أنا أخشى حماس كما أخشى نتنياهو و أخشى على الفلسطينيين منها كما أخشى منها على كل من هو غير مسلم


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أخشى حكومة حماس بقدر ما أخشى حكومة نتنياهو , فحكومة حماس تعاقب رعاياها على أخطائهم و تراقبهم ، و هي في ذلك لا تختلف عن أية حكومة أخرى ربما هي فقط أقدر على قتل من تعتبرهم خصومها و في هذا يجب ألا نحرمها من إنجازاتها تلك ، من عائلة حلس و المدنيين الذي ركبوا بالصدفة نفس الباص الذي ركبه أحد استشهادييها و سلفيو غزة الذين اعتقدوا أن يوم التمكين قد حان إلى أطفال و نساء البدو الذين يعيشون في صحراء بئر السبع … من الصعب جدًا أن أعتبر غزة نموذجًا لفلسطين الموعودة و لا أرغب في أن أصدق أن حكم حماس هو ما حلم به الآلاف عبر سنين و كل ما أتحفنا به قادة و مفكرو النضال الفلسطيني و من أجله سالت دماء غزيرة من فلسطينيين و يهود و لبنانيين و مسيحيين و مسلمين الخ الخ … و في نفس الوقت أرى كيف يهرب أهل غزة من أرض الميعاد الإخوانية ، من حكم حماس و تحديدًا إلى دول كافرة كلها عنصرية و إسلاموفوبيا مفضلين حكامًا مثل ميلوني و ميركل و حتى ترامب على هنية و العاروري … كيف هرب التونسيون من حكم الغنوشي تمامًا كما يهربون اليوم من حكم قيس سعيد ، و يهرب الشيعة العراقيون تمامًا كالسنة العراقيين و الشيعة اللبنانيون كما يفعل المسيحيون اللبنانيون ، مات إدوار سعيد في بلد اغتصبه بيض مستعمرون من سكانه الأصليين.و عاش حياة لائقة أو تزيد مولها أحفاد هؤلاء المغتصبين و مات هناك أيضًا محمود درويش و لا يفكر الفلسطينيون الأمريكيون بالعودة إلى غزة حتى أكثرهم تشددًا و مغالاة في عدائهم لكل ما لا يشبه أو لا يؤمن بما آمن به أجدادهم و أسلافهم … أما حكومة حماس بالذات فأنا أخشاها بشدة و أخشى كل من يشبهها و كل من يدافع عنها ، أخشاها و أخشاهم أكثر مما أخشى ترامب ، حكومة حماس قادرة على قتل خصومها بالجملة و تعريفها للخصم فضفاض و يكاد يشمل كل البشر الذين لا ينتمون إليها تقريبًا ، و حماس تملك من الكراهية ما يجعلها قادرة على أبشع الأفعال و الجرائم و ليس ضروريًا أن تكون من فتح أو من عائلة حلس أو اسرائيليا كي تقتلك حماس ، يكفي ألا يعجب شكلك أحد مقاتليها الأشاوس و المعززين بالنصر الإلهي أو أن تختلف مع واحد منهم مهما كان السبب تافهًا كي يلحقوك بخصوم محمد و الخارجين على كل السلاطين الذين خلفوه وصولًا إلى فرج فودة و ناهض حتر ، لدى جنودها تفويضًا مفتوحًا من قيادتهم و تفويضًا الهيا لذبح كل من لا يعجبهم أو يخاصمهم أو كل من يرغبون بقتله … حماس قادرة على ما لا يقدر عليه نتنياهو ، حماس قادرة على التطهير العرقي ، على الترانسفير و الذبح على الهوية ، و ليس صحيحًا أن حماس تعادي إسرائيل فقط ، حماس تعادي كل من لا يشبهها بل كل من لا يفكر تمامًا و وفق أدق التفاصيل مثلها ، و كحركة مقاومة و تحديدًا كحركة مقاومة اسلامية إلهية ربانية من السهل جدًا اعتبار كل من يخاصمها أو يجرؤ على مناقشتها ليس فقط كافرا و زنديقا بل أيضًا عميلًا و خائنًا ، إني أخشى حكومة حماس و أخشى على الفلسطينيين أن تحكمهم من الماء إلى الماء بقدر ما أخشى على كل من يسكن هناك بين البحر و النهر منها