|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: مازن كم الماز |
نقاش لمقال وسام سعادة عن الحرية و الجماهير العربية
في الحقيقة يخطو وسام سعادة خطوة مطلوبة و جريئة نحو مقاربة أسباب هزيمة الربيع العربي ، أبعد قليلًا من الإطراء الذي اعتاد "الثوار" إطلاقه تجاه "الجماهير" خاصة و أن النقاش اليوم يفترض أن يحتدم حول أسباب هزيمة الانتفاضات العربية و ما آلت إليه الأحوال التي استبشر بها الكثيرون خيرًا مع انصرام عام 2010 و بداية 2011 … لا شك في أن فهم الجماهير العربية لشعار الحرية مبهم و غامض و أن هذا الشعار الرئيسي في الثورات العربية بقي عمليًا بدون تحديد و لم يجري نقاشه لا من قبل الجماهير و لا حتى من قبل "الثوار" الذين سموا أنفسهم أحرارًا في كثير من الأحيان و هنا تكمن أهمية مقال وسام كمحفز لهذا النقاش الذي حان وقته بلا شك … بقي استخدام شعار الحرية في التداول السياسي اليومي محكومًا بالحاجات السياسية المباشرة لمن رفعه خاصة من المعارضة السابقة للأنظمة أو من الأنظمة التي تنافست على استقطابها … بالنسبة للجماهير كان الموضوع أكثر تعقيدًا حتى فالناس كانت تعرف جيدًا ما لا تريده بينما لم تكن تعرف بالضبط ماذا تريد و كيف ستصل إلى ما تريد … بالنسبة للناشطين و المثقفين المعارضين كان الموضوع أقل تعقيدًا ، المعارضون عمومًا كانوا قد تلبرلوا في العقود الأخيرة و حتى الإسلاميين ما عدا أنصار التيارات الجهادية ، كانوا جميعًا يفسرون الحرية حسب فهمها الليبرالي السائد مع تعديلات تزيد أو تنقص منها غالبًا لتتواءم مع الموروث أو الظروف المحلية الخاصة ، جرى تقليم أظافر الليبرالية الغربية لتتماشى مع ايديولوجيات المعارضات العربية النصف قومية نصف إسلامية … تصورت النخب المعارضة في غالبيتها نظامًا يقوم على الانتخابات "الحرة" ينتج سلطة "شرعية" يحق لها التصرف بالكثير من الحرية بشؤون البلاد و العباد … كانت الحرية بهذا المعنى ممارسة من قبل في لبنان و في العراق بعد 2003 دون أن تؤدي في الحالتين إلى تحسين ظروف الناس العاديين أو تخفف من وطأة الفساد المستشري في السلطة … لا شك أن "تسرع" الجماهير و انعدام صبرها و عدم اصطفافها وراء المعارضات الديمقراطية و عدم قيامها بالدفاع عن "المؤسسات" الديمقراطية المنتخبة قد أثار تساؤل هذه النخبة و غضبها و يشكل انحسار موجة الغضب الجماهيري قبل أن تتمكن المعارضات من تثبيت أقدامها في الحكم معضلة لهذه المعارضات ، معضلة سياسية و فكرية أيضًا … في الحقيقة تستحق تجربة الأيام الأولى من الانتفاضات العربية وقفة هنا ، فالساحات التي احتلتها الجماهير في تلك الأيام شهدت نمطًا من ممارسة الحرية انتظمت فيها الآلاف و في بعض الأحيان الملايين وفق فهمها الأولي للحرية ، أي وفق شعار الشعب يريد … يذكرنا هذا ببعض المعتزلة الذين ذهبوا أبعد من سواهم قائلين بأن الناس ، أو "المسلمين" ، إذا التزموا بالعدالة فيما بينهم من دون قسر أو إكراه لانتفت الحاجة إلى "إمام" أو إلى من يحد من حرية الناس كي يحمي حرية البعض من البعض … في الحقيقة لا يمكن تصور ثورة من دون أن تكون الجماهير واثقة في قدرتها على تغيير حياتها أو انتزاع مصيرها من يد من يتحكم بها في لحظة ما ، من دون ذلك لن تحاول الجماهير ، بغض النظر عن صعوبة تعريف هذه الجماهير أو تحديد المقصود بها ، القيام بأي حراك مهما يكن تافهًا … هذا أيضًا يطرح و بكل قوة مدى مشروعية الثورات بما في ذلك ثورات الربيع العربي و الثورات المحتملة أو القادمة ؛ إذا لم يكن ممن الممكن للشعب أن يريد … قد لا تحتاج النخب لأكثر من مبررات مؤقتة و سطحية لثورات الجماهير إن كانت في صالحها مؤقتًا و هذا قد يكفيها شر التنظير لحراك جماهيري طويل الأمد و بلا حدود أو غير محدود بإقامة نظام جديد يستمد مشروعيته من صندوق انتخابات أكثر "نزاهة" بغض النظر عن أي تحسن في أوضاع "الجماهير" و قد لا تجد نفس النخب مشكلة في التنظير لقيود "ضرورية" على حرية الجماهير ما أن تصبح في السلطة ؛ لهذا قد يكون من الضروري باستمرار تذكير الجماهير أنه يمكنها أن تريد فقط ما هو ممكن … في مايو أيار 1968 زعم الطلاب الفرنسيون أنه "كي تكون واقعيًا ، اطلب المستحيل" , كل ما جرى بعد ذلك كان ردة فعل عنيفة على ذلك الربيع العابر … هنا أيضًا أطلق الجميع النار على سارة حجازي و علياء المهدي ، هناك دائمًا قيود و حدود يجب إعادة تأكيدها بغض النظر عمن يحكم و بأية طريقة
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |