ماذا لو لم أجد مكانا في ثورات الهوموفوبيك , الكسينوفوبيك , المسلم و العربي سوبريماست


مازن كم الماز
الحوار المتمدن - العدد: 6237 - 2019 / 5 / 22 - 01:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

ماذا ستفعل إذا اكتشفت أن كل الثورات التي قامت هنا و ستقوم إلى أن يشاء الله هي ثورات لتحرير ذكور القومية السائدة , المسيطرة , الأكثرية , الطائفة , القبيلة , القرية , المدينة أو ما شئت و شاء إله هذا الشرق , أن الباحثين عن حريتهم هم ذكور الجماعة الأكثر عددا و همجية , الهوموفوبيك , الكسينوفوبيك , الكارهون للمرأة , الرافضون للآخر , المهووسون بتاريخهم و قتلتهم الذين يعظمونهم لدرجة أن يشرعنوا البودوفيليا و الجينوسايد كرمى لعيون أبطالهم , و الذين يرسمون صورة متخيلة مؤدلجة مغرقة في انتقائيتها و لا إنسانيتها للسكان الأصليين تنطبق عليهم وحدهم ينفون منها كل من لا يشبههم أو لا يعجبهم لدرجة الجينوسايد , أنهم يتحدثون عن الأخلاق كل دقيقة بينما يسحقون أبسط مبادئ الأخلاق تحت أقدام قطيعهم , أن اضطهاد النساء و قمع الفكر المستقل و الهستيريا الأخلاقية العامة , أي شيء إنساني , أي شيء غير قطيعي , ليس سببها الاحتلال الإسرائيلي أو الأمريكي و لا الاستبداد , و أن النسوية الإسلامية مثلا ليست إلا شيئا متخيلا , مجرد بضاعة للمتاجرة في ردهات المنظمات الغربية غير الحكومية و شيء ما قد يستحوذ على مخيلة النشطاء الغربيين بصورة لا تختلف عما فعله الخميني و ثواره بفوكو , اختراع و فبركة لإظهار عبيد الذكور الطامحين إلى الحرية بمظهر أفضل من حقيقة عبوديتهم , فقط لكي يبدو مستعبديهم بصورة أفضل أمام النشطاء الليبراليين السذج .. ماذا تفعل إذا لم تكن مثلهم هوموفوبيك و كسينوفوبيك و غارق في إهلاساتهم التاريخية و كراهية الآخر .. ماذا تفعل إذا اشترطوا عليك لتكون جزءا من ثورتهم أن تكون كل ذلك , أن تسجد لما يسجدون و أن تصفق لذبح الإنسان لصالح القطيع ..