نصيحة لينين للفقراء و الفلاحين و المضطهدين في أوقات الثورات


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 21:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

إنها نصيحة لينينية بامتياز لكنها ليست خاصة بالمعلم لينين , يشاركه فيها كل الثوار السلطويون من كل المشارب و الإيديولوجيات و الأديان و الطوائف و القوميات , نصيحة خاصة موجهة للفلاحين , للفقراء و المضطهدين , المحكومين , في زمن الثورات السلطوية , لكن للحقيقة إنهم يقولون هذا فقط عندما يكونون هم الجالسون على عرش السلطة : لا تنخدعوا بشعارات الحرية و المساواة .. كلا , لم يخدعكم الثوار السلطويون عندما وعدوكم بالسلام و الخبز و الحرية التي لن تحصلوا عليها , أنتم من فهمتموهم خطأ .. تستحق أن تقرأوها و تعرفوها , نحو مزيد من الخبز و السلام و الحرية و العروش و السجون و الثوار السلطويين

مقدمة "لخداع الشعب بشعارات الحرية و المساواة" – فلاديمير لينين
المسألة التي تحدثت عنها في خطابي في المؤتمر عن تعليم البالغين في 19 مايو أيار – أي مسألة المساواة عموما و المساواة بين العمال و الفلاحين تحديدا – هو بلا شك أحد أكثر الأسئلة الملحة و "المؤلمة" لعصرنا , مسألة تمس أكثر الأفكار المسبقة المتجذرة عند البرجوازية الصغيرة , صغار الملاك , مالك السلع الصغيرة , كل شخص غير مثقف و تسع أعشار الأنتلجنسيا ( بما في ذلك أنتلجنسيا المناشفة و الاشتراكيين الثوريين ) . تنكرون المساواة بين العمال و الفلاحين ! كم هذا رهيب ! هذا بالطبع شيء يحاول كل أصدقاء الرأسماليين و مرتزقتهم , و المناشفة و الاشتراكيين الثوريين أول الجميع , أن يغتنموه لكي "يثيروا" الفلاحين , "ليحرضوهم" و يثيروهم ضد العمال , ضد الشيوعيين . هذه المحاولات لا مناص منها لكن بما أنها قائمة على أكاذيب فإنها محكومة بالفشل المشين . إن الفلاحين بشر عمليون , و دائمو التفكير بالبزنس . يجب تفسير الأمور لهم بأمثلة عملية سهلة , من الحياة اليومية . هل لدى الفلاح الذي لديه فائض من الحبوب ما يبرر له إخفاء هذا الفائض لتصل أسعاره إلى مستويات باهظة و مربحة دون أي اعتبار للعمال الذين يعانون من الجوع ؟ أم أن سلطة الدولة التي هي بيد العمال , لها ما يبررها في الاستيلاء على فائض الحبوب بأسعار لا مربحة , لا بسعر التجزئة و لا أسعار باهظة بل بأسعار ثابتة تحددها هي ؟ هذه هي المسألة , هذه هي كل القضية باختصار . ليتجنبوا مواجهة هذه الحقيقة فإن المحتالين , كالمناشفة و الاشتراكيين الثوريين الذين يعلمون لحساب الرأسماليين , لإعادة السلطة المطلقة إليهم , يلجؤون إلى العبارات الفارغة عن "المساواة" و "الوحدة الديمقراطية العمالية" .

من خطاب لينين في مؤتمر عموم روسيا عن تعليم الكبار
النقطة الأولى التي اخترتها هي الصعوبات التي تواجهها كل ثورة , كل تحول نحو نظام جديد . إذا تأملتم في الهجمات التي يشنها ضد البلاشفة أشخاص يعتقدون أنهم اشتراكيون و ديمقراطيون – و كأمثلة عليها يمكنني أن أقتبس مجموعات من الكتاب من جريدتي فسيغدا فبيرود و ديلو نارودا , الصحيفتين اللتين تم إغلاقهما برأيي بشكل محق تماما لمصلحة الثورة و التي يلجأ ممثلوها غالبا إلى النقد النظري في هجمات من هذا النوع الأمر الطبيعي جدا بالنسبة للصحف التي تعتبرها سلطاتنا معادية للثورة – إذا تأملتم في هذه الهجمات على البلشفية التي يقوم بها هذا المعسكر ستجدون اتهامات دائمة مثل : "لقد وعدكم البلاشفة , أيها العمال , بالخبز و السلام و الحرية , لكنهم لم يمنحوكم لا الخبز و لا السلام و لا الحرية , لقد خدعوكم , و هم يخدعونكم أيضا بالتخلي عن الديمقراطية" . سأتطرق لقضية التخلي عن الديمقراطية بشكل منفصل . سآخذ هنا الجزء الآخر من هذا الاتهام : وعدكم البلاشفة بالخبز و السلام و الحرية , لكن البلاشفة منحوكم فقط حربا متواصلة , صراعا عنيفا و عسيرا بشكل استثنائي , حرب كل الامبرياليين , كل الرأسماليين من كل دول الحلفاء – الذي يعني أكثر البلدان تحضرا و تقدما – ضد روسيا المعذبة و المرهقة و المتخلفة" . و أكرر , ستجدون هذه الاتهامات في الصحيفتين اللتين ذكرتهما , ستسمعوها في النقاشات مع كل مثقف برجوازي يعتقد بالطبع أنه ليس برجوازيا , ستسمعونها بالطبع في كل نقاش مع كل شخص غير مثقف . لذلك أطلب منكم التفكير في مثل هذا النوع من الاتهامات ….

ترجمة مازن كم الماز
نقلا عن
https://www.marxists.org/archive/lenin/works/1919/jun/23.htm
https://www.marxists.org/archive/lenin/works/1919/may/06.htm