|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: مازن كم الماز |
في رثاء عبد الباسط الساروت
من التفاهة أن ترثي أحدهم لأننا جميعا ميتون كما خاطب إله محمد نبيه و من كفر به و سخر منه , من الغبي أن تعد شخصا بما لا تملك فإذا كان هناك إلها ما يريد أن يمن على عبد الباسط أو غيره بجناته و حورياته و أنهار اللبن و الخمر و العسل و إذا أراد أن يمن على غيره بالدنيا و من عليها فلا سبيل لنا و لا غرض لنا في ذلك , و إذا كان الأمر محاولة للاسترزاق أو الاستثمار في الدماء فإنني اعتدت كطبيب أن أسترزق منها بطريقة مختلفة , و إذا كان الأمر هو الدعوة لمواصلة المجزرة فأنا من أول الداعين لمواصلتها حتى الانتحار الكامل و النهائي دون أدنى تردد , أما عن قصص تصفيق الحشود و مواء القطيع و عوائه و نباحه فهو أمر اتضح أني لا أجيده للأسف الشديد ... لذلك سأنتقل إلى ما يهمني شخصيا في رثاء عبد الباسط , أعتقد أن موت عبد الباسط و رثائه هو محاولة منا , من بقيتنا الباقية , أقصد بالتحديد كل من حمل ذات يوم حلما بشيء غامض اسمه حرية , بدفن رأسه بالرمال المتحركة و تبرير كل انهياراتنا و انحطاطنا اللاحق , محاولة لإقناع الذات أن شيئا لم يتغير و أننا ما زلنا نقف عند لحظة غناء الساروت و فدوى سليمان التي كانت تبدو بريئة جدا .. لست حزينا أني مجرم , و لا أن هناك مجرمين , و لا أعتبر ذلك تهمة لا في عصرنا و لا في أي وقت و لا أخجل من الاعتراف بدوري في تخريب العالم ما استطعت إلى ذلك سبيلا , ما يؤسفني أنني كنت أو اعتقدت أنني كنت إلى جانب مجرمين سفلة و أغبياء و جبناء , مجرد مهووسين بالسلطة و المال دون أي استعداد للتضحية بأي شيء و الذين يصرون على صب الزيت المقدس عند أقدام القتلة و مغازلتهم بما ليس فيهم طمعا ببعض ما يستولون عليه ... إني أرثي الساروت فقط كفرد من أفراد العصابة التي أتشرف بالانتماء إليها , عصابة القتلة و المجرمين من كل الأنواع و الأجناس و الإيديولوجيات و الأديان و الطوائف , كل من يقاتل في سبيل استعباد القطيع و نهبه و الاستحواذ على الغنائم , أما الهراء السافل , الا أخلاقي , المبتذل كابتذال الشهادة و الأوطان و الآلهة و التافه كتفاهة أخلاق العبيد و القطيع , المخنث المازوخي , عن الشهادة و الثورة و الحرية فإنه لا يستحق حتى دورات المياه
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |