة على الصفر يا سيدي الحلاق.
.
.
كرسي واحد يجمعنا.
لم ينفض شعر من سبقني.
يتلاعب بالموس....ويتحدّث في كل الشؤون.
الشفرة على رقبتي,فوق أذني....هو يطلق النكات,ويدخل في جدل حماسي وتشتد عصبيته, فأرتعب.
_ أستخدم حيلي النفسية,أتشاغل عن قلقي,استحضر المفاصل المأساوية في حياتي وتلك النعم_الهدايا,.....بدون كثير فائدة.
الشفرة ترعبني. هي للقطع والبتر لا غير.
وهي في يد رجل غريب لا أعرف عنه شيئا.
.
.
أستسلم
أفعل ما تريد يا سيدي الحلاق.
*
أصارع للخروج سالما من الأربعين.
بكل طاقتي أصارع. لكنه اللعين عقلي أخطر الأعداء.
يمزّقني في اتجاهات مختلفة,واعجز عن التأثير عليه.....كيف السيطرة؟
هذا السادي المتوحّش أنهك جسدي. حطّمه.
في مطلع العشرينات كنت سعيدا بامتداد البياض.
في الثلاثين_بذعر رحت أحصي الشعيرات السوداء المتبقية
في الأربعين خسرت الحرب.
أشباه. أقنعة.كلمات. صور. ألعاب في المحو والنسيان.....بلا جدوى.
أغرقه بالكحول. كلّ يوم المزيد من الكحول وسحب الدخان.
لكنه يعود أقوى من اليوم الذي سبق.
يرمي أدقّ التفاصيل في وجهي,يستحضر الواقع_ببراهين وأحداث لا تدحض.
في الليل معكرة
وفي الصباح ضحايا وخسائر.
*
سيدي الحلاق
أخطأت الظن فيك. اعتذر. وأطلب الصفح والغفران.
أنت لم تقطع أذني. لم تهدد ولم تتوعد. وما طلبت وثيقة استسلام. ولا أي شيء مذلّ.
لو كنت مكانك لما ترددت.
لفعلت ما تفعله أنت بالضبط.
أثرثر,وادخل في مماحكات وسجالات ترعب الخصم_الزبون
خلف الباب نترك سوء الطباع والأمزجة الكريهة
_نعما.
شكرا.
_مع السلامة.
*
ألا ليت الشباب يعود يوما.......لأخبره بما فعل المشيب.
ألا ليت الشباب يعود يوما.......



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .....أكثر من ليلة بيضاء في الملاجة _ ثرثرة
- حياة الظل-ثرثرة
- ألاعيب الذاكرة_ثرثرة
- ستة أيام غيّرت اللاذقية,ربما العالم!_ثرثرة
- أبعد من الأسف_ثرثرة
- وأخيرا....الحب الحقيقي_ثرثرة
- لن أعتذر هذه المرة_ثرثرة
- هدوء يسبق العاصفة_ثرثرة
- محمود.....خيبتنا الأخيرة _ ثرثرة
- التوقف في المكان _ الزمان الخطأ _ ثرثرة
- مستود وحزين_ثرثرة
- شخصية روائية تقتل|تبتلع كاتبها_ثرثره
- الصفة.....مهاجر,بداية العدّ التنازلي_ثرثرة
- بوذا وماركس في جدل بيزنطي_ثرثرة
- صباح فاتر.....وجديد_ثرثرة
- ....قليل من الحب_ثرثرة
- .....عذرا جمانة_ثرثرة
- أحلام وحكايات كثيرة_ثرثرة
- خلف.....وفي عربات الميتافيزيقا_ثرثرة
- يوم آخر_ثرثرة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - على كرسي الحلاق _ ثرثرة