محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 21:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صرّح صاحب السعادة (الأمريكية) مارك سافايا مبعوث الرئيس ترامب للعراق، في حديثه عن نزع سلاح الفصائل، قائلا: "أنه مرتاح ويريد نزعا شاملاً للسلاح لا رجعة فيه". مشيرا إلى أن توجّهات بعض الفصائل المسلحة لنزع سلاحها "يُعتبر تطورا مشجّعا يستجيب لدعوات المرجعية الدينية". غير أنه شدّد في الوقت ذاته على أن "التصريحات وحدها لا تكفي". داعيا إلى نزع شامل وغير قابل للتراجع.
المهم يا سيد سافايا سواء تعلّق الأمر في نزع السلاح أو في نزع العمائم، هو أن تبقى اسرائيل، درّة تاج الامبريالية الامريكية، بعيدة عن التهديد، حتى بالكلام والإشارات. فهدف أمريكا في المنطقة هو تجريد الدول، وليس الفصائل المسلحة فقط، من سلاحها وقدراتها العسكرية. وعكس ذلك فإن جيوشكم من العملاء والمرتزقة والجواسيس جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لزعزعة استقرار اي بلد.
ولكي يطّلع القاريء الكريم على اهتمام ماما امريكا بالشعب العراقي، أودّ أن انقل له حرفيا تصريحات مارك سافايا مبعوث " الديك الرومي" دونالد ترامب. يقول سافايا: (وفقا للدستور العراقي وسيادة القانون لا يحقّ لأي حزب سياسي أو منظمة أو فرد امتلاك سلاح أو تشغيل تشكيلات مسلّحة خارج سلطة الدولة. وينطبق هذا المبدأ على جميع أنحاء العراق دون استثناء)
معقولة يا سافايا، جميع أنحاء العراق ودون استثناء؟
ويستطرد السيد سافايا في حديثه الذي يتضمّن تهديدا مبطّنا فيقول:
(يقف العراق اليوم عند مفترق طرق حاسم. فامّا أن يمضي قدما في طريق السيادة والاستقرار والازدهار والوحدة وسيادة القانون. وامّا ان يبقى عالقا في دوّامة التفكّك وانعدام الأمن حيث تستغل الجماعات المسلحة غير القانونية موارد الدولة لمصالح شخصية واجندات خارجية مما يفاقم تقويض سلطة الدولة)
يا مستر سافايا كلامك من ذهب !
ولكن قل لنا الله يرحم والديك، من الذي أوصل العراق إلى ما تسميه "مفترق طرق حاسم" غير أمريكا بشكل أساسي ثم ايران، شريككم في غزو واحتلال العراق؟
ولماذا استيقظتم من النوم بعد أكثر من عقدين من الزمن واكتشفتم "فجأة" أن الميليشيات المسلحة، وبعضها كان مدعوما من قبلكم، تستغل موارد الدولة لمصالح شخصية واجندات خارجية؟
وليتك تذكر لنا ولو تلميحا اسما واحدا من هؤلاء الذين استغلوا موارد الدولة؟
على كل حال، جزاك الله خيرا على الكلام المعسول والاهتمام الأبوي من قبل الرئيس (ابو الصفقات التجارية) دونالد ترامب. وانقل له تحيات الحكومة العراقية الجديدة مع هذا المثل:
الأمر غالي والطلب رخيص !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟